• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما بين الحقوق والحضانة: نحو صياغة مستقبل أفضل لأطفالنا

زينب شاكر السماك / الأربعاء 04 ايلول 2024 / حقوق / 1008
شارك الموضوع :

يجب أن ندرك أن حماية حقوق الطفل ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي مسؤولية اجتماعية وأخلاقية

شهد العراق في الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً حول مسألة تعديل قانون الأحوال الشخصية، وهو القانون الذي يشمل تنظيم العديد من القضايا المتعلقة بالأسرة مثل الزواج، الطلاق، حضانة الأطفال، والمواريث.

هذا الجدل لم يقتصر على الأوساط القانونية والسياسية فحسب، بل امتد ليشمل كافة أطياف المجتمع العراقي، مما أدى إلى انقسام الآراء حول بعض القضايا الحساسة، خاصة فيما يتعلق بحضانة الأطفال بعد الطلاق.

يعد موضوع حضانة الأطفال من أكثر القضايا المثيرة للجدل، حيث انقسم الشارع العراقي بين مؤيدين لحضانة الأب وآخرين لحضانة الأم. هذا الانقسام ليس فقط قانونياً، بل يعكس أيضاً التنوع الثقافي والديني والاجتماعي الذي يشهده المجتمع العراقي. ففي حين يرى البعض أن حضانة الأب هي الأفضل لضمان تربية الأطفال تربية صالحة ومستقرة، يرى آخرون أن الأم هي الأكثر تأهيلاً لرعاية الأطفال، خاصة في مراحلهم العمرية المبكرة.

هذا الجدل يطرح تساؤلات حول الأسس التي يجب أن تُبنى عليها قرارات حضانة الأطفال. هل يجب أن يكون الاعتبار الأول والأهم هو مصلحة الطفل، أم يجب أن تراعى تقاليد المجتمع العراقي التي تعطي الأفضلية للأب في بعض الأحيان؟ إن هذا النقاش يعكس أيضاً التوتر بين تحديث القوانين بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع.

في خضم هذا الجدل، يُطرح سؤال جوهري: هل نحن فعلاً نسعى لتحقيق مصلحة الطفل؟ إذا كانت القضية الكبرى هي حماية حقوق الطفل، فلا ينبغي أن يقتصر النقاش على حضانة الأب أو الأم فقط، بل يجب أن يمتد ليشمل حماية الطفل من كافة أشكال العنف والتعنيف التي قد يتعرض لها سواء كان تحت رعاية الأب أو الأم.

المجتمع العراقي لا يمكن أن ينكر انتشار ظاهرة العنف الأسري، التي لا تفرق بين الأب أو الأم في ممارستها ضد الأطفال. فهناك العديد من الأطفال الذين يعيشون في كنف والديهم ومع ذلك يتعرضون لأشكال مختلفة من التعنيف والإهمال. لذا، يجب أن يكون الهدف الأساسي ليس فقط تحديد من يجب أن يحصل على الحضانة، بل كيف يمكننا حماية الأطفال بشكل شامل ومستدام.

المفروض بنا كمجتمع أن نقف وقفة واحدة لتفعيل قانون حقوق الطفل بصورة عامة. لا يكفي أن نركز على من يجب أن يحصل على الحضانة بعد الطلاق، بل يجب أن نتبنى نهجاً شاملاً يضمن رعاية الأطفال منذ ولادتهم وحتى بلوغهم سن الرشد.

إحدى الأفكار التي تستحق النظر هي تسجيل كل طفل يولد في العراق لدى منظمة حكومية مختصة برعاية الأطفال، حيث يتم تعزيز دور وحدات حماية الطفل بشكل موسع، لتتولى متابعة حالة الطفل منذ ولادته. يمكن لهذه المنظمة أن تلعب دوراً مهماً في مراقبة تطور الطفل والتأكد من حصوله على الرعاية اللازمة، سواء كان تحت رعاية والديه معاً أو في حال حدوث الطلاق.

في حالة الطلاق، يمكن لهذه المنظمة أن تتولى الإشراف على رعاية الطفل من خلال تقاسم المسؤوليات بين الأب والأم. يجب أن يتم تنظيم هذه الرعاية بطريقة تضمن حصول الطفل على الدعم العاطفي والمادي الذي يحتاجه، دون أن يتأثر سلباً بالصراعات بين والديه. هذه الرعاية المشتركة يجب أن تُبنى على مبدأ أن كلا الوالدين مسؤولين عن تربية الطفل، وأنه لا يمكن لأي منهما أن يتخلى عن هذه المسؤولية.

إن النقاش حول تعديل قانون الأحوال الشخصية وحضانة الأطفال يجب أن يكون جزءاً من نقاش أوسع حول حقوق الطفل في العراق. يجب أن نتجاوز الانقسامات المجتمعية وأن نتفق على أن مصلحة الطفل هي الأهم. هذا يتطلب منا جميعاً، سواء كنا أفراداً أو مؤسسات، أن نعمل معاً لتفعيل قوانين تحمي الأطفال من كافة أشكال العنف وتضمن لهم بيئة صحية ومستقرة للنمو.

في نهاية المطاف، يجب أن ندرك أن حماية حقوق الطفل ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي مسؤولية اجتماعية وأخلاقية. نحن بحاجة إلى تطوير آليات جديدة لضمان أن يحصل كل طفل في العراق على الرعاية والحماية التي يستحقها، بغض النظر عن الظروف الأسرية التي يعيش فيها. هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهنا، وهو التحدي الذي يجب أن نواجهه بشجاعة وحكمة من أجل بناء مستقبل أفضل لأطفالنا ولبلدنا.

العراق
القانون
الطفل
الاسرة
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تقيم مخيم الربيع العلوي

    النشر : الأربعاء 03 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    التربية الحسنة.. خير من الكنوز والجواهر

    النشر : الأحد 12 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    يوميات استكان شاي

    النشر : الأربعاء 26 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    البحث عن الحقيقة.. سلمان المحمدي إنموذجًا

    النشر : الثلاثاء 13 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    لمسة أمل.. فريق تطوعي احتضنهم شعار حب الحسين يوحدنا

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 15 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 15 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 15 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة