• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قِصَصٌ وَفُرَصٌ ٧: مُعَوقاتْ الأَخْذِ بالتَذْكِرَةِ

فاطمة الركابي / الأربعاء 27 آذار 2024 / اسلاميات / 1252
شارك الموضوع :

فالمُجادِل هو من لا يحاور ويناقش ليصل للحقيقة إنما هو إما يريد أن يثبت رأيه أو يسقط رأي الآخر

قال تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ، قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}.

المعوق الآخر الذي منع قوم نبي الله نوح (عليه السلام) من الأخذ بتذكرته هو إنهم لم يروا صدق دعوته إليهم، فالإيمان باطنه التصديق والخلل النفسي الذي أوصلهم إلى الكفر هو إنهم كانوا من أهل الجدل لا إن رسول الله كان مجادلًا -كما وصفوه- لذا عبروا عن كل الحلول والادلة التي قدمها لهم والتي هي بالأصل كانت اجابات لأسئلتهم وشكوكهم وإشكالاتهم، بأنها مجرد جدال! فهم كانوا ينظرون إليه بعين أنفسهم فما كانت محاججاتهم وأقوالهم إلا جدلاً.

فالمُجادِل هو من لا يحاور ويناقش ليصل للحقيقة إنما هو إما يريد أن يثبت رأيه أو يسقط رأي الآخر، فهو بدأ وإنتهاءً يرى نفسه الصائب المحق فيما يتبناه ويعتقده، لذا هو حتى وإن سمع ما يفند رأيه وحجته سيكون كمن لم يسمع لأنه مشغول بجداله/ عناده، كيف يجيب؟ كيف يأتي بحجة جديدة وتبرير آخر كي يبقى على ما هو عليه؟

وأدل دليل على جدالهم إنهم طلبوا إنزال العذاب بينما هو أتى لينزل عليهم رحمات ربه وربهم، فهم بحق عميان! فالأعمى وإن كان الخطر محدق به، نازل عليه لا يشعر ولا يدرك خطورته، ولا يقدر على أن يستنقذ نفسه منه، وهكذا هم فلوا كانوا من أهل العلم والتعقل للحظة واحدة وسألوا أنفسهم ماذا لو كان فعلاً صادقا ونزل بهم العذاب؟ وماذا ينفعهم عنادهم وجدالهم هذا؟ وإلى أي خاتمة سيكون مآلهم؟! وهل هناك منحة أو فرصة للعودة أو للبقاء إذا ما نزل عليهم عذاب الله الموعودين به.

وهنا كان رد النبي واثق ومباشر على اقتراحهم لنزول العذاب عليهم - فكما قلنا- إن طلبهم هذا نابع من جهل حقيقي، بالنتيجة النبي قال لهم إن الله تعالى إن شاء أن ينزل عليكم العذاب ليهلككم فهو قادر، فالذي خلقكم واحياكم ورزقكم قادر على أن يميتكم ويستبدلكم بخلق آخرين، فلا تعالى عاجز عن فعل او تلبية طلبكم ولا انتم ستتمكنون من النجاة من ذلك العذاب أو رده إن نزل بكم، بل انتم ستكونون عاجزون عن رفع ومنع نزوله إن وقع عليكم وحل بكم، فهذا الطلب حجة عليكم ودليل على ضعفكم وحاجتكم وافتقاركم لا العكس.

فالمجادلون بهذا الطلب وكأنهم كانوا يريدون أن يظهروا بمظهر القوي المسيطر المحق، لكن النبي عليه السلام كشف لهم حقيقة من هو صاحب الحق والموقف الاقوى، ومن المدعي الصادق منهم شفقة منه ورحمة منه بهم.

وفي مشهد من مشاهد التاريخ نرى كيف يرى فريق العمى فريق البصيرة إن قوة ما لديهم من احقاق الحق وتبيانه بأنه جدال، وذلك بوصف خصماء الإمام الحسن (عليه السلام) في هذه الرواية -نأخذ الشاهد منها- […. قال عمرو بن العاص لمعاوية: ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره فقد أحيى سيرة أبيه وخفقت النعال خلفه: إن أمر فأطيع، وإن قال فصدق، وهذان يرفعان به إلى ما هو أعظم منهما، فلو بعثت إليه فقصرنا به وبأبيه، ….وقعدنا لذلك حتى صدق لك فيه.

فقال لهم معاوية: إني أخاف أن يقلدكم قلائد يبقى عليكم عارها حتى تدخلكم قبوركم، …، قال عمرو بن العاص: أتخاف أن يتسامى باطله على حقنا ومرضه على صحتنا؟ قال: لا، قال: فابعث إذا إليه. فقال عتبة: هذا رأي لا أعرفه، والله ما تستطيعون أن تلقوه بأكثر ولا أعظم مما في أنفسكم عليه، ولا يلقاكم إلا بأعظم مما في نفسه عليكم، وإنه لمن أهل بيت خصم جدل] (١).

فمن قولهم [وإنه لمن أهل بيت خصم جدل] وقوله تعالى في سورة الزخرف: {…ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}، نصل إلى حقيقتين الاولى إن منشأ الجدال هو الخصام. والثانية إن أهل البصائر والدعاة إلى الحق هم ليسوا من أهل الجدل لأن مقصدهم التذكير والتبشير والإنذار فما يكنونه للمقابل المودة والشفقة لا الخصومة، أما أهل العمى ودعاة الباطل فهم من أهل الجدل لأنهم يتعاملون مع المقابل معاملة العدو والخصم، وهذا مائز قرآني مهم لمعرفة أهل الحق من أهل الباطل.

—————

(١) بحار الأنوار : ج ٤٤، ص ٧٠

القرآن
الدين
اهل البيت
القيم
التاريخ
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    فاطمة المعصومة.. تجليات ولطائف 

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ايهما اكثر رومانسية آدم ام حواء؟!

    النشر : الأحد 16 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الشهداء أولاً: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الجهنمية.. الشجرة المُبهجة

    النشر : الثلاثاء 10 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    طرق للتنفيس عن الغضب.. تعرف عليها

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    كيف يعمل طبيب غوغل.. وهل يهدد وظيفة الطبيب؟

    النشر : الأربعاء 26 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1235 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 445 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 418 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 416 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1235 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة