• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مناجاة التائبين.. بوابة إحياء القلوب

فاطمة الركابي / الأحد 20 ايلول 2020 / اسلاميات / 4355
شارك الموضوع :

هنا لا يَتحدث الإمام (عليه السلام) عن مرض مُعين من الأمراض القلبية، إنما تَحدَث عما هو أخطر ألا وهو موت القلب معنوياً

تُعَد المُناجَيات الخمسة عشر لإمامنا زين العابدين (عليه السلام) -كما عُبر عنها- بحق [صيدلية للقلوب]، فهي دواء لأمراضه المعنوية، وبَوابة مَعرِفَةٍ بالنفس ليحيَّا صاحِبُها حياة مُتزنة وطيبة.

ومناجاة التائبين(١) أولى هذه المناجاة إذ نقرأ فيها هذه الفقرات: [اِلـهي اَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ، مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي].

هنا لا يَتحدث الإمام (عليه السلام) عن مرض مُعين من الأمراض القلبية، إنما تَحدَث عما هو أخطر ألا وهو موت القلب معنوياً، كما وفي حديثه تنبيه لشدة خطورة الخطايا، وإلى أي خاتمة سيئة توصل مرتكبيها إذ ما تراكمت دون توبة؟! فهو يَعيش بها ويَمشي على الأرض لكن بلا حياة حقيقية كريمة عزيزة - كما تُبين الفقرات الأولى- إذ تُلبِسه المَذلة والمَسكَنة، وتَجعلُه من المُبعدين، المَطرودين.

وكما إن الذِلَة والمَسكنَة هي لباس معنوي مذموم، فإن في قبالها لباس معنوي ممدوح، يُلفت نظرنا إليه الإمام (عليه السلام) لنُوجِده فينا ولنجعله رداء لقلوبنا، والذي هو كما في قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (الاعراف:26)، وفي قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }(الحجرات:13)، فالتقوى هي خير زاد ولباس يُكسب الإنسان العزة، كما وتوصله إلى بلوغ الكرامة أي اكتساب القرب من الخالق (جل وعلا).

ثم في هذا المقطع: [فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ]، الإمام (عليه السلام) في طلب التوبة هنا قال (منك) وليس (مني)، وهنا تأكيد آخر لخطورة أن يَصل الإنسان إلى مرحلة أن يكون قلبه ميت معنوياً، فلا قدرة له بتقديم التوبة، ولا رجعة ولا حياة لقلبه إلا بلطف ورحمة من الله تعالى قد تشمله.

إنما يملك مقدمات أخرى يُقدمها -كما يبدو- وذلك عندما يناجي ربه بهذه العبائر: [يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي]، فبالأمل وحسن الظن بالله تعالى ولو كانت خطاياه شديدة لدرجة أنها تَسبب موت القلب، يُمكن لهكذا إنسان أن يَطلب العودة ليَقبله ربه ويُصلح له حاله بعد كل ما جَنى وارتكب، ويتولد لديه الدافع بأن يَرجع إلى مَن لا يَجد غيره طبيباً، مُجيباً ليَسأله ويَقصِده ليحيِّ ويشفي قلبه الذي لا شفاء له، ولا حياة فيه.

فحاشا لله تعالى أن يُرجعه خائباً، بل يَعود ويتوب عليه، فهو الحي القيوم، إذ قال تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة:27)، وهذا قد يكون أحد المقاصد التربوية الموجهة لنا.

كما ويمكن أن نفهم مقصداً آخر وهو إن الإمام (عليه السلام) يُعطينا الدواء قبل أن يُصاب قلبنا بداء الشقاء(الموت)، فإدراك الخطورة موجب للوقاية، ومفتاح الوقاية هو أن الإنسان يَصل إلى يقين أن الله تعالى هو الأمل والغاية والمطلب والأمنية التي لابد أن يَنشغل بها قلبه كي يَبقى حيَّاً، وإن ارتكب الخطايا والذنوب - فلا أحد منا معصوم - إلا إنه بهذه العلاقة الوجدانية التي تربطه بمولاه (جلّ وعلا)؛ سيستدرك الأمر، ويمده تعالى بالعون فيتوب عليه.

 (١) الصحيفة السجادية: ص٢٩١.

الدين
الحياة
الامام السجاد
الايمان
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    السيدة خديجة.. درع النبوة ووعاء الإمامة

    النشر : السبت 23 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    آية وإضاءة للحياة: الأسماء الحسنى ندعوا بها لا ندعوها

    النشر : الخميس 16 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هل تقبل أن تعيش في منطقة تراقب فيها جوجل كل شيء؟

    النشر : الأحد 18 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الحب توءم السعادة

    النشر : الأثنين 08 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الشهداء أولاً: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    طبيبة عراقية تنشر قصص لمرضى كورونا بهدف التوعية

    النشر : الأربعاء 03 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 890 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 770 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 453 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 335 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1364 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1144 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 9 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 9 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 9 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة