في ظلمة هذه الحياة لابد من وجود النور الذي يقشع ذلك الظلام فينير دروب السالكين ويأخذ بأيديهم، مهما تراكمت الظلمات وادلّهمت فقد نرى الخطأ صوابا في بعض الاحيان لكثرة تكرره وانتشاره فيصبح امراً طبيعياً ومستساغا، لكن بالرجوع للنور نرى ظلمة تلك الأفعال والتصرفات وتتضح لنا حقيقتها ولاننسى ان الماسك على دينه في هذا الزمان كالقابض على جمرة، فقد ترى تلك الفتاة التي تفتحت كزهرة انّ فيها نقص وعيب اذا هي لم تتبرج او تكلم الرجال وتفاكههم او ترى نفسها معقدة ان ابقت على حجابها في مكان عام وتقارن نفسها بالأخريات ممن نسين المعنى الحقيقي للحياة واخذن القشور ولفضن اللب.
فيا حلوتي رويداً رويداً، انظري للحياة من منظور امرأة جسدت الحياة لا تغرّكِ الشعارات المنادية ولا الاعلام المزركشة بعناوين الحرية فكلها مصيرها الزوال لكن تبقى من خلقت الحياة لاجلها هي النبراس التي يضيء طريقك، لا تتحرجي من لبس العباءة او الملابس المحتشمة وادخلي بكل قوة وشجاعة في اي مكان وان كنتِ ممن لم يقتنعن بالحجاب فذلك امر راجع اليكِ اذ لا اكراه في الدين، ولكن لي معكِ وقفة؛ جرّدي نفسك من اوهام الغرب والمغرضين واتخذي تجارب الماضين عضة لك فمن جرب المجرب كما يقول المثل فعقله قد خرب، كم من وردة سحقت في هذه الحياة باسم التحرر وهنا يحضرني قول الشاعر:
حرروها حرروها من اعالي الطود في الواد السحيق قد رموها
فأنتِ لست مقيدة او سجينة كي تبحثي عن الحرية، والحياة انتِ يا حلوتي انتِ اول من عرف الحرية واول من نادى بها وقد اكرمتكِ السماء بها، فبعض الأديان القديمة كانت لا تحل للنساء ان تدخل مكان العبادة ويعتبرون دخولها جريمة لاتغتفر، فأنهم ينظرون لها نظرة دونية والبعض الاخر يعاملونها كسلعة تباع وتشترى ويستزاد عليها والبعض الآخر يتخذها خادمة تقضي له شؤونه.
لا شك أن المرأة شطر النفس الإنسانية وأنها صانعة الجنس البشري، ولكن، هل كانت نظرة الرجل للمرأة علي هذا النحو على مر العصور في مختلف الحضارات البشرية التي سبقت الإسلام؟. لقد أعتبر الرجال المرأة على مر العصور كائناً منحطا وأيضا شيطانا رجيما يوسوس بالشر وقد أُهينت كثيراً في تلك العصور حيث أنها كانت تُشترى وتباع في الاسواق كالسلع أو كالمواشي والمتاع.
وكانت تكره على الزواج وعلى البغاء، وتورث ولا ترث، وتملك ولا تملك وكانت دائما خاضعة للرجل أباً وزوجا، فملك زوجها مالها وأقام عليها وصيا قبل موته. بينما الرجال فقد كان لهم السلطة والسيادة في كل شيء وأعتبروا المرأة بالنسبة لهم لا شيء، تعامل كالمتاع في المنزل وليس لها أية حقوق ولكن عليها واجبات كثيرة.
اختلف الرجال في بعض البلاد على كنية المرأة؛ هل هي إنسان له روح خالدة وتدخل الجنة كالرجل أم لا؟. وفي النهاية قرر أحد المجامع بروما أنها حيوان نجس أو أنها بلا روح ولا خلود ولكن يجب عليها العبادة والخدمة وأن يكم فمها كالبعير أو الكلب العقور لمنعها من الضحك والكلام لأنها كانت في نظرهم احبولة الشيطان، فجاء الاسلام لكي يزيح كل هذه الامور وينادي بحريتك واحترامك وللأسف تتركينه وتتشبثين بادعاءات كاذبة..
كوني انتِ الحياة باتخاذك منهج الزهراء(ع) سلوكا لكِ فالزهراء هي من صنعت الحياة للمرأة، فقد كان الرجل يحزن لكون مولودته انثى لانهم ربطوا اسمها بالعار والذل وبمجيء الزهراء لهذه الحياة انقلبت موازينها واصبح اسم المرأة مرتبط بالرقة والعطف والحنان وكل من لم يولد له بنت يشعر بفقدان شيء ما وانه ينقصه شيء، فعندما ازهر الكون بوجود الزهراء (ع) تنحت الحياة عن عرشها و اصبحت هي الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات