• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الهادي.. موروث عقائدي نقي

هدى محمدي / السبت 28 كانون الثاني 2023 / اسلاميات / 1834
شارك الموضوع :

في ذاكرة الحزن، وإقبال الدمعة على فقد العظمة، تفتقد اليوم قلوب الشيعة إمامهم الهمام

لا يهتدي المرء إلا وفق فطرة سليمة ونطفة كريمة، ولقمة عقيمة من الحرام والشبهة ..والإيمان لايتقوم إلا بإتباع منهاج الأئمة المهديين.. واتخاذ خطواتهم سلما للفلاح في حياة الصعوبات والمحن .حتى تستكين جمل القوة وتتخذ لها مقاما محمودا، لابد وأن تتشبع الروح بأنوار أهل الوجود وثبات الشرع أهل البيت (عليهم السلام) .

الطاقة مرتبطة بإيمانية الفرد، فكل آية ورواية في كتاب الله ومصادر تفسيره، لها نور يستقطب القلوب الوجلة والمغمورة بحب بيت الآل، فإن استقرت فيه ألهمته فيضا مشبعا ساجدا قادرا على ردع كل قول مخالفا لأهل بيت العصمه عليهم السلام .

في ذاكرة الحزن، وإقبال الدمعة على فقد العظمة، تفتقد اليوم قلوب الشيعة إمامهم الهمام، الهادي النقي سلام الله عليه، وافاه الأجل مسموما شهيدا غاضبا على من عادى بيت النبوة والرسالة.

إن الإمام الهادي (عليه السلام) له مكانة لايرتقي لها ممن عاصروه، وأي مخلوق كان فهو الكائن الغيبي الذي يسير في الأرض، لأنهم الامتداد الطبيعي المباشر لجدهم الرسول الأعظم، هم الأمناء على رسالة السماء وهداية الإنسانية أجمع، فكانت بوابتهم مائزة غيب لا يكشف عنها بحرف وجملة، بل هم أسرار الله في أرضه وهم المتفوقون علما وفقها وحكمة، وكل المكارم والفضائل  .

حباهم الله سبحانه بجميل صفاته وكمالاته ..حتى جعل من مجالسهم منطلق لكل علم وسجية، ومن محافلهم سفينة نجاة لكل شيعتهم ومن اقتدى بهم كما هو الإمام الهادي النقي )عليه السلام).

كان مسير الإمام عليه السلام، ذا نظر ثاقب منبعه من أصل الشجرة لا من فرعها، فكما كان جده علي (عليه السلام) باب علم الله وخزانه، فإن عمله كان نبذة من أساس المعرفة والعقيدة، موروث رحماني تجسد في شخص الإمام الهادي سلام الله عليه.

كانت الفكرة في صلبه، كعصى موسى، لا تتردد في أداء المعجزة، وثبات القلوب يوم تقلبها، حتى وثق كل كلمة مكانها المناسب، ومعرفة جلبابها الشاخص، ورد كل أباطيل الجبر والتفويض وعرف مواليه طرق الخلاص من كل ضلال .

وقد قال عنه ابن شهر آشوب: كان الإمام - أبو الحسن الهادي - أطيب الناس بهجة، وأصدقهم لهجة، وأملحهم من قريب، وأكملهم من بعيد، إذا صمت علته هيبة الوقار، وإذا تكلم سماه البهاء، وهو من بيت الرسالة والإمامة، ومقر الوصية والخلافة، شعبة من دوحة النبوة منتضاة مرتضاة، وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة .

هذا اليراع الذي خلفة الامام وهو الحجة ابن الحجة إنما هو موروث تقلده من آباءه البررة، مع اختصاصه بالعناية الغيبية المباركة .

وقد ورد عن الشيخ المفيد (رحمه الله): كان الإمام بعد أبي جعفر(الجواد) ابنه أبا الحسن علي ابن محمد، لاجتماع خصال الإمامة فيه، وتكامل فضله، وثبوت النص عليه بالإمامة.

كان زمن الإمام (عليه السلام)، مصاب بالضجيج الفكري، والتربص والتلبسات المكتظة، وما داخلها من معارف علمانية، هابطة المحتوى، هدفها الوحيد محو الدين وإبادة أهله، ورسم خارطة مشبوهة، قائدها فرعوني متزلف.

هذا الوضع، أولد ثقلا على كاهل الإمام ومسيرته فهو من جهة كان يواجه أئمة الضلال ومحاسبتهم علميا وفكريا، ومن جهة أخرى يمد مواليه فضائلا وأخلاقا وتربية، وتأهيلهم للواقع من منطلق عقائدي متين ..

وللإمام الهادي (سلام الله عليه)، من العلم الحضوري مالم يصل إليه من الاعلام في زمانه وهو ابن ست سنين .. حتى أخذ بلب الفؤاد وسجدت له مقامات وأصحاب أثر ..

روى المسعودي بإسناده عن الحميري، عن محمد بن سعيد مولى لولد جعفر ابن محمد، قال: قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينة حاجا بعد مضي أبي جعفر الجواد، (واستشهاده على يد المعتصم العباسي طالبا منه أن يجد عالما مبغضا لأهل البيت حتى يعلمه ويغذيه على بغض أجداده وهو ابن ثمان سنين أو ست).

فأحضر جماعة من أهل المدينة والمخالفين المعادين لأهل بيت رسول الله، فقال لهم: أبغوا لي رجلا من أهل الأدب والقرآن والعلم، لا يوالي أهل هذا البيت، لأضمه إلى هذا الغلام وأوكله بتعليمه، وأتقدم إليه بأن يمنع منه الرافضة الذين يقصدونه .

فأسموا له رجلا من أهل الأدب يكنى أبا عبد الله، ويعرف بالجنيدي، وكان متقدما عند أهل المدينة في الأدب والفهم، ظاهر الغضب والعداوة .

فأحضره عمر بن الفرج وأسنى له الجاري من مال السلطان، وتقدم إليه بما أراد، وعرفه أن السلطان أمره باختيار مثله وتوكيله بهذا الغلام .

قال: فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن في القصر بصريا، فإذا كان الليل أغلق الباب وأقفله، وأخذ المفاتيح إليه، فمكث على هذا مدة، وانقطعت الشيعة عنه وعن الاستماع منه والقراءة عليه، ثم إني لقيته في يوم جمعة، فسلمت عليه، وقلت له: ما حال هذا الغلام الهاشمي الذي تؤدبه؟ فقال منكرا علي: تقول الغلام، ولا تقول الشيخ الهاشمي! أنشدك الله هل تعلم بالمدينة أعلم مني؟ قلت: لا .

قال: فإني والله أذكر له الحزب من الأدب، أظن أني قد بالغت فيه، فيملي علي بما فيه أستفيده منه، ويظن الناس أني أعلمه وأنا والله أتعلم منه. قال: فتجاوزت عن كلامه هذا كأني ما سمعته منه .

ثم لقيته بعد ذلك، فسلمت عليه، وسألته عن خبره وحاله، ثم قلت: ما حال الفتى الهاشمي؟ فقال لي: دع هذا القول عنك، هذا والله خير أهل الأرض، وأفضل من خلق الله تعالى، وإنه لربما هم بالدخول فأقول له: تنظر حتى تقرأ عشرك .

فيقول لي: أي السور تحب أن أقرأها؟ وأنا أذكر له من السور الطوال ما لم يبلغ إليه، فيهذها بقراءة لم أسمع أصح منها من أحد قط، بأطيب من مزامير داود النبي التي بها من قراءته يضرب المثل .

قال: ثم قال: هذا مات أبوه بالعراق، وهو صغير بالمدينة، ونشأ بين هذه الجواري السود، فمن أين علم هذا؟ قال: ثم ما مرت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته وعرف الحق وقال به، وفي سبع سنين من إمامته مات المعتصم في سنة 227 هـ‍ ولأبي الحسن أربع عشرة سنة.

هذه هي نبوءات القدرة، وكرامة الغيث، أن تكون هي الأقوى غيبا، وأطيب خَلقا وخُلقا، والأصفى من هم على وجه الأرض من خليقة ..أن تواجه الطاغية برسالتها دون خوف أو تأتأة، بل كل الحزم والجرأة مازال حب الله هو رصيد كل خطوة، كما هو الإمام الهادي النقي أرواحنا فداه .

الامام الهادي
التاريخ
الايمان
الشيعة
اهل البيت
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    البشرة.. درع الحماية الأكبر في جسدك

    النشر : الثلاثاء 14 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    آثام حمراء

    النشر : الثلاثاء 15 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    تعاني من شعور سلبي دائم؟ طرق فعَّالة للتخلص من الإحساس بالضيق

    النشر : الأثنين 27 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    القضية الحسينية: مدرسة الأجيال الناجحة

    النشر : الأحد 07 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الإساءة إلى جسدك.. أسبابها وآثارها

    النشر : الأثنين 31 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    مبتكر مغربي يطور سلة تسوق متحركة صديقة للبيئة

    النشر : الثلاثاء 19 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 481 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 419 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 352 مشاهدات

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    • 318 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1201 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1167 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1087 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 677 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 22 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 22 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 22 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة