• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آهاتُ الحُزنِ وَالبُكاءِ بَينَ رُقيَّةَ وجَدّتِهَا الزَّهراءِ

زينب شاكر السماك / الأثنين 13 ايلول 2021 / اسلاميات / 5039
شارك الموضوع :

كانت رقيّة ذات الأربع سنوات كالوردة الجميلة في بستان قلب أبيها، وكان الإمام الحسين يحبّها كثيرًا

تحظى كلّ فتاة منذ نعومة أظفارها بمعاملة مميّزة من والدها، لذا نراها تلجأ إليه في جميع الأوقات وبخاصّة في الضعف والحاجة، لتلقي بنفسها بين ذراعيه إحساسًا بالحماية والدفء، فكيف إن كانت تلك الفتاة هي رقيّة (عليها السلام) التي كانت مولعة بوالدها سيّد شباب أهل الجنّة، وكان الإمام الحسين (عليها السلام) شديد الحُبّ لها، كلّما نظر إلى وجهها البريء امتلأ قلبه بالسرور.

كانت رقيّة ذات الأربع سنوات كالوردة الجميلة في بستان قلب أبيها، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يحبّها كثيرًا ويغمرها بدفئه وحبّه وحنانه، فقد أشبه حبّ رقيّة لأبيها الحسين (عليه السلام) وتعلّقها به بحبّ جدّتها سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأبيها النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وتعلّقها به.

تعرّضت يتيمة الطفّ (عليها السلام) إلى مظلوميّة كالتي تعرّضت لها جدّتها الزهراء (عليها السلام)،  فالزمن القاسي لم يرحم صِغَر سنّها، ولم يرعَ منزلتها العظيمة، شهدت مع والدها الإمام الحسين (عليه السلام) والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة، ملحمة الطفّ، وشهدت (عليها السلام) تلك القسوة والوحشيّة والهمجيّة في التعامل مع نساء بيت النبوّة، وحتّى في حزنها على فراق والدها كانت شبيهة بجدّتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وحزنها على والدها بعد أن وافاه الأجل.

كانت رقيّة (عليها السلام) تبكي لفراق والدها في ذلك الطريق الطويل بعد أن أُخذت أسيرة ومقيّدة مع باقي بنات رسول (صلى الله عليه وآله) إلى الشام، وما فارق الدمع الغزير عينيها الصغيرتين، كلّما تفقّدت الركب تراه غائباً عن نظرها، فتجهش بالبكاء وتصرخ: أين أبي الحسين؟ أين أبتاه؟ فيأتيها الردّ ليخفّف ألم هذه الطفلة: أبوكِ يا رقيّة سافر، وغدًا تلتقينه عندما يعود، تصمت وفي صمتها ألف سؤال وألف دمعة وألف حسرة.

ثمّ تعاود السؤال مرّة أخرى عن والدها وتقول: لماذا لم يأخذني معه؟ ألست أنا حبيبته رقيّة؟! وتضجّ بالبكاء والنحيب.

فقد تُوفّيت رقيّة (عليها السلام) في الخامس من صفر سنة 61ﻫ، أي بعد مرور أقلّ من الشهر على استشهاد والدها الإمام الحسين (عليه السلام) في خربة من خربات الشام التي وضعها بها اللعين يزيد هي وباقي أهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، ففي إحدى الليالي الحزينة انتبه يزيد - عليه اللعنة - من نومه على بكائها لفراق والدها، وأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوُضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف ونادت: "يا أبتاه: مَن ذا الذي خضّبكَ بدمائكَ؟ يا أبتاه مَن ذا الذي قطع وريدكَ يا أبتاه مَن ذا الذي أيتمني على صِغَر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدكَ نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر؟"(1) ووضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديدًا حتّى غُشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة.

إنّ الكلمات تعجز عن وصف مأساة السيّدة رقيّة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام) التي تحوّلت إلى صوت آخر، ودم أخر، وخلود آخر للحسين (عليه السلام) وديمومته.

.............................

(1) السيّدة رقيّة (عليها السلام) قصّتها - مقامها: ص60.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    إلى من يهمه الأمر

    النشر : الثلاثاء 23 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    السيدة الزهراء.. نموذج الزواج الناجح

    النشر : الأربعاء 07 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    اكتشاف الإصابة بمرض باركنسون من خلال رائحة الجسم

    النشر : الثلاثاء 23 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    في مواجهة العواصف الترابية: جندي عراقي يزرع الأشجار لحماية البيئة

    النشر : الثلاثاء 24 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    كيف تحوّلت الأطعمة المصنّعة من ثورة إلى خطر؟

    النشر : السبت 26 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    كيف تحافظ على صحة أسنانك؟

    النشر : الأربعاء 15 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1244 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 458 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 458 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 438 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 435 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 372 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1335 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1244 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 786 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة