ليونة المشاعر فاجعة الإنسان تجعله يقع بفخ الوهم بكل امتنان ويعيش الحدث بنظرته العاطفية وكأنه حقيقة ملموسة لا يمكن أن تكون سوى ذلك!
أن تعيش علاقة مضطربة تتناثر على خشبة مسرحك العالمي وتجعل منك ربيعا تارة وأخرى خريفا كأنك تزرع وردة في الصحراء أو تنتظر هطول المطر صيفا أو تشبه مشجعي كرة القدم الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن يحرز لاعبهم المفضل هدفا ولكن عندما توشك المباراة على النهاية سيكون دعائهم الوحيد هو ولادة هدف في الوسط يؤهل فريقهم للمرحلة التالية خوفا من الخسارة!.
هذا ما يبين شكل العلاقة المشحونة بالاضطراب والاستهلاك التي تعلقك في نهاية الأمر على مقصلة القتال لتستخلص الأمر بما يناسب خوفك من أن تكتشف أنك داخل دائرة الوهم وكل ما عايشته كان وهما كبيرا للغاية! أي أنك صممت وكرست أمرك حتى أوهمت نفسك بأن كل ما حدث من اضطرابات بينكما هي شيئ عابر وفي الواقع كان الأمر أكبر من حالة اضطراب جعلك مقعداً عن التفكير خوفا من أن ترى نفسك بعيدا عن محيط هذه العلاقة، علاقة ميتة.
من الممكن أن يكون غالبيتنا قد مر في هكذا نوع من العلاقات الشاذة وغير المدروسة..
ونخص بالذكر العلاقات الاجتماعية التي تلتهم النصف الأكبر من حياتنا في الأمس وحتى اليوم، مشكلة جدية وواقعية نعيشها بشكل عاطفي ونسيء استخدام المعنى الحرفي لها.
إنه عبء أن تعيش علاقة داخل علاقة هذا التعقيد هو اساءة فضيعة لكل أطرافها.
حيث إن مشكلة العصر التي نواجهها اليوم بشكل مرعب هو فهمنا الخاطئ في تفسير ما يحدث بما يناسب رغباتنا بصرف النظر عن الحقائق التي يتغاضى عنها البعض أثناء اشتباك الشعور "الشعور الازدواجي"!.
أي أن يأخذ الفرد اهتماما أو ما شابه ذلك من علاقة ما فينسبه أو يعيشه كأنه حقيقة ويحمّل الأمر معاني أخرى تدفع عواطفه لتصديقها ثم يستفيق فجأة على دوّي انفجار في شعوره لا يناسب سقف توقعاته الخيالية.
ليس هناك ما يضاهي إشراقة التجربة في اتخاذ القرار المناسب الذي بحثنا عنه دوما في الظلام, ليس هناك ما يقيد شعورنا غيرنا وكأننا نرميه داخل قمرة ضيقة في مكان مهجور ثم نغض الطرف عنه.. وبعد وقوع الحدث وهدم الأحلام التي بنيناها تعود بنا الأيام لنصحوا ونطلق سراح شعورنا متأقلمين مع صدمة عاطفية, ربما بمرور الوقت تتآكل وتختفي.. لا نعلم ربما!.
حاول أن لا ترحب بأي علاقة تجدها مقنّعة, لا تشجع نفسك على الاستمرارية للبقاء في زحمة " ربما وكان"، لا تتأقلم على الاضطراب كأنك مرهون للآخرين بل جازف وتخلى من أجلك، من أجل أن تستمر دون أن تسبب لنفسك الإيذاء النفسي والعاطفي وغيرهما، انتبه إلى حياتك اليوم فهي حاضرك ومستقبلك غدا.
اضافةتعليق
التعليقات