بعد انتهاء يوم شاق في المدرسة جاء ولدي وهو في السابعة من عمره، قال لي: ماما اريد ان اموت، فقلت له مندهشة لماذا؟! ماهذا الكلام الغريب؟!
قال اريد ان أرى وجه الله، فسألته من أين جئت بهذا الكلام؟ قال ان مدرستنا قالت بأن الانسان عندما يموت سيرى وجه الله القمري!.
كان سؤاله بريء وغريب فالكثير منا يسأل، هل يرى الانسان وجه الله؟ وهل لله وجه؟ فقررت ان ابحث بشكل اعمق في هذه المسألة لأجد الجواب.
قال الله تعالى "وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".
كما عرفنا ان هناك مذاهب مختلفة ونجد في هذا الباب اراء كثيرة غير أن أهم ما يجدر لفت النظر إليه هو ما وصل بالانسان الى تجسيم الله سبحانه وتعالى!.
نذكر نموذج وهو الإمام الاشعري يقول في كتابه (الإبانة) بأن لله وجهاً ولكن بلا كيف، وهو يريد بذلك إثبات الوجه لله بمعناه الحرفي ولكن فراراً عن التشبيه يقول بلا كيف.
فهو صريح في التجسيم والتشبيه، خصوصاً أنه يصرح بأنه تصحّ الإشارة الحسية بالأصابع إليه، غير أنّ تذرعه بلفظ «بلا كيف» أو «بلا تمثيل» أو ما يقاربهما ربما يوجب عدم عدّه من المجسّمة والمشبهة، لأنّه يقول بأنّ له سبحانه هذه الصفات لا كصفات المخلوقين، ولكن هذا التذرّع واجهة يريد به تبرير توصيفه سبحانه بها بمعانيها اللغوية، وعدم اتهامه بالقول بالتجسيم والتشبيه، ولكنها لا تفيد شيئاً وذلك:
إنّ هذه الصفات كالوجه او اليد او الرجل موضوعة لغةً على معانيها المتكيفة بكيفيات جسمانية، فاليد هي الجارحة المعروفة من الإنسان والحيوان، وهكذا الرجل والقدم، فإنها موضوعة للحركة والحركة من صفات الجسم فعندما اقول وجه اقصد به ذلك القرص الدائري.
والرد على هذه النظرية:
اولاً: لا يصح ان نأخذ بظواهر القرآن إنما نبحث في تأويل هذه الآيات والتأمل بالسنة الشريفة.
ثانياً: إنَّ القرآن صريح في أنّه ليس كمثله شيء، وأنّ المشركين ما قدروا اللّه حق قدره، إلى كثير من آيات التنزيه لله سبحانه وتعالى.
وهناك كلمة مروية عن الرسول الأعظم وهي: ”إن الله خلق آدم على صورته" فاستدل به المشبهة على أن الله صورة وخلق آدم على طبقها، ولكن لو رجعوا إلى أئمة أهل البيت لوقفوا على أن الحديث نقل مبتوراً، فقد روى الصدوق عن الامام علي (عليه السلام) قال: "سمع النبي رجلاً يقول لرجل: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال النبي (صلى الله عليه واله): مه، لا تقل هذا، فإن الله خلق آدم على صورته".
اي على صورة هذا الرجل الذي تسبه وتسب من يشبهه وهو ادم، بمعنى ان الرجل يشبه نبي الله ادم وليس المعنى ان نبي الله ادم يشبه الله وانه نفس صورته.
فعلى العالم الباحث أن يمعن النظر في الصفات الخبرية الّتي جاءت في الكتاب والسنة، ويمعن في الآيات المحكمة حتّى يزيل عنه التشابه وإلا سوف يجر شيئاً فشيئاً الى الكفر.
اضافةتعليق
التعليقات