حواس الانسان محدودة.. كحاسة السمع التي تلتقط الاصوات بذبذبة مابين(20-120)الف ذبذبة في الثانية ولا يُسمع خارج ذلك المقياس شيء.
في حين يقدّر علماء الطبيعة حوالي (3000) مليون سلم للذبذبات وهي تحيط بالانسان من كل جانب وهو لا يشعر بها وكأنه في كهف مظلم وهو رهين في جسمه المادي.
). قال تعالى: (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الأرض واتبع هواه
فالخلود إلى الارض بمعنى الانشغال بالحواس الخمسة عن الحياة اللامرئية، والذبذبات التي تنعكس في الأمواج الاثيرية التي تحيط بالإنسان، فكلما نضج عقل الإنسان وتكاملت روحه وترّفع عن الماديات - زهدا وتقربا للمولى- كلما اطلع على العوالم اللاحسية و توسع إدراكه لتلك العوالم.
ولكن الإنسان عبد العالم المادي فانحجبت عنه الحقائق قال تعالى: (الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر).
و بقليل من التأمل في النصوص المقدسة نجد أن هناك تفاعل ماورائي بين الإنسان وبين عالم الغيب والحياة اللامرئية.
قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) في دعاء يقرأ في السجود: (سجد لك سوادي وخيالي وبياضي..) اشارة إلى وجود جسد مادي منظور و آخر اثيري غير منظور وروح راكبة وقد عبر عن كل ذلك (بالسواد والخيال والبياض!!).
لو تأملنا بالجانب العملي نجد أن العلم لم يتمكن حتى الان أن يعرف الكثير عن الحياة اللامرئية، عالم الغيب).)
فجل ما توصل إليه في تفسير حالة النوم التي تطرأ على الإنسان هو كالاتي:
1. النوم: هو انتقال الدم من الاطراف السفلى للبدن والأرجل وحين يتجه الدم إلى الأطراف السفلية ينخفض ضخ الدم عن الدماغ فيتوقف معظم نشاط الدماغ وينام الانسان.
2. قال العلماء ان النوم يحدث حينما تتجمع في البدن السموم بسبب الجهد والتعب وحينها يشل جانبا من نشاط الدماغ عن العمل فإن خرجت هذه السموم من البدن صحا من نومه.
ولكن في ثقافة اهل البيت وتراث احاديثهم الشريفة، نجد أن النوم يعني سفر إلى العوالم الاخرى..
قال تعالى: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها).
والرؤيا التي يراها الانسان هي اعظم آية تؤيد ما نقول.
سأل أبو بصير من الامام الصادق (عليه السلام): الرجل النائم هنا والمرأة نائمة يريان انهما بمكة او بمصر من الامصار ارواحهما خارج من ابدانهما؟.
قال لا يا أبا بصير فإن الروح اذا فارقت البدن لم تعد اليه غير انها بمنزلة عين الشمس، هي مركبة في السماء كبدها وشعاعها في الدنيا، ولهذا الانسان المؤمن -حسب نقاء روحه- قد يخترق الحجب المادية اذا نام على طهارة و وضوء.
فما رات الروح من رؤيا في السماءفهو الحق!!.
ومارأته في الهواء فهو الاضغاث!! وذلك حسب مستوى العروج الذي يحصل عند النوم..
فتأمل أيها القاريء الكريم في الآيات الافاقية والانفسية لتكتشف حقائق واسرار مجهولة عن نفسك وعالمك الذي انت فيه.
قال امير المؤمنين (عليه السلام): ان كشف لكم الغطاء سترون ارواح المؤمنين خلف هذه المدينة (النجف) متحلقين حول بعضهم ويتجاورون بعضهم، وهنا تسكن روح كل مؤمن وإن ارواح الكافرين تحل في وادي برهوت.
وقال (عليه السلام): ان وراء اليمن واديا يقال له وادي برهوت ولا يحادر ذلك الوادي إلا الأفاعي السود..).
وقال الامام الصادق (عليه السلام) : وإن الجنة المذكورة في العديد من الروايات تقع خلف مدينة الكوفة في وادي السلام في النجف الأشرف خلقها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين وقد اخفاها بقدرته عن انظار الناس وإن أرواح المؤمنين هناك في قوالب مثالية وهياكل لطيفة نورانية يتمتعون إلى يوم القيامة حتى يدخلون جنة الخلد التي وعد الله بها.
المصدر: (الاسرار الخفيه للسيد منصور حسن الحسيني الذبحاوي).
النتيجة:
هناك حياة لامرئية تحيط بنا علينا ان نتفاعل معها ونتحسسها..
وإن الروح تتعذب اذا اقترف البدن ذنبا وعليه قد تصاب الروح الكوابيس والاضطراب والقلق.. الخ.
وعندما يشتغل البدن بالطاعات تنطلق الروح وتبتهج وتعيش الاطمئنان وهي جنة غير مرئية.
فهلموا يا عباد الله لنوسع من سعة إدراكنا وانتبه الحقائق الغيبية والأسرار المحيرة التي تحيط بنا.
اللهم اكشف الغطاء عن أبصارنا برحمتك يا أرحم الراحمين..
اضافةتعليق
التعليقات