كانت القلوب قاسية كالحجارات التي تشكل جبال مكة ، كان الأب يرفع رأسه شامخا كتلك الجبال القاسية و يفتخر بأنه رجع من دفن ابنته والمرأة المسكينة كانت مأمورة بالتخلص من العار فكانت تلك الأخرى أحيانا مأمورة بالقتل و دفن البنت قبل أن تطرد في ظل تلك العادات الشنيعة التي كانت دستور المجتمع . ولد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ليستنقذ العباد من الجهالة و حيرة الضلالة فقد غير المجتمع بأبهى صورة و في فترة قصيرة غيره الى خير أمة أخرجت للناس … كيف استطاع النبي (صلى الله عليه وآله) أن يغير تلك العقول المتحجرة و القلوب القاسية؟ هذه الاجابة هي اجابة لجميع عثراتنا، مشاكلنا ، تخلفنا و عدم نجاحنا في مختلف الأمور يجيب القران الكريم (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) تارة يحمل أكياس مشتريات عجوز الى بيتها وفي النهاية عندما تريد أن تشكره منه تقول سأنصحك مقابل تعبك يقال هناك كذاب اسمه (محمد ) يدعي النبوة خذ حذرك منه يبتسم النبي (صلى الله عليه واله) و يشكرها بعدئذ يمر أحدهم و يسلم عليه حينئذ تطأطئ رأسها خجلا و تقول أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله . و تارة يقف ساعات فوق رأس اعرابي ليحميه من حرارة الشمس و بعد استيقاظه يشعر بحرارة حبه في قلبه و يشهد ان لا اله الا الله ومحمد رسول الله . في كل لحظة يزرع حبه بشكل من الأشكال في قلوب الآخرين و يسكنها و يأسرها ، جاء في حديث عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أنه قال : سألت أبي أمير المؤمنين عن رسول الله كيف كانت سيرته في جلسائه ؟ فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ، ولا غليظ ولا صخاب ،… يقال في سعة الاخلاق كنوز الأرزاق تارة هي أرزاق مادية تارة أرزاق معنوية فاكتساب القلوب من أنواع الرزق والكلام المؤثر من أنواع الرزق وتغيير مصير المجتمع الى الأفضل. من أنواع الرزق ورد عنه ( صلى الله عليه وآله) : "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ". فالحفاظ على هدوء القلب و حسن الخلق كدرجة قائم الليل و صائم النهار فكما يتعب الانسان عند قيام الليل و يتحمل الجوع والتعب عند صيام النهار سيحصل على درجات عالية عندما يسعى لتحسين خلقه . نكرر أشهد أن محمدا رسول الله عشرات المرات خلال يومنا في اذاننا و صلواتنا ياترى ما مدى صدق هذه الشهادة؟ وما مدى ايماننا به و التمسك بأخلاقه و التأسي بهذه الأسوة الحسنة ؟
اضافةتعليق
التعليقات