إن الأفكار السلبية هي كالسم الذي يتسرب ببطء إلى أعماق النفس البشرية، ليحولها إلى بيئة خصبة للسلوكيات العدوانية والمدمرة. هذا السم الذي لا نلاحظ آثاره الفتاكة إلا بعد أن يكتمل تأثيره، ويفرض هيمنته على كيان الإنسان برمته.
فالشخص الذي يغرق في دوامة الأفكار السلبية يبدأ تدريجياً في تبني نظرة كئيبة وسوداوية إزاء الحياة والناس. هذه النظرة السلبية تجعله ينظر إلى كل شيء من زاوية الشك والريبة والتشاؤم. وما أن يستقر هذا الاتجاه في عقله وقلبه، حتى يبدأ في التصرف بعدوانية وعنف تجاه كل ما يحيط به.
السلبي يميل بطبعه إلى إلقاء اللوم على الآخرين وإلى رؤية العالم على أنه مكان قاس ومليء بالمؤامرات والخداع. وهذا بدوره يدفعه إلى التعامل مع الآخرين بطريقة عدوانية وقاسية، بدلاً من محاولة التفاهم معهم والتعاون. فالكلام القاسي والسلوك العدواني هما نتاج حتمي لهذه الأفكار السلبية التي تغزو عقله.
والأسوأ من ذلك أن الكلام القاسي وسلوك العصف والإتلاف لا يقتصر أضراره على الآخرين فحسب، بل إنه يحرق الأشياء الجميلة في حياة صاحب هذه الأفكار السلبية ذاته. فهذه الكلمات البذيئة والتصرفات العدوانية تُفقد الإنسان القدرة على رؤية الجمال والحب والرحمة في محيطه. وتخلف خلفها رماداً من الكراهية والعداء والندم.
وهكذا يكون الإنسان السلبي قد أحرق بنفسه كل ما هو جميل في حياته، ليعيش في عالم قاتم وباهت لا لون له ولا طعم.
لذلك على كل إنسان أن يدرك خطورة الأفكار السلبية وآثارها المدمرة على حياته وعلاقاته. علينا أن نتحلى بالتفكير الإيجابي والنظرة المتفائلة للحياة. وأن نتعامل مع الآخرين بلطف وأدب وتفهم، بدلاً من التصرف بعنف وقسوة. إن الحفاظ على نقاء أفكارنا وكلماتنا هو السبيل الوحيد لحماية ما هو جميل في هذه الحياة، وتجنب الخراب والرماد الذي تخلفه الأفكار السلبية والكلام القاسي.
اضافةتعليق
التعليقات