إظهار الأمانة الشخصية تولد الأمانة الشخصية المتمثلة بالثقة، وهي أساس العديد من الأنواع المختلفة للإيداع، والافتقار إلى الأمانة يقوض كل الجهود المبذولة من أجل تحقيق رصيد كبير من الثقة. ويمكن للناس السعي من أجل فهم الأشياء الصغيرة وتذكرها والحفاظ على وعودهم وتوضيح التوقعات وتحقيقها؛ ولكنهم يفشلون في الحفاظ على مخزون الثقة إذا كانوا يعانون من ازدواج الشخصية والأمانة تتضمن الصدق ولكنها تتجاوزها في المعنى.
والصدق هي إخبار الحقيقة - وبعبارة أخرى أن تتوافق كلماتنا مع الواقع. أما الأمانة فهي إخضاع الواقع لكلماتنا - وبعبارة أخرى الحفاظ على الوعود وتحقيق التوقعات. وهذا يتطلب شخصية متكاملة منسجمة مع نفسها ومع الحياة.
إحدى أهم طرق إظهار الأمانة هي أن تكون مخلصا للأشخاص الغائبين وعندما تفعل هذا تبنى ثقة عند الحاضرين. فعندما تدافع عن الغائبين تحافظ على ثقة الحاضرين. ولنفترض أنني أنا وأنت نتحدث على انفراد وننتقد المشرف بأسلوب لا نجرؤ على الإتيان به في حضرته. والآن ما الذي سيحدث لو تشاجرنا معا؟ تعلم أنني سأناقش نقاط ضعفك مع شخص آخر. فهذا ما فعلناه عندما تحدثنا عن المشرف في غيبته. وبالطبع أنت تعرف أن أسلوبي هو استخدام حلو الكلام في وجهك أما من وراء ظهرك فحدث ولا حرج.
لقد رأيتني أفعل هذا أنا من قبل هذا هو جوهر الازدواجية. هل هذا يبني رصيد الثقة بيني وبينك؟ ومن ناحية أخرى لنفترض أنك كنت على وشك الشروع في انتقاد المشرف وأخبرتك بأنني أوافق على بعض هذا الانتقاد واقترحت عليك أن نتوجه معاً إليه ونقدم عرضاً فعالاً حول الأشياء التي يمكن تحسينها والآن أتعرف ما الذي سأفعله إذا انتقدك شخص ما أمامي ومن وراء ظهرك؟ وإليك مثالا آخر، لنفترض أنى أبذل جهدًا لبناء علاقة معك وأخبرتك بشيء شاركني إياه شخص آخر لأنه يثق بي. وقد أقول لك "أعلم أنه لا ينبغي على أن أقول هذا ولكن لأننا أصدقاء ... ". هل خيانتي لشخص آخر تبنى لي عندك رصيداً في حساب الثقة؟ أو ربما تتساءل إن كنت قد شاركت الآخرين في الأشياء التي شاركتها معي من منطلق ثقتك بي؟ وتبدو هذه الازدواجية وكأنك تقوم بعمل إيداع مع الشخص الذي أنت معه، ولكنك في الواقع تسحب من الرصيد لأنك توصل له افتقارك للأمانة.
وربما تحصل على البيضة الذهبية وهي السعادة المؤقتة نتيجة لإيقاعك بشخص ما أو متعة مشاركة المعلومة. ولكنك في الواقع تخنق الإوزة وتضعف العلاقة التي تقدم لك سعادة دائمة.
التعامل مع الأمانة في حقيقة الاعتماد بالتبادل هي ببساطة ما بني مع الجميع على أساس المبادئ ذاتها. وبينما تفعل هذا ستحظى بثقة الناس بك. وهم في البداية قد لا يقدرون تجارب المواجهة الصادقة التي تولدها هذه الأمانة، وتتطلب المواجهة قدرا كبيرا من الشجاعة الناس اختيار أضعف مقاومة أو التهميش أو الانتقاد أو خيانة الثقة أو مشاركة، وقد يفضل العديد من الآخرين النميمة.
ولكن على المدى البعيد سيثق بك الناس ويحترمونك إذا بقيت صادقًا ومتفتحاً وعطوفاً معهم. وأنت تهتم للآخرين بدرجة كافية حتى تواجههم. ولقد قيل إن فوزك بالثقة أهم بكثير من أن تكون محبوباً، وأنا مقتنع أنه على المدى البعيد من يحظى بالثقة سيكون محبوبًا عندما كان ابني جوشوا صغيرًا كان يسألني دائمًا سؤالاً روحياً عميقاً. فكلما كنت أبالغ في رد الفعل تجاه شخص آخر أو أبدو نافد الصبر أو فظاً كان يتأذى وكان صادقًا معي وكانت علاقتنا جيدة للغاية حتى أنه كان ينظر في عيني ويقول " أبى هل تحبني؟ " .
فإذا اعتقد أنني خرقت مبدأ أساسياً من مبادئ الحياة مع شخص آخر فإنه كان يتساءل هل سأتعامل معه بالمثل وبصفتي معلمًا ووالدا اكتشفت أن مفتاح التسعة وتسعين هو الواحد - خاصة الواحد الذي يختبر صبر الكثير وحس الفكاهة لديهم. وحب طالب واحد، يوصل الحب للجميع. وطريقة تعاملك مع الواحد هي التي تكشف لك كيف تتعامل مع التسعة وتسعين بالمائة، لأن الكل وانضباطه واحد 6 الطفل الواحد ويقصد بالأمانة أيضاً تجنب أي تواصل خادع والمراوغة أو الحط من كرامة البشر.
وطبقًا لأحد تعريفات الكلمة "الكذب هو أي تواصل بنية الخداع" وسواء تواصلنا باستخدام الكلمات أو السلوك فطالما كانت الأمانة موجودة لا يمكن لنوايانا أن تكون خادعة.
اضافةتعليق
التعليقات