في ذكرى رحيل المنقذ للأمة من الجهالة وحيرة الضلالة الرسول الأعظم محمد )صلى الله عليه وآله) كان لابد من مراجعة بعض الكتب وأهمها الموسوعة الخاصة للإمام الصادق (عليه السلام) وهو يذكر فيها عدة أمور وأهمها التغيير الذي طرأ على الأمة بعد نزول الوحي واعلان النبوة.
كان البشر قبل الإسلام يعيش في متاهات الجهل والبؤس والانحراف والشذوذ الفكري والعقائدي والتجرد عن العاطفة البشرية وأصول الانسانية وغيرها، قال تعالى: "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها"، وهنا كان يؤكد لنا أن الأمة كانت ستندثر لولا ظهور الخاتم من الرسل وكان ذلك توقيتا الهيا دقيق، قال عليه السلام أيضا، إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا للعالمين وأمينا على التنزيل وأنتم معشر العرب على شر دين وفي شر دار من يخون بين حجارة خشن وحيات صم تشربون الكدر وتأكلون الجشب وتسفكون دماءكم وتقطعون أرحامكم الأصنام فيكم منصوبة والآثام بكم معصوبة إلى آخره –وقالت السيدة فاطمة الزهراء في خطبتها وحديثها عن العهد الجاهلي فرأى النبي الأمم فرقا في أديانها عكفا على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله مع عرفانها –وكنتم على شفا حفرة من النار—ولما بعث الله نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) ودعا الناس إلى الله كان جزاؤه من ذلك المجتمع أن قالوا له – تبا لك شاعر- ساحر- مجنون- كذاب- كاهن-.
ثم قالوا "إنما أنت مفتر، هل تتبعون إلا رجلا مسحورا"، هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون" والكثير من الآيات.
لقد حاربوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) محاربة علنية يوم كان في مكة ورموه بالحجارة وكتبوا الصحيفة القاطعة ضد بني هاشم واضطر أبو طالب أن ينقل عائلته مع النبي وعائلته إلى الشعب وهو أرض في طريق الجبل وقضوا هناك ثلاث سنين في جو من الارهاب وأزمة المواد الغذائية يتوقعون هجوم العدو عليهم ليلا ونهارا، وبهذا رغم عدم ذكر التفاصيل مما عاناه الرسول ندرك كم المعاناة التي واجهت النبي، وفي زمننا هذا الكثير ممن يحارب نبي وإمام زمانه لذا نحن مكلفين بنصرة الامام في القول والفعل وليس مجرد كلام يقال ودعاء تلهج به الألسن ففي ظهوره فرجنا وفرج آل البيت (عليهم السلام).
اضافةتعليق
التعليقات