• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تتطلع إلى بحر بلا عواصف

رقية الاسدي / الأثنين 26 حزيران 2023 / تطوير / 1642
شارك الموضوع :

كل خطوة في الحياة تسوق الإنسان إلى الاقتراب من هاوية الموت لذا لا داعي للتوهم لأن هذا يجعلك تحافظ على اتزانك

إن الآلام والمحن هما شيئان لا تخلو منهما حياة الإنسان، بمجرد أن نقبل بهذه الحقيقة يمكننا أن نجتازهما، بل ونرى معنى الحياة ومغزاها بشكل أكثر وضوحاً.

تقول إنك لا تريد تلك المعاناة، ولكن بهذا الشكل تكون قد فقدت الحياة إطارها، إن سبب انتحار العديد من الناس يتوارى خلف عدم فهمهم لمغزى الحياة جيداً، بل ويخيل لهم أن الحياة ممتلئة بالحلو وحسب، وتخلو من المرارة والانتكاسات، وخاصة في اللحظات الأولى لعلاقات الحب فالسعادة التي تفرزها الهرمونات تجعل المرء يعتبر الحماسة حالة طبيعية ومسلم بها، ولكن في الحقيقة، إن الحالة الطبيعية للحياة تجمع بين كل من السلاسة والصعوبة، وكذلك أيضا بها تيار خفي وجارف فعند أكثر درجات التفكير عمقاً نجد أننا لن نفارق الآخرين وحسب، بل سنفارق العالم أيضاً، وكذلك سنمضي قدماً بخطى غير ثابتة ومترددة ..

كل خطوة في الحياة تسوق الإنسان إلى الاقتراب من هاوية الموت لذا لا داعي للتوهم لأن هذا يجعلك تحافظ على اتزانك لوقت أطول بل وتستكين بداخل وحدتك مطمئن القلب.

إن التجارب لا تخلو من الجروح، ولا يمكنك أن تتطلع إلى المضي إلى الأمام مع تجاربك ولكن دون اصطحاب آثار الجروح هذه، فبتقبل هذه الحقيقة يمكننا أن نجتاز الموت ونحلق في الأفق، ونرى معنى الحياة بوضوح جلي.

ذات مرة، كُنتُ ذاهبة إلى مدينة في قلب الصحراء، وقبل السفر تواصلت مع صديقة من أهل المدينة هناك ولكن هذه الصديقة لم تكف عن قول: «أستاذة بي ينبغي عليك أن تستعدي جيدًا فنحن هنا عادةً ما تداهمنا عواصف رملية تحجب نور الشمس، الطقس ممتاز هذه الأيام ولكنني لستُ متأكدة إن كان سيظل بهذا الشكل حتى اليوم الذي تصلين فيه أم لا».

تملكني قدر من الحيرة والتعجب فعادة ما يقول الناس لبعضهم: «إن مجيئك أحضر طقسًا بديعاً» أو «الطقس أيضًا يرحب بك».

وغيرها من كلام المجاملات الذي يعرفه الجميع ولكن في الواقع، إن الإنسان ضعيف جداً؛ فكيف يمكننا أن نؤثر على الطقس؟!

كانت هذه الصديقة تذكر الطقس مراراً وتكراراً بشكل أثار فضولي فقلتُ لها: إننا ليس بيدنا أن نختار جمال أو سوء الطقس، إن طبيعة الطقس هذه هي جزء من ملامح مدينتكم وطبيعتها وكذلك العواصف الرملية التي تحجب نور الشمس هي أيضاً من خصائصها.

ربما لا يكون في بال المتكلم ما يقوله ولكن المتلقي يأخذه على محمل الجد.

قالت لي هذه الصديقة: إن السكينة قد غمرت قلبها واطمأنت بعد الكلام الذي قلته لها. تعجبت للغاية لأنني شعرت أنه لم يكن بين سطور كلماتي التي قلتها أية كلمات تحمل محاولة للتهدئة والطمأنة قالت صديقتي: الطقس عندنا هنا متقلب جداً ودائماً يبدأ بعض الأصدقاء بالشكوى بمجرد أن ينزلوا من الطائرة مما يتسبب في إحراج للمضيفين.

أقول إن الطقس السيئ هو جزء من الطبيعة تماما مثل حياة كل إنسان، يجب أن يهطل المطر فيها، وكذلك لا تخلو من بعض الأيام المظلمة والموحشة، شيء أشبه بأن المرء لا يستطيع أن يتناول الحبوب الغذائية الناعمة طوال الوقت لأنه بهذا الشكل يمكنه أن يصاب بسرطان القولون لذا فلا بد أن يتناول الألياف الخشنة أيضاً، وكل من الطقس السيئ والحزن والموت والمرض، أشبه بتلك الألياف الخشنة في حياتنا، علينا أن نتقبلها بهدوء.

لا تتطلع إلى بحر خال من العواصف والأعاصير لأن في هذه الحالة لن يكون بحراً، بل حوضاً من الوحل.

من كتاب (انتبه للسعادة) للكاتبة بي شو مين
الشخصية
السلوك
علم النفس
التفكير
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    كربلاء المعيار: بين فاجعة الطف ومآسي العصر

    ضجة بسبب سماح شركة ميتا بدردشات "رومانسية" مع الأطفال

    استطلاع رأي: مصباح علاء الدين والأمنيات الثلاث

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    آخر القراءات

    من رحمِ السماءِ تولدُ أرزاقُنا

    النشر : الثلاثاء 12 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    رجل الكهف

    النشر : الأربعاء 29 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    طبيبة عراقية تنشر قصص لمرضى كورونا بهدف التوعية

    النشر : الأربعاء 03 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    طفل وأم

    النشر : الأربعاء 26 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    علي الاكبر

    النشر : السبت 25 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    اليوم الدولي للتسامح: العفو تاج المكارم

    النشر : الخميس 15 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 411 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 392 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 377 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 357 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 357 مشاهدات

    التحول الرقمي في التعليم: فرصة أم أزمة؟

    • 341 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1432 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1366 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1239 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1091 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1084 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1054 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة
    • منذ 19 ساعة
    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟
    • منذ 19 ساعة
    كربلاء المعيار: بين فاجعة الطف ومآسي العصر
    • منذ 19 ساعة
    ضجة بسبب سماح شركة ميتا بدردشات "رومانسية" مع الأطفال
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة