يبحث الأحمق عن السعادة في مكان بعيد؛ لكنّ الحكيم ينميها على خطى أقدامه.
يوجد مشهد مثير في فيلم أبولو 13، والذي بني على أحداث واقعية لمهمة أبولو 13 التي كادت أن تنتهي بكارثة، والتي تعلق ثلاثة رواد فضاء خلالها في الفضاء بلا أمل في محاولة للعودة إلى الأرض بعد فشل الهبوط على القمر. كانت لديهم دقائق معدودات فحسب لاستخدام النفاثات في كبسولة الفضاء لإعادة محاذاة مسارها المطلوب لإعادة الدخول إلى الأرض. وإن حادت حساباتهم ولو هامشيا عن المسار هذا الجهد باحتراقهم في الغلاف الجوي للأرض، أو يقذفون خارجه إلى الفضاء للأبد.
ولأنهم لا يملكون مقداراً كافياً من الطاقة سينتهي لتفعيل نظام التوجيه فإن وسيلتهم الوحيدة للتأكد من دقة مجهوداتهم هو جعل الأرض على مرأى منهم من خلال نافذة صغيرة على جانب مركبتهم الفضائية واتضح من خلال سرد أحداث الفيلم أن كل حساباتهم توقفت وضاعت حين توارت الأرض عن الأنظار للحظات، لتظهر فجأة مرة أخرى في آخر لحظة، وهو ما أثبت أن حساباتهم كانت صحيحية وأنهم على المسار المطلوب.
إن السير نحو أهدافنا يشبه إلى حد كبير إطلاق نفاثات الفضاء، فهي محاولة للبقاء متسقاً وأنت تبقي القمر على مرأى منك من خلال نافذة صغيرة. يتطلب الأمر جهداً متعمداً وإعادة توجيه مستمرة، ومن دون نقاط التنظيم المتكررة هذه من السهل الانحراف عن المسار. ويمكننا أن نحيد قليلاً عن المسار في كثير من الأوقات، لكن إن توفرت لدينا النية سنصل في النهاية إلى وجهتنا.
يجب الإنتاج بمراجعة العمل والأولويات أسبوعياً والممارسة التي أنصح بها ليس الهدف إحلالها مكان تلك المراجعات والتقييمات الأسبوعية، لكنّها داعم ومكمل لها وعادة ما أجد أن فترة أسبوع تكون كبيرة جداً بين التعديلات الدورية، فتلك الممارسة التي أنصح بها لا تتطلب أكثر من 15 إلى 20 دقيقة يوميا، إلا أنها قادرة على تحسين تركيزك ووقتك وترشيد جهدك بصورة ملحوظة.
فالهدف نقاط من النظام اليومية هي إعادة التركيز على فعاليتك بدلاً عن كفاءتك، وفي خضم يوم العمل الصاخب من السهل الانهماك في مهام تعطيك شعوراً فوريًا بالتقدم، مثل الرد على البريد الإلكتروني أو الرد على المكالمات، ولكن في بعض الأحيان يتم تهميش الأنشطة الأكثر فاعلية في أثناء سير العمل، وهذا يعني أن بعض هذه الأمور التي تظهر أثناء أدائك لقائمة مهامك أو جدولك ربما لا تعطيك الدفعة لإحراز تقدم فوري في مشاريعك لكنّها تزيد من قدرتك على القيام بعمل أفضل أو تحسين فهمك لمشكلة ما تحاول حلها. بمعنى آخر، هي تعمل كنوع من التفاعل.
وبالطبع من السهل الخلط بين التقدم والفاعلية، فليس كل التقدم بمثابة تقدم حقيقي. لكن من الممكن أن تستحوذ على مكاسب لعدة أيام وأسابيع أو شهور أو حتى سنين، ولكن اتجاه سيرك خاطئ تماما ولذلك من المهم أن يكون لديك آلية في حياتك لمساعدتك على تقرير ما إن كانت مجهوداتك تساعدك على التقدم في أهدافك فعلاً أم إنها تلبي احتياجك إلى المضي قدما فحسب.
تذكر أنه يجب أن تشارك في التخطيط والصنع والتفاعل كي تؤدي أفضل أعمالك، بما في ذلك الطرق الرائعة لكل واحدة منهم والتي طرحت سابقا فى هذا الكتاب. والعملية التالية مصممة لمساعدتك على مراجعة حياتك يوميًا لتعرف المواضع التي ربما أصابك فيها الركود.
هناك عملية من خمس خطوات يمكنك اتباعها لتراجع حياتك من أجل نقاط إجرائية محتملة وتهيئ نفسك لتأدية العمل الذي تفخر به لاحقا، وفي حين أن هذا النهج المحدد أدناه مقدم في سياق العمل، فإن أي من هذه الأسئلة يمكنها إفادتك في أي مجال من مجالات حياتك ومن المستحيل حقا أن تفرق بين حياة «العمل»والحياة «الشخصية» لذلك فهناك فرق ضئيل بين المطلوب من وقتك ومن عملك عائلتك وأصدقائك.
الخطوات الخمس التي يجي اتباعها(أ،م،أ،م،ع) :-
أ- ركز على أخلاقك
م- ركز على المهمة
أ- ركز على الأشخاص
م- ركز على المهام
ع- التركيز على نفسك
اضافةتعليق
التعليقات