يصادف يوم 20 من شهر آذار اليوم العالمي للسعادة، وتعد السعادة والبؤس وجهان لعملة واحدة وهذه العملة هي حياة الإنسان سيضعها على الوجه الذي يريده فنبدأ بالوجه الأكثر انتشاراً وهو البؤس.
في الآونة الأخيرة حظي مفهوم البؤس الذي يترجم إلى "البؤس" أو "الفقر"، باهتمام كبير في مختلف النقاشات الاجتماعية والاقتصادية، يمكن أن يُعزى انتشار البؤس في مجتمعات معينة إلى عدد لا يحصى من العوامل، بما في ذلك عدم المساواة في الدخل، وعدم الوصول إلى الخدمات الأساسية، والقضايا المجتمعية الأساسية بينما يسعى المجتمع العالمي لتحقيق نمو مستدام وشامل، تصبح معالجة البؤس خطوة حاسمة في ضمان حصول كل فرد على فرصة لعيش حياة أفضل من خلال دراسة الأسباب الجذرية واستكشاف الحلول المحتملة، يمكننا البدء في صياغة استراتيجيات فعالة للتخفيف من حدة البؤس وخلق عالم أكثر إنصافًا للجميع.
وقد كان البؤس منذ فترة طويلة موضوعًا بارزًا في الأدب والفن تتجاوز هذه التجربة الإنسانية العالمية الحدود الجغرافية والثقافية، وتوفر للفنانين مصدر إلهام غني لاستكشاف أعماق اليأس والمعاناة كما ظهرت العديد من الروائع من هذا الظلام، تقدم لمحات عن صمود الروح البشرية وقوة الأمل في مواجهة الشدائد من خلال فحص تعبيرات البؤس هذه، يمكننا اكتساب فهم أكبر للحالة البشرية وربما نجد العزاء في لحظات نضالنا الخاصة.
السعادة هي مسعى إنساني عالمي يتجاوز الثقافة والدين والمكانة الاجتماعية، إنه يكمن في قلب الوجود البشري، ويدفع الناس إلى مطاردة الأحلام، وإقامة روابط ذات مغزى، والعثور على الرضا في حياتهم اليومية، غالبًا ما يُنظر إلى السعادة على أنها هدف بعيد المنال وغير ملموس، لكن العديد من الدراسات تعمقت في تعقيداتها للكشف عن طرق لتنميتها.
وكذلك تعددت محاور السعادة ووضعها البعض في المال والاستقرار المادي أو البيت الفخم والسيارات الفارهة أما فئة أخرى عرفتها أنها الحب والعائلة وفئة ثالثة وضعت سعادتها في الدراسة والمناصب العلمية أو الإدارية العالية وفي خضم تعريفات السعادة ومحاورها التي لا تنتهي محاورها أقامت جامعة هارفارد أطول تجربة في القرن الأخير استمرت على ثلاثة أجيال من العلماء ودامت لـ 75 عاماً وكان مجموعة الباحثين يقومون بدراسة شاملة لكل فرد شارك فيتم اجراء تخطيط القلب والدماغ وجلسات تستمر لساعات يتحدثون فيها معه ومع عائلته ويسجلون معلومات كبيرة وكثيرة عنه كما بلغ عدد المشاركين في هذه الدراسة أكثر من 700 مشارك واستنتجوا من هذه الكميات الضخمة من المعلومات التي جمعوها بعد دراستها وتحليلها اكتشفوا أن نمط الحياة الأكثر هدوءً واستقراراً هو الأكثر سعادة كما وضحت الدراسة على أهمية العلاقات الاجتماعية الصحية وليس السامة فالعوائل والأفراد الذين يعيشون مع عوائلهم في ظل أسري دافئ يعيشون عمراً أطول وقليل ما يُصابون بالأمراض أما الأشخاص المعزولين عن عوائلهم ويعيشون بمفردهم دون أصدقاء فهم أكثر اصابة وعرضة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسرطان وغيرها.
كما صرح روبرت فالدينجر، مدير دراسة هارفارد لتنمية الكبار، فإن الشيء الذي يفوق كل الأشياء الأخرى في الأهمية هو العلاقات الجيدة فإن أكبر مؤشر فعلي للسعادة في حياة الإنسان يكمن من الحب والاطمئنان وتوضح الدراسة أن وجود شخص يعتمد عليه يساعد على استرخاء الجهاز العصبي، ويساعد عقلك في أن يعيش بوضع صحي لفترة أطول، ويقلل من الألم العاطفي والجسدي، وأن البيانات جاءت واضحة للغاية، بأن أولئك الذين يشعرون بالوحدة هم أكثر عرضة لرؤية تدهور صحتهم البدنية في وقت مبكر ويموتون أصغر سناً، ووفقًا لجورج فايلانت، الطبيب النفسي في هارفارد الذي قاد الدراسة من عام 1972 إلى عام 2004، فإن هناك عنصرين أساسيين للسعادة: "واحد هو الحب والآخر هو إيجاد طريقة للتعامل مع الحياة التي تقاوم موت هذا الحب أو دفعه بعيداً وأكد الأخير بأن العلاقات الإنسانية غاية التعقيد والفوضى في الأساس والحياة الجيدة تُبنى على العلاقات الجيدة.
وكذلك أقرت الدراسة على أن السعادة اختيار أي أن تكتسب مهارة رياضية، صناعة علاقات وصداقات صحية، أحط نفسك بعائلتك، حاول إصلاح العلاقة إذا كانت شائبة، تزوج وارتبط بالشريك المناسب، اكتسب مهارات المرونة في الحياة والتعاملات في العمل والدراسة وغيرها واهتم بالعلاقة الروحانية مع الله تعالى.
لكل شيء وجهين أسود وأبيض والإنسان يعيش في كلا الجانبية مرة هنا ومرات هناك استلذ بما أنت فيه حتى الألم والقلق والمشاعر السلبية استلذ بها حتى تمضي واستمتع بالأوقات الطيبة الهادئة السعيدة فكلنا نعيش على ذات الأرض ونجرب الوجهين.
اضافةتعليق
التعليقات