إنَّ مقاييس النجاح الحقيقي للمرء تتوقف على مدى استغلال المرء لمواهبه، ومدى إفادته من الفرص، وتغلبه على مايصادفه من متاعب وعقبات. والفكرة هي بداية أي شيء، تتذكر الحزن فتحزن، وتتذكر موقف مفرح فتفرح، تتذكر تمام عملك أو تضيع وقتك. كل شيء لكي يخرج للعالم الخارجي يجب أولاً التفكير فيه.
كل الاختراعات في يوم من الأيام كانت فكرة في ذهن أحد الأشخاص، ثم أصبحت حقيقة. لذلك الحكمة التي تقول "تصبح ماتفكر فيه" هي حكمة صحيحة تماماً؛ لأن سلوكياتك وتصرفاتك التي سببت نتائجك أساسها نوعية أفكارك. والفكر أساس النجاح أو الفشل، فإذا كان التفكير إيجابياً ساعد ذلك على التحرك والتقدم، بينما إذا كان سلبياً فإنه يؤدي إلى الإحباط واليأس والفشل.
قال الدكتور _الفقي: "فكّر معي لحظة، لو قام الجراحون بإجراء عملية جراحية لك وقاموا ببتر كل أفكارك، هل سيكون هناك مشاكل في حياتك؟ طبعاً لا، لأن المشاكل تتواجد فقط في الأفكار! لذلك لو أردت حقاً أن تحقق أهدافك وتعيش أحلامك يجب أن تفكر بأفكار تساعدك على تحقيق أهدافك، وتبتعد تماماً عن الأفكار التي لا تخدمك وتسبّب لك القلق والإحباط والتوتر. اختر أفضل الأفكار لذهنك كما تختار وتستخدم أفضل المأكولات لجسدك. وتذكر دائماً أنَّ الفكرة لها برمجة راسخة وتصنع ملفات العقل. والأفكار الإيجابية تساعد على بناء الثقة في النفس ممايؤدي إلى الفعل الإيجابي الذي يساعد الشخص على التقدم تحت أي ظرف مهما كان صعباً.
في حفلة تكريم اللاعب الأمريكي لاعب السلة الشهير "مايكل جونسون" قال:" من أهم أسباب نجاحي هو المهارات الذهنية، فأنا أضع الأفكار الإيجابية في ذهني وأربطها بأحاسيسي وأتخيل نفسي وأنا متمكن وواثق من نفسي تحت أي ظرف من الظروف التي قد تقابلني، وبذلك فأنا أساعد ذهني في تحقيق أحلامي". لذا بإمكان أي شخص أن يحقق أهدافه إذا أحسن صياغة أهدافه؛ لأن رغبة الإنسان في تحقيق هدف معين والوصول إلى مراده من أهم دوافع النجاح، وهذه الرغبة تدفعه للعمل ليل نهار وفي كل الأحوال، مهما كانت الصعاب.
قد تصاب بإخفاقات، فشل ولكن المثابرة على العمل وشغف الوصول للنهاية وتحقيق الهدف هو طريق النجاح. فالفرق ليس كبيراً بين الناجحين والفاشلين بل في مقدار الجهد الذي يبذلونه. فالجميع يعمل كل يوم بمقدار يوم واحد، وليس أكثر، لكن الفرق إنما هو أن الناجحين يعملون الأشياء حسب أهميتها، فلا ينشغلون بما هو "مهم" مادام هناك شيء "أهم" ولايبحثون عن ربح بسيط ماداموا قادرين على كسب ربح أكثر، ولا يكتفون بموقع عادي، في العمل أو المجتمع ماداموا قادرين على الحصول على موقع ممتاز، إن الحياة لم تستمر إلا بالمبدعين والمجّددين في كل المجالات العلمية والصناعية والطبية. ولولا إبداع "أديسون" لكان الناس يعيشون على ضوء الشموع. ولولا صناعة السيارات لكان الناس ينتقلون على الدواب.
وهكذا. فإذا أغلقت منافذ فكرك، وأغمضت عينيك، فلن ترى إلاَّ ما اعتادت عيناك عليه. لأن من أسباب النجاح الرغبة المشتعلة. فلا تقتنع بالحالة التي أنت فيها وجدد من علمك وركز في صياغة أفكارك ، فالامتناع بماهو موجود يؤدي إلى الامتناع عن محاولة الحصول على الجديد، بينما المطلوب أن يكون عملنا أفضل مما سبقه.
اضافةتعليق
التعليقات