• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الملاك الأُنسيّ

زهراء خضر / الأثنين 24 كانون الثاني 2022 / تطوير / 1766
شارك الموضوع :

أحبّها النبي حباً كبيراً، أحبّها لدرجةِ انه كان يميزها عن الجميع، وكيف لا يميزها وهي فاطمة!

قد تناهى إلى مسامعنا جميعاً المقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة"، ولا يستطيع أحدنا إنكار عظمة محمد النبي الأعظم وعليّ وصيه الأوحد، الرجلين العظيمين الذين ملئا صحف التأريخ بعظمة اسميهما وفرادة مواقفهما، لكن من هي تلك المرأة التي تقع خلف عظمة هذين الاثنين حسب المقولة التي استأنفنا ذكرها؟

ليس بذاك السؤال الصعب، جميعنا نعرف أن منبع العظمة النسوية والكونية هي فاطمة الزهراء، ابنة النبي، زوجة الوصي وأم الشهيدين الحسن والحسين، ولك أن تتخيل عظمة المرأة التي تربط هذه الأسماء المهيبة القوية كلها ببيتٍ واحد، لك أن تتخيل مدى قوة عقل وحُسن صفات من تربت على يد محمدٍ، من اختارها عليّ صفيّ الشباب شريكةً له، من ربّت على يديها حاميا المذهب والذائدان عن الدين الحسن الحسين، من كبُرت على يديها زينب الكبرى ومن لا يعرف عظمة السيدة زينب! نعم، تلك هي فاطمة الزهراء (عليها السلام).

فاطمة ابنة خديجة تلك السيدة القوية، فاطمة التي ولدت ونشأت بين أحضان نبي الأمة أحمد (صلى الله عليه وآله)، من ترعرعت وكبرت على صوت الوحي والقرآن، ربيبة النبوة الخاتمة وابنة سيد الأولين والآخرين، فاطمة التي فقدت أمها في سن صغير لتحوّل كل اهتمامها وحنانها لأبيها ليصبح هو عائلتها ومحط رعايتها الوحيد، لتصبح هي التي تعتني لا التي يعتنى بها حتى لقبها الرسول بأم أبيها، حيث وجد فيها عوضاً عن أمه آمنة التي فقدها في سنٍ صغير، ويا له من عوض!.

أحبّها النبي حباً كبيراً، أحبّها لدرجةِ انه كان يميزها عن الجميع، وكيف لا يميزها وهي فاطمة! كان اذا سافر لمكان فهي آخر من يودعها، أي إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يتعمد تقصير زمن الانفصال الجسمي بينه وبين ابنته فاطمة الزهراء الى اقل حد ممكن، وان رآها في مكان او مجلس وقف وقبّل يداها حتى انه كان يجلسها في مجلسه. كان النبي و ابنته كنورين في بيت واحد (نورٌ على نور) يشعان للعالم نوراً ليس كمثله نور. أغرقها النبي حبا واحتراماً ليأتي بعده عليّ ليفعل المثل، ومن يستطيع ألا يفعل المثل مع سيدة كفاطمة!..

حتى قيل إن الصديقة الكبرى فاطمة كانت تجسد الجنة في ذاتها بل أن شخصيتها الشريفة ضمت في عمقها نورانية وطهارة الجنة، حيث قيل أن النبي اذا اشتاق الى الجنة قبّل الزهراء وشمها ليتنفس فيها رائحة الجنان ويتذكر فيها ملامح النور والعظمة العليا حتى أن الرسول (صلى الله عليه واله) قال في حديث موجه لعائشة " يا عائشة إني اذا اشتقت الى الجنة قبّلت نحر فاطِمة"، لكونه كان يشم فيها كل روائح ثمار الجنة.

فاطمة الدرية الملائكية التي قبلت بعليٍ مع انهُ لم يملك سوى درعٍ ليبيعه ويؤثث لها بيتاً بماله مع إنها كانت حلم جميع رجال الأمة لمكانتها العالية وطمعا بمصاهرة الرسول، إلا أنها اختارت علياً من بين الجميع، لا لماله، بل لإنها رأت فيه كفؤا لها، رأت فيه عقلا نداً لعقلها، شخصاً يستحقها وتستحقه، رجلا كأبيها، عن الصادق عليه السلام" لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة، آدم فمن دونه"، ولكونها عليها السلام رضيت بالمهر القليل زهداً وتواضعاً، عوضها الله عز وجل حيث جعل الشفاعة مهراً لها ولمحبيها لتبدأ بعدها تأسيس اعظم بيت على وجه التاريخ، البيت الذي ضم النبي ووصيه وسبطيه، البيت الذي اصبح مقراً لنزول الوحي على محمد النبي (صلى الله عليه واله)، المرأة التي تدير بيتاً كهذا لابد لها أن تكون ذات شخصية لا تضاهى، شخصية باهى بها النبي الجميع، حيث كان بيتها أعلى منزلة وقدسية من المسجد لأنه بيت الوحي والنبوة والرسالة والإمامة، البيت الذي لطالما انعقدت فيه حوارات تعكس مدى عظمة أصحابه ومدى تفردهم، البيت الذي لطالما خرجت منه ابهى صور الإيمان والتكاتف.

مدللة أبيها، اعتاد الرسول تقبيل يديها ورأسها بين كل حين وحين، اعتاد النبي مناداتها بأم أبيها حيث كانت الوعاء الذي يستوعب ويحتضن كل مشاكل وهموم النبي، كانت مصدر العاطفة الذي يعوضه الألم الدنيوي، فلا يجهل احدنا حديث النبي عنها " فاطمة روحي التي بين جنبي" أو " فاطمة أعز البرية عليَّ" وغيرها الكثير من الاحاديث التي اختصها بها.

البتول، حلقة الوصل بين النبوة والإمامة، ففي حديث قدسي موجه للنبي " لولا فاطمة لما خلقتكما -المقصود النبي وعلي- "، فاطمة العظيمة التي وصفها الله عز وجل في سورة النورِ بالكوكب الدري، فهي الكوكب الذي يضيء بنوره الكون، وكانت عابدةً زاهدة حتى قيل أنها عند صلاتها ينبعث منها نورٌ يضيء الأفلاك لذاك سميت بالزهراء حيث تزهر بالنور لملائكة السماء كما ينبعث النور من الكواكب لأهل الأرض، كانت تقوم بالعبادة حتى تتورم قدماها وقيل أنها كانت لا تدعو بشيء لنفسها بل تكثر الدعاء للمؤمنين والمؤمنات واذا سُألت عن ذلك قالت الجار قبل الدار، ولنا أن نرى في هذا مدى تجرد فاطمة عليها السلام عن حب الذات والمصلحة أو المنفعة الشخصية.

لشدة حب الزهراء لله عز وجل صار الله تعالى فكرة تعيشها وتشغلها عن الدنيا كلها ونور يملأ كل حياتها، نور يبعدها عن كل ما يؤذيها ويحزنها. لا يمكن لنا ليس كشيعة فحسب وإنما كأناس عاديين من أي فئة كانت سوى أن نكُن كل الحب والاحترام والتقدير لشخصية جمعت كل هذه العظمة والتواضع في آن واحد، ليس لنا سوى أن نفخر بها وأن نقتدي بأفعالها، ومن مثلها فاطمة الزهراء السيدة العزيزة القديرة.

فاطمة الزهراء
النبي محمد
الامام علي
القرآن
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    غانم المفتاح: المعجزة

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماهي العادات الغذائية التي ينبغي تجنبها مع الصيام؟

    النشر : الخميس 07 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الاختلاف الثقافي بين الأجيال.. بين الماضي والحاضر

    النشر : السبت 19 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    قصة إعدام..

    النشر : الأثنين 23 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    شبكية العين: تنبئ بخطر الإصابة بنوبة قلبية

    النشر : الأحد 13 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    سلام محب ماله عنكم صبر

    النشر : الأربعاء 10 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 448 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 413 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 404 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1596 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1321 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة