في رحلة غديرية مختلفة أطلقتها جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية للفتيات بمرحلة الثانوية والجامعة للتعريف بالغدير وفضل علي أمير المؤمنين (عليه السلام) اتباعاً لوصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بإيصال صوت الغدير والتعريف به لكل الأجيال فكانت رحلة الغدير في جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية يوم السبت 16 ذي الحجة 1443 هـ الموافق 16/7/2022 م.
تضمنت الرحلة التعريف بالغدير وعظمة هذا اليوم عند الله سبحانه بتوضيح الآية التي نزلت بهذا اليوم "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الاسلام دينا".
وضحت ذلك عضو الجمعية المدربة مروة ناهض، ثم تطرقت إلى تفصيل الحادثة التاريخية لغدير خم مبتدئة بالآيات القرآنية وخطبة الرسول (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير وما جرى ذلك اليوم وما دعا إليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وألزم القوم به، معتمدة بذلك على ما دونه العلامة الأميني في موسوعته الغدير..
ثم بعد ذلك قدمت ضمياء العوادي/ عضوة في الجمعية وكاتبة: التربية المعنوية عند أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والتي تركز على الجانب المعنوي لدى الإنسان، واعتمدت وصية الإمام لولده الحسن عليهما السلام كمنهج للحياة الكريمة، وأشارت إلى الأسباب التي تحدث الفوضى في الحياة والتي منها: تضخم التكنولوجيا، السطحية، المفهوم العدمي، التفاهة، اختلالات نفسية، الأوهام بدل الآمال، الذات القلقة.
وتطرقت إلى مفهوم الرحمة وتواجده ومدى تأثيره معنوياً، ومن مميزات الرحمة في قول أمير المؤمنين (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُه عَنْك وَلَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ وَلَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ وَلَمْ يُعَيِّرْكَ بِالْإِنَابَةِ وَلَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى وَلَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الْإِنَابَةِ وَلَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ وَلَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً وَحَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً وَحَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً..
وذكرت أيضاً التوبة والدعاء في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي هي من الجوانب المعنوية. فالرحمة والتوبة والدعاء نماذج للتربية المعنوية، وكذلك كل عمل يقوم به الانسان يلامس الجانب الروحي له سيقويه بنفس المقدار..
ثم خُتمت الرحلة بتقديم ولاء الموسوي ورشة حول منهج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ركزت بها على أحد مناهج أمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة والسلام وهو منهج السلم والتآلف بالصبر حيث بينت السمات الأساسية لتميز هذا المنهج والذي تميزه خمس سمات أساسية.
ووضحت الموسوي أهمية الصبر ومدى تأكيد أهل البيت عليهم السلام عليه وقد اتخذوه منهاجاً في حياتهم، فأغلب المشكلات في المجتمع سببها عدم الصبر والتروي، مشكلات نابعة من صدامات سريعة بعد اتخاذ موقف متعجل دون تروٍ، بل غضب متأجج ضد الآخر يؤدي إلى مشكلة تبدأ بالتراكم والتعقيد أكثر، فتتحول إلى عقدة صعبة الحل، لذلك أول خطوة في حل المشكلات هو الصبر وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار، لنفتح باب الحوار لحل المشكلة ونبذ الصدام، ولابد أن يكون هناك خطا أحمرا لا يقترب منه أحد، حتى نحقق السلام والسلم الاجتماعي العام.
وكان الإمام (عليه السلام) يحث دائما على عدم اتخاذ القرار السريع الذي يؤدي إلى الصدام مع الآخرين، فيجب توخي الهدوء، والحلم، وكظم الغيظ، وعدم الانتقام، كل هذا يحتاج إلى فلسفة الصبر ونهج التصبر. والذي تميز به أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
وتحدثت الموسوي عن أهمية علو الهمة ومساهمتها في امتلاك الحلم والأناة والرحمة التي بدورها توصل الفرد للنجاح والتميز.
إذ يركز الأمير في أقواله وكل أفعاله على اتخاذ الحلم والأناة نهجاً في الحياة فالإمام علي (عليه السلام) يقودنا نحو بناء النضج الإنساني وهي عملية تنتج عن الحلم والأناة..
فإذا أراد الإنسان أن ينضج لابد أن ينتزع العنف من عقله وداخله، ويمارس عملية الحلم والصبر، وهذا يحتاج إلى علو الهمة التي تعني أن يكون الإنسان قوي الإرادة من أجل تحقيق الهدف، فالهمة هي المبدأ الأساس لعملية بناء النضج الإنساني.
وأيضاً بينت أهمية الأفكار ومايتبناه الفرد فالأفكار هي من تبني شخصية الفرد، كل شيء في الإنسان يبدأ من الأفكار التي يحملها، فالأفكار هي التي تعطي للإنسان شخصيته، وهويته، وحركته، وسلوكه، فيتشكل الإنسان على ضوء الأفكار التي يحملها، والمشاعر الموجودة في قلبه هي التي تحركه، فهل هي مشاعر محبة ورحمة أم مشاعر كراهية وقسوة؟
تضمنت الرحلة وجبة الإفطار والغداء مع ركن ثقافي لتصفح الكتب ومطالعتها وشراءها، إضافة إلى بازار غديري بمشاركة بعض الفتيات.
ومع الوصول لنهاية الرحلة استبانت الجمعية رأيهن حول الرحلة وما الذي أضافت لهن، عن طريق استبيان توزع عليهن:
فكان مما جاء بالاستبيان:
كيف كانت رحلتك الغديرية؟
وكان من إجاباتهن:
كانت رحلة ممتعة ومليئة بالطاقة الروحية. وقالت إحداهن: أنها رائعة جداً، وأضافت أخرى: كانت كثيرة بالمعلومات التي تعرفت من خلالها على سيرة الإمام علي (عليه السلام) وغيرها من المعلومات التي كنت أجهلها.
وفي سؤال آخر ماذا أضافت لك هذه الرحلة؟ نذكر بعض من إجاباتهن:
حيث أجابت إحداهن: أضافت لي معلومات قيمة جداً عن حادثة الغدير وإنها أعظم حادثة بمنزلتها عند الله تعالى. وقالت أخرى: استفدت معلومات كثيرة عن سيرة الإمام علي (عليه السلام) والخطبة الغديرية وكيف يكون تصرفي مع الإساءة. بينما قالت أخرى: استفدت الكثير ومن ضمنها: عرفتني على أهمية التآلف والسلم والأهم شوقتني للقراءة والبحث عن قضية الغدير أكثر لما وجدت فيها من عظمة.
ونذكر سؤالاً آخر كان عن كيف ترين الغدير ومنهجه؟
ومن إجاباتهن تُجيب إحداهن بقولها: وجدته مليء بالحب والتآلف والسلم ونبذ البغض في مجتمعنا. وتقول أخرى: إنه عيد من أعظم الأعياد في الدول الإسلامية وهو أعظم بكثير من إنه عيد بل أنه عيد الله الأكبر. وتضيف أخرى: إن الغدير منهج رائع وقيّم وإنه هو الطريق المختصر والصحيح لله سبحانه..
وفي نهاية الرحلة وُزعت شهادات مشاركة للمشتركات، مع هدية عيد الغدير المبارك.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تهتم بشؤون المرأة والأسرة والطفل والتربية من خلال اقامة الدورات والملتقيات والمسابقات التنموية والثقافية والتخصصية.
اضافةتعليق
التعليقات