إن الإنسان مثل المغناطيس، يجذب إليه الظروف والأشخاص والأحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيره. فإذا أراد أن يغير الحوادث والظروف فعليه أن يغير طريقة تفكيره.
المتشائم حول نجاحه سوف يجذب إلى نفسه كل ما يحقق النتائج السيئة. وإذا كانت فكرتي عن المستقبل مشرقة متفائلة فإنني أجذب الظـروف والحـوادث والأشخاص الذين يحققون لي نتائج طيبة. إن فكرتي عن نفسي سوف تحقق، وفكرتي عن نفسي توفر الظروف التي تحقق الشئ الطيب أو الشئ السيئ.
لقد ثبت أن (94) بالمئة من الناجحين في مجال الأعمال لم يكونوا ناجحين في التحصــيل الدراسـي، ولكن مواقفهم من أنفسهم كانت مواقفاً إيجابية. لماذا إذن لا يكون موقف أكثر الناس من أنفسهم إيجابياً ؟ من أين يأتي موقفنا من أنفسنا أي اتجاهنا نحو أنفسنا؟ إنه يأتي من التوقعات. توقعنا أن الأمور ستكون سيئة بالنسبة لنا يجعلها سيئة فعلاً .
معنى هذا أنك إذا استطعت أن تقنع نفسك أنك قادر على عمل أشياء كثيرة، فحتى لو كانت التوقعات في الأصل وهماً فإن نتيجتها لا تكون وهماً بـل حقيقـة. فموقفك من نفسك حقيقة دوماً. والناس لا يتوقعون من أنفسهم ما يكفي، ولذلك لا يحقق أكثر الناس أكثر من خمس إمكانياتهم.
والآن إذا أردت أن أرفع مقدار ما أتوقعه من نفسي فعلي أن أغير مفهـومي عن ذاتي أي فكرتي عن نفسي. ومفهومي عن الذات أي تصوري عن نفسي هو التصور العام. ولكن توجـد أيضـاً مئات الصور التفصيلية: تصوري عن ذاتي كأخ، كأب، كمتحـدث في المجـالس، كصاحب ذوق في الطعام أو غيره، تصوري عن نفسي من ناحية تعلم اللغـة، مـن حيث الذوق الفني مئات الصور الذاتية. ومجموع هذه الصور الذاتية أو مفهومي عن نفسي هو صورة الذات العامة. هناك ثلاثة أقسام لصورة الذات:
( ۱ ) الذات المثالية: مجموعة من المفاهيم والتصورات التي أراها كمثـل أعلـى لذاتي. ما أحب أن أكون. إن هذا له أثر في قياس سلوكي ومقدار اقترابي من الهدف. وملخص هدف كل إنسان أنه يريد أن يكون ناجحاً، لكن كل واحـد لـه فـهـمـه الخاص لمعنى النجاح.
( ۲ ) الصورة الذاتية الحالية: أي ما أظن أو أعتقد عن نفسي حاليـاً. إننـا في الواقع نتصرف حسبما نعتقد عن أنفسنا. أي أن الناجح يتصرف بما يناسب شـعوره أنه ناجح، ومن يتصرف بما يسيء إلى شعور الآخرين يتصرف كذلك، وهو يعتقد أنه غير محبوب مهما عمل. وإذا غيرت صورتي الداخلية عن نفسي تغير سلوكي مقـدار تغير تلك الصورة أو المفهوم.
(۳) تقدير الذات أو الرضا عن النفس. هذا لب النفس الإنسانية، إنه أهـم عامل في الأداء والإنتاج. إن تقدير النفس هو دائماً حقيقي لا وهمي. إنه مقدار الرضا عن النفس، كم ترضى عن نفسك كموظف، كزوج، كمتكلم في المجتمع، كصاحب نكتة، بمقدار ما ترضى عن نفسك يكون أداؤك نتيجة عملك، وكلما قلت: أنا راض عن نفسي وأقدر نفسي يتحسن أداؤك، عليك أن تقولها باقتناع. قل هـذه مـرات كثيرة كل يوم حتى تدخل إلى عقلك الباطن حتى ترضى عن نفسك وتقبل نفسك. هناك خطأ شائع: وهو أن الرضا عن النفس شئ سيء وشئ فاسد. هذا خطأ.
إن الرضا عن النفس وتقدير النفس ليس هو الغرور وليس التكبر والتعالي. إن الرضـا عن النفس أمر إيجابي وقدرة على محبة الآخرين. أما الغرور فهو أمر سـلـبي، المغـرور عنده نقص.
والذي يقدر نفسه لا يتعالى على الآخرين ولا يضع نفسه دون الآخرين. إن من المستحيل أن تحب أي إنسان كما تحب نفسك. ويجب أن تعلم أن الناس لـن يقدروك إذا لم تقدر نفسك. لذلك عليك أن تقول لنفسك مرات كثيرة كل يوم: أنا راض عن نفسي، وأقبل نفسي. هذا له نتائج مدهشة. قل هذا قبل المواقف الصعبة وكرره عدة دقائق وجرب كم تكون فائدته. إن من أهم أسباب المشكلات الاجتماعية أن الفرد لا يعطي نفسه قيمتها .
اضافةتعليق
التعليقات