التواصل هو ربط شيء بشيء، فقد ربطت ما عندك بما عند الآخر،.. وهو يتمثل في وصول فكرة أو كلمة أو معنى أو إحساس من شخص إلى آخر بهدف إحداث تأثير في سلوكه، بمعنى آخر هو سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء إلى أشخاص آخرين وكذلك التأثير في أفكارهم وتوجهاتهم و إقناعهم بما تريد وبناء علاقات ناجحة معهم؛ فقد تتحدث إلى شخص أو تنصت إليه لمرة واحدة أو لعدة مرات ثم تنتهي علاقتكما إلى هذا الحد، وهذا ما نسميه بالاتصال، وإنما إذا حرص كل واحد منكما على التأثير على الآخر وبناء علاقة ناجحة معه فهذا ما نسميه بالتواصل.
فالتواصل هو مرحلة متطورة من الاتصال، إذن فالاتصال هو أساس التواصل والركيزة الأساسية لبناء علاقات ناجحة مع الآخرين. ولا يقتصر التواصل على نقل الرسائل وفك رموزها وفهمها من طرف المتلقي، بل إحداث تأثيرات في سلوكه وبناء علاقات معه. والتواصل الذي يحقق هذه النتيجة يكون فعالاً، ويتطلب التواصل الفعال المهارة والاتقان والارتياح والثقة بالنفس.
أهمية التواصل الانساني
الانسان بطبعه مخلوق اجتماعي، وباعتراف جميع الأمم، على اختلاف أعرافها ودياناتها، فإن الانسان كائن اجتماعي يَألف ويُؤلف، فالانسان يحب تكوين العلاقات وبناء الصداقات، ومن حاجات الانسان الضرورية حاجته للانتماء، فمن الفطرة أن يكون الإنسان اجتماعياً، والفطرة السليمة ترفض الانطواء والانعزال وترفض أيضاً الانقطاع عن الآخرين.
وقد أثبتت البحوث أن الطفل قد يموت إذا لم يُحمل ويُداعب ويُحتضن وهو صغير، وقد أدى هذا إلى انتشار تعبير الدعم في العصر الحديث.
التعامل مع الآخرين يتسبب في كثير من فرص النجاح والسعادة أو الاخفاق والفشل والتعاسة. فقد أثبتت الدراسات أنك لو تعلمت كيفية التعامل مع الآخرين فإنك تكون بذلك قد قطعت 85 % من طريق النجاح، و 99 % من طريق السعادة الشخصية.
ويقول دايل كارينجي صاحب كتاب كيف تكسب الأصدقاء: "أظهر ما استطعت من اهتمام بالناس، فهو ثروتك التي تزداد نمواً كلما أنفقت منها".
اكتشاف الذات:
بالنسبة لمعظمنا فالتحديات في الحياة مصدرها رغبتنا في تغيير الآخرين، فنحن نريد أن يكون الآخرون مثلنا يتفقون معنا في الرأي ويدخلون داخل الاطار الذهني الأمثل الذي شكلناه لهم في أذهاننا وحينما لايشاركوننا وجهات نظرنا وتوقعاتنا نُصاب بمشاعر سلبية.
ولكن إذا نظرت جيداً حولك سوف تجد أن التحدي الحقيقي في الحياة هو أن تُغير نفسك لتصبح الشخص الذي تريد أن تكونه وتستغل طاقاتك الكامنة وتعيش حياة أسعد خالية من المشاعر السلبية. فحاول أن تركز طاقتك على تحسين نمط حياتك، وابدأ باستمداد مخزون الطاقة الايجابية الخفية المكدسة واستغلها لتصبح الانسان الذي تريده، وابدأ حياتك أكثر توفيقاً ونجاحاً وأصدقاء، وحقق تفاهماً أوسع لوجهات نظر الآخرين، واحتراماً لقيم ومعتقدات الناس، وهكذا تصبح رجل التواصل الكامل واستاذاً بارعاً في هذا المجال، متمتعاً بذكاء عاطفي.
فالذكاء العاطفي هو قدرة الانسان على التعامل الايجابي مع نفسه والآخرين، وهو قدرة الانسان على التعامل مع عواطفه، بحيث يحقق قدراً ممكناً من السعادة لنفسه ولمن حوله.
طريق الهندسة النفسية (البرمجة اللغوية العصبية)
ماذا تعني البرمجة اللغوية العصبية؟
إن البرمجة اللغوية العصبية هي دراسة التفوق الانساني، بمعنى "القدرة على بذل قصارى جهدك، والطريقة العملية التي تؤدي إلى التغيير الشخصي...".
البرمجة: تشير إلى أفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا ومن الممكن استبدال البرامج الجديدة بالبرامج المألوفة.
اللغوية: القدرة على استخدام اللغة الملفوظة أو غير الملفوظة.
العصبية: تشير إلى جهازنا العصبي وهو سبيل حواسنا الخمس.
إن الهندسة النفسية لا تُحمل الطرف المقابل فشل التواصل بل يتحمل كل ذلك الفرد نفسه وتحدد الخلل في عملية التواصل نفسها، فإذا لم تحقق ما تود الوصول إليه من عملية تواصلك فغيِّر في طريقة تواصلك وتابع التغيير والتبديل حتى تصل إلى هدفك المرغوب.
الافتراضات المسبقة في الهندسة النفسية
سميت بالافتراضات المسبقة للهندسة النفسية؛ لأنها مجرد افتراض افترضناه ونعرف أنه سيفيدنا ويجعل مهمتنا تنجح. ولكن هل يجب إثباته؟ بالطبع لا.. نحن نفترضها لنبدأ من افتراضها بتطوير الذات وتقبل الآخر وحل المشكلات التي تعيق التواصل، ثم نضع الاستراتيجيات التي تجعل منك رجل التواصل الناجح.
*احترام وجهة نظر الآخر
*نجاح التواصل يكمن في الأثر المرتد الذي تحصل عليه
* العالم في الخارج ليس هو الذي قمت بطبعه في عقلك: هذا الافتراض يعني أن العالم في الخارج (الموقع) ليس هو العالم العقلي (الخارطة) الذي قمت بطبعه في عقلك، فما تطبعه في عقلك هو ما قامت بتسجيله حواسك وانتقل خلال فلاتر تختلف عن فلاتر الآخرين وأعطاك معنى يخصك وحدك.
إن الخريطة هي إدراكك بينما الموقع هو الحياة، فالادراك غير الواقع، وبتغير إدراكك لموقف ما فإن حياتك تتغير معه. عندما يواجهك تَحدِّ اسأل نفسك دائماً: هل هناك معنى آخر؟
*لا وجود لشخص عنيد، ولكن هناك شخص متصلب برأيه تجاه واقعة معينة.
* المرونة في الموقف تجعلك الأقوى.
* الناس ليسوا أنماط سلوكهم.
* يتخذ الناس قراراتهم بناء على المعلومات المتوفرة لديهم.
* ما دمت مسؤولاً عن قراراتك فأنت مسؤول عن النتائج التي تصل إليها.
* ماضيك يحمل مصادر الطاقة الايجابية التي تحتاجها.
* لا تعميم للفشل وإنما استفد من تجاربك.
* التواصل الانساني يتم على مستويين: الواعي واللاواعي.
* إذا كان النجاح مهيأ للآخرين، فمن الممكن لأي شخص أن يتعلم ويعمل الشيء ذاته.
* الجسد والعقل نظام واحد يؤثر كل منهما في الآخر.
من كتاب (الاتيكيت وفن التعامل مع الآخرين) لـ [د.نادية الحفني، دعاء حبيب]
اضافةتعليق
التعليقات