• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النسر يحلّق بعيداً.. والفراشة أيضاً

رقية تاج / الخميس 08 نيسان 2021 / تطوير / 2428
شارك الموضوع :

هذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة

التلفّع برداء الحسب والنسب يغرّ الناظر لوهلة لكنه وهجٌ لا يدوم، فالمظاهر في الغالب خدّاعة، لأن تحت ذلك الرداء المُبهِر قد يكون الجسد مريضاً أو مشوّهاً، فيغدو ذلك المعطف خرقة بالية لا تُسمن ولا تغني من جوع.

وكذلك الإعتماد على الواسطات المتكئة على اسم العائلة والعشيرة وعلى أساس العرق والعنصر القومي وغيره، لا تسعف دائماً من يريد النجاح والتميّز، نعم، قد يحصل على مايريد، قد يظفر بعمل مرموق، وظيفة، شهرة، سلطة... لكنها مكانة مزيّفة يشوبها القلق والاضطراب وسرعان مايخبت ألقها أو تزول بركتها هذا إنْ دامت، ذلك لأنَّ أساسها هزيل وعمادها رخو ومتزلزل.

إذن من الذي يحرز قصب السبق؟، من الذي يفوز وينال التقدّم والغلبة في أي مجالٍ وفي أي مضمارٍ كان؟

يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".

حكمة جميلة من حكم الإمام تبيّن العداد الذي يسرع بالانسان لكل خير، إنه العمل، العمل الصالح والجهد الحثيث، المحاولات الدؤوبة والكدح المستمر هو مايجب أن نعوّل عليه في كل عمل دنيوي وأخروي.

فالكفاءة هي من تنجح الطالب في الدراسة والأستاذ والمدير والمرؤوسين في أي عمل ووظيفة. السلوك الحسن ونفع الناس ومساعدتهم هو ما ينجح العلاقات بين أعضاء الأسرة والزوجين والأصدقاء وبقية أفراد المجتمع.

العبادة المخلصة، النية الطيبة، الخلق القويم هو مايوصل الإنسان لرضا ربه والجنة، وليس أصل الإنسان وحسبه وتلك الإعتبارات التي لايد للإنسان فيها.

إنه منهج الإمام عليه السلام مع أنه كان من أشرف وأكرم الأصول، فقد كان يرفض التعامل والتقسيم على أي أساس غير الفعل ذاته، لأنه المعيار الحقيقي لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس، فالفكر الإسلامي يرتكز على التقوى وليس على الثقافة المجتمعية الجاهلية. والرسول صلوات الله عليه كان يتعامل بسواسية مع النبيل والوضيع، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، ولذلك أيضاً حورب وهوجم.

وقد قال الإمام في أبيات تنسب إليه:

ماحسبك ما الإنسان إلا بدينه    فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارسي   وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب.

وهذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة فيتكلوا عليها على حساب أفعال وأخلاق أخرى أكثر أهمية، وهو كذلك أمل وبشرى للذين يولدون من أصلاب الكفّار والفسّاق لكي لا يتقاعسوا عن المضي قدماً ونيل أعلى المراتب.

وفي يوم القيامة لن يشفع للإنسان إلا ماسعى في الدنيا، ولن يحصد سوى ماجنت يديه.

وكل ذلك لا يقلل من قيمة نسب الإنسان فإن اجتمع مع السعي والعمل، فهو خير على خير ونور على نور، إنما المقصد أن للنجاح معادلة أحد أهم أركانها الجد والاجتهاد وقد يساعد اسم وعائلة الشخص في متانة هذه المعادلة، ولا ضرر في استثمار العلاقات في النجاح لكن لا يكون ذلك مقياساً لوحده من دون قابلية شخصية للتفوق.

وهذه هي مشكلة المشاكل في أوطاننا وسبب أساسي لتخلّفها بسبب التمييز على أساس تلك المظاهر ولذلك بلداننا ينخرها الفساد، لأنّ أغلب مناصبها ووظائفها شغلها اسم الشخص لا مؤهلاته. فاختلطت المبادئ وانقلبت المثل.

يقال: "بجناحيه يستطيع النسر أن يحلّق بعيداً والفراشة أيضاً".

فقد نرى الكثير يصلون إلى أعلى المراتب وينجحون اعتماداً على جناحي الوجاهة الاجتماعية والواسطة، لكنك تستطيع الوصول والنجاح أيضاً بجناحي العمل والتوكل، وشتّان بين الاثنين، بين من ظفر وخسر نفسه، وبين من ظفر وربح ضميره!.  

مفاهيم
القيم
نهج البلاغة
الامام علي
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    موقف ووقفة تأسي من أصحاب سيد الشهداء

    النشر : الثلاثاء 08 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل أنت متأكِّدٌ أن طفلك يفهمك عندما تتحدَّث معه؟

    النشر : الأحد 01 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    قدرة فائقة للسكر على علاج الجروح

    النشر : الأحد 29 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الثورة العلمية والإمام الصادق

    النشر : الثلاثاء 08 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الامام علي والنظام السياسي الإسلامي

    النشر : الأثنين 11 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    النمو والتغير في سلوك الطفل

    النشر : الأحد 01 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3715 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 442 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 352 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 347 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 310 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 307 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3715 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1342 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1322 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 856 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 11 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 11 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 12 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة