• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النسر يحلّق بعيداً.. والفراشة أيضاً

رقية تاج / الخميس 08 نيسان 2021 / تطوير / 2639
شارك الموضوع :

هذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة

التلفّع برداء الحسب والنسب يغرّ الناظر لوهلة لكنه وهجٌ لا يدوم، فالمظاهر في الغالب خدّاعة، لأن تحت ذلك الرداء المُبهِر قد يكون الجسد مريضاً أو مشوّهاً، فيغدو ذلك المعطف خرقة بالية لا تُسمن ولا تغني من جوع.

وكذلك الإعتماد على الواسطات المتكئة على اسم العائلة والعشيرة وعلى أساس العرق والعنصر القومي وغيره، لا تسعف دائماً من يريد النجاح والتميّز، نعم، قد يحصل على مايريد، قد يظفر بعمل مرموق، وظيفة، شهرة، سلطة... لكنها مكانة مزيّفة يشوبها القلق والاضطراب وسرعان مايخبت ألقها أو تزول بركتها هذا إنْ دامت، ذلك لأنَّ أساسها هزيل وعمادها رخو ومتزلزل.

إذن من الذي يحرز قصب السبق؟، من الذي يفوز وينال التقدّم والغلبة في أي مجالٍ وفي أي مضمارٍ كان؟

يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".

حكمة جميلة من حكم الإمام تبيّن العداد الذي يسرع بالانسان لكل خير، إنه العمل، العمل الصالح والجهد الحثيث، المحاولات الدؤوبة والكدح المستمر هو مايجب أن نعوّل عليه في كل عمل دنيوي وأخروي.

فالكفاءة هي من تنجح الطالب في الدراسة والأستاذ والمدير والمرؤوسين في أي عمل ووظيفة. السلوك الحسن ونفع الناس ومساعدتهم هو ما ينجح العلاقات بين أعضاء الأسرة والزوجين والأصدقاء وبقية أفراد المجتمع.

العبادة المخلصة، النية الطيبة، الخلق القويم هو مايوصل الإنسان لرضا ربه والجنة، وليس أصل الإنسان وحسبه وتلك الإعتبارات التي لايد للإنسان فيها.

إنه منهج الإمام عليه السلام مع أنه كان من أشرف وأكرم الأصول، فقد كان يرفض التعامل والتقسيم على أي أساس غير الفعل ذاته، لأنه المعيار الحقيقي لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس، فالفكر الإسلامي يرتكز على التقوى وليس على الثقافة المجتمعية الجاهلية. والرسول صلوات الله عليه كان يتعامل بسواسية مع النبيل والوضيع، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، ولذلك أيضاً حورب وهوجم.

وقد قال الإمام في أبيات تنسب إليه:

ماحسبك ما الإنسان إلا بدينه    فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارسي   وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب.

وهذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة فيتكلوا عليها على حساب أفعال وأخلاق أخرى أكثر أهمية، وهو كذلك أمل وبشرى للذين يولدون من أصلاب الكفّار والفسّاق لكي لا يتقاعسوا عن المضي قدماً ونيل أعلى المراتب.

وفي يوم القيامة لن يشفع للإنسان إلا ماسعى في الدنيا، ولن يحصد سوى ماجنت يديه.

وكل ذلك لا يقلل من قيمة نسب الإنسان فإن اجتمع مع السعي والعمل، فهو خير على خير ونور على نور، إنما المقصد أن للنجاح معادلة أحد أهم أركانها الجد والاجتهاد وقد يساعد اسم وعائلة الشخص في متانة هذه المعادلة، ولا ضرر في استثمار العلاقات في النجاح لكن لا يكون ذلك مقياساً لوحده من دون قابلية شخصية للتفوق.

وهذه هي مشكلة المشاكل في أوطاننا وسبب أساسي لتخلّفها بسبب التمييز على أساس تلك المظاهر ولذلك بلداننا ينخرها الفساد، لأنّ أغلب مناصبها ووظائفها شغلها اسم الشخص لا مؤهلاته. فاختلطت المبادئ وانقلبت المثل.

يقال: "بجناحيه يستطيع النسر أن يحلّق بعيداً والفراشة أيضاً".

فقد نرى الكثير يصلون إلى أعلى المراتب وينجحون اعتماداً على جناحي الوجاهة الاجتماعية والواسطة، لكنك تستطيع الوصول والنجاح أيضاً بجناحي العمل والتوكل، وشتّان بين الاثنين، بين من ظفر وخسر نفسه، وبين من ظفر وربح ضميره!.  

مفاهيم
القيم
نهج البلاغة
الامام علي
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    الملاك الأُنسيّ

    النشر : الأثنين 24 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فن ترتيب المنزل.. معاناة النساء مع الأولاد

    النشر : الثلاثاء 30 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سوء المعاملة.. طريق لموت التعاطف

    النشر : الخميس 04 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نجوم الولاية

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الابداع وغيمة الانعزال!

    النشر : الثلاثاء 02 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تبني عادات أفضل؟

    النشر : الخميس 27 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1345 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 848 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 761 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 442 مشاهدات

    ساعي بريد الحزن

    • 379 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1345 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1214 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1061 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • منذ 19 ساعة
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • منذ 19 ساعة
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • منذ 19 ساعة
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة