التحرش الجنسي ظاهرة هاجمت مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وعلى مدار العقدين السابقين أخذت تتدرج في الزيادة بشكل مثير للتوقف والبحث، وهذا ما يؤكد أنها ليست مجرد انفلات أخلاقي بل هي ظاهرة مرضية نفسية اجتماعية.
وهذه الظاهرة يحاول كثر محاربتها في المجتمع لما لها من أضرار نفسية على المجني عليه، فصمموا مختلف التطبيقات الالكترونية للحد من هذه الظاهرة.
فقد طرحت منظمة "بيانكا ديبايتس" البلجيكية تطبيقا يساعد النساء في العاصمة بروكسل على الدفاع عن أنفسهن ضد التعليقات والتحرش.
ويمكن للنساء عن طريق تطبيق "لا تلمس صديقتي" الإبلاغ عن حوادث بصورة مجهولة بضغطة زر، ويمكن للمستخدمين المسجلين الموجودين بالقرب من موقع الحادث "ملائكة الشارع" التقدم للمساعدة -على سبيل المثال- كشهود عيان.
ويحدد التطبيق الذي أطلق حديثا الأماكن التي تم الإبلاغ عن وقوع تحرش بها. ويمكن للنساء أن ينظرن لخريطة ويعلمن الأماكن التي تعرضت فيها أخريات للمضايقات، كما يمكن للشرطة أيضا أن تستخدم البيانات ومن الممكن أن تقوم بتغيير دورياتها. وتساعد هذه التقارير في جمع مزيد من المعلومات حول نوع التحرش الذي تواجهه النساء.
وفكرة وضع هذا التطبيق الذي طرحته إحدى منظمات المجتمع المدني البلجيكية ليست جديدة، فمن قبلها حيث أطلق تطبيق فرنسي باسم "ابعد يديك" في أكتوبر/تشرين الأول 2016، وسجل عشرة آلاف من "ملائكة الشوارع". كما أبلغ المستخدمون عن 8500 واقعة تحرش.
كما يستخدم تطبيق "مدينة آمنة" الذي تم إطلاقه بمبادرة هندية عام 2012 منذ ذلك الوقت في خمسين مدينة في أنحاء الهند وكينيا والكاميرون ونيبال.
وعربيا فقد أطلقت مؤسسة "سوا" الفلسطينية، تطبيقًا يهدف إلى حماية النساء من التحرش في الأماكن العامة، كما أنه يوفر خدمات للنساء المعنفات، ويُتيح التطبيق الجديد، الذي يحمل اسم "Sawa121" للنساء؛ تحديد أماكن التحرش عن طريق خريطة التحرش بالإضافة إلى تحديد نوع التحرش لفظي أو جسدي، بحسب المستشار القانوني للمؤسسة.
كما أن التطبيق يُمكن النساء أيضًا من طلب المساعدة سواء بالاتصال على أرقام مجانية لتلقي الارشاد والدعم النفسي أو طلب المساعدة من الشرطة أو الإسعاف.
وفي مصر أطلق شابان تطبيقا للهواتف الذكية أطلقا عليه اسم "ماتخافيش"، توازيا مع المحاولات الحكومية والمجتمعية للقضاء على هذه الظاهرة المقلقة.
ويرى مؤسس التطبيق أن "ماتخافيش" يعتبر "خطوة لكسر حاجز الخوف عند الفتيات والسيدات في مواجهة التحرش بأنواعه، ومعرفة الطرق المثلى للتعامل مع المتحرشين".
وأوضح المهندسان أنهما على استعداد للتعاون مع أي جهة مصرية مهتمة بقضايا التحرش، لمناقشة حلول قوية تهدف إلى القضاء على تلك الظاهرة.
وتقول سلمى إن تشجع ضحايا التحرش في مصر مؤخرا على رواية تجاربهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، كان السبب الرئيسي وراء فكرة التطبيق، إذ حاولت مع زميلها الاستفادة بما تعلماه في الكلية لمحاربة التحرش.
ويتيح للسيدات تكوين دوائر من أشخاص مقربين محل ثقة، للاستنجاد بهم في حالة تعرضهن للخطر، يقدم أيضا دعما قانونيا لضحايا التحرش، من خلال توفير محامين ذوي خبرة في قضايا التحرش والابتزاز لاستشارتهم أو توكيلهم في سرية تامة، كما يوفر خاصية "الدعم النفسي" التي تتيح علاج ضحايا التحرش من الصدمات كما التطبيق يحاول زيادة فرص أمان الفتيات والسيدات في الشارع، من خلال تقديم "خريطة التحرش" التي تمكنهن من تفقد عدد حالات التحرش في أي مكان قبل الذهاب إليه لمعرفة درجة أمانه.
ويمكن للسيدات تسجيل الأماكن التي تعرضن فيها للتحرش بمختلف أنواعه على التطبيق، من دون الإفصاح عن هويتهن، لتنبيه غيرهن بضرورة أخذ الحيطة.
كما يعمل ذلك على زيادة دقة المعلومات على الخريطة، وبالتالي دقة إحصاءات التحرش في مصر.
هذه المجموعة من التطبيقات التي انبثقت قد استطاعت الحد البسيط من التحرش إلا أن الجزء الأكبر يعود إلى تدعيم ثقافة رفض التحرش، والقوانين الصارمة من قبل الجهات المعنية، فضلا عن شي مهم ألا وهو انبات بذرة التربية السليمة والتي بدورها الأساس في التخلص من هذه المشاكل.
اضافةتعليق
التعليقات