يعني التركيز القدرة على تحقيق الانتباه التام، إن القارئ غير المتمرس يبذل كل جهده لكي يركز؛ ولكنه كثيراً ما يشرد أثناء القراءة، ويصح هذا بشكل خاص عند قراءة المواد غير الأدبية مثل معظم المواد المقروءة والكتب الدراسية.
هناك خمسة أسباب أساسية وراء أهمية التركيز وخاصة أثناء القراءة. إن التركيز سوف يساعدك على:
- العمل بشكل أكثر إثماراً في ظل عالم بالغ السرعة. لقد أصبحت حياتنا أكثر انشغالاً، وخياراتنا أكثر اتساعاً ووقتنا أكثر أهمية وقيمة، وبدون القدرة على التركيز سوف نتخبط محاولين الموازنة بين عشرات الأشياء في عقولنا في نفس الوقت أو الإفراط في الانشغال بشيء واحد إلى الحد الذي يجعلنا لا نمضي قدماً.
- تبنى إحدى الصفات المهمة لدى الأشخاص الناجحين. إن الناجحين يعلمون كيف يركزون على مهمة واحدة فقط، والانفصال عن باقي الأشياء الأخرى مثل التركيز على القراءة أو إدارة اجتماع أو إجراء مكالمة هاتفية.
- تحسين نوعية حياتك. فكر في الأمر؛ كم تهدر من وقت القراءة في التفكير في ماضيك وحاضرك؟ هل تركز على حاضرك؟ إن تعلم كيفية التركيز على الحاضر هو أفضل طريقة لعيش حياتك على أفضل وجه.
- إنجاز المزيد في وقت أقل. إن ركزت أثناء القراءة سوف تقضي وقتاً أقل عن الوقت الذي تستغرقه في القراءة وأنت شارد.
- تجديد نشاطك وطاقتك. عندما تكون في حالة تركيز حقيقي لن تشعر بالجوع أو التعب أو السأم، وإنما ستشعر بدلاً من ذلك بأنك مفعم بالطاقة مما سيجعلك تفيض بالنشاط والحيوية.
العوامل العشرة الأكثر تشويشاً على القراءة
إن معرفة كل العوامل التي تشتت من تركيزك أثناء القراءة هي خطوة أخرى لضمان الحصول على التركيز بدرجة أكبر:
1- تواجد أشخاص آخرين: سواء كنت تعمل في مكتب أو كنت في المنزل مع أبنائك، فإن تواجد أشخاص آخرين حولك سوف يثير تشوشك لا محالة، فعندما تتعرض للمقاطعة تفقد تركيزك، وتهدر بعض الوقت المخصص للقراءة...
2- الهاتف: إن كنت في العمل أو المنزل وحيداً فإن التوقف عن القراءة بشكل مستمر للرد على الهاتف سوف يمثل تشويشاً هائلاً.
3- البريد الإلكتروني: من خلال ارسال التنبيهات بالرسائل التي تصلك...
4- الفاكسات: لقد تحول الهاتف والبريد الإلكتروني والفاكسات إلى ما أطلق عليه "عوامل انتفاض" وأنا أعني بذلك أنه عندما يرن الهاتف أو يرسل البريد الإلكتروني إشارة أو تتحرك آلة الفاكس فإن عقلك سوف ينتفض.
5- الموسيقى: سوف تجد الكثير من الكبار لا يصغون إلى الموسيقى بشكل عام أثناء القراءة، وربما يرجع هذا بشكل أساسي إلى أنه مع التقدم في السن تتراجع قدرة الشخص على تحمل الضوضاء أثناء القراءة، لكن من المعروف أن الموسيقى المصحوبة بالكلمات تعمل بشكل خاص على تشتيت العقل لأنها تقلل من عدد الكلمات التي يستطيع العقل استيعابها أثناء القراءة. لذا فهي تعمل على الحد من سرعتك.
6- التلفاز: إن كنت تحاول أن تشاهد التلفاز أثناء القراءة المدرسية أو القراءة الخاصة بالعمل، ما الذي يحدث؟
بما أن التلفاز يعتمد على المؤثرات السمعية والبصرية فإنه لن يترك لك حاسة تستطيع أن تقرأ بها.
7- المكان مفرط الراحة: إن كنت تحاول أن تعمل في المكان الذي يتوقع فيه عقلك الحصول على قسط من الراحة فسوف تقضي وقتاً أطول في قراءة قدر أقل.
8- عدم الاهتمام بالمادة: إن كانت المادة المقروءة عاجزة عن جذب انتباهك فسوف يظل عقلك يدور ويشرد رغبة منه في التنصل من قراءة هذه المادة المثيرة للسأم، ولسوء الحظ فإن هذا كثيراً ما يحدث سواء على مستوى الدراسة أو العمل حيث يُفرض عليك قراءة أشياء كثيرة قد لا تثير اهتمامك.
9- الانشغال: من الصعب أن تقرأ عندما يكون عقلك منشغلاً عن آخره بأشياء أخرى. وتماماً مثلما تعجز عن إقحام المزيد من المعلومات في ذاكرة الحاسب الممتلئة عن آخرها فإن عقلك هو الآخر سوف يعجز عن استيعاب المزيد.
10- القراءة في الوقت غير المناسب: يستطيع كل شخص أن يحدد الوقت أو الأوقات التي يشعر فيها بقدر أعلى من التركيز على مدار يومه، البعض يكون صباحياً بمعنى أنه يكون أكثر قدرة على التركيز في الساعات المبكرة من الصباح. بينما البعض الآخر يكون مسائياً بمعنى أنه يكون أكثر قدرة على التركيز ليلاً بل وأحياناً في وقت متأخر جداً من الليل. وإن كان من المهم أن تتعرف على أكثر الأوقات يقظة لك أثناء اليوم فإن معرفة الوقت الذي تكون فيه في أدنى حالة اليقظة لا يقل أهمية.
إن الشخص الكبير الذي يعود للدراسة ثانية قد ينتهي به المآل إلى الاستذكار في وقت متأخر بعد انتهاء يوم العمل، وبعد أدائه لكل مسئولياته الأسرية وإن لم يكن هذا هو الوقت الذي يناسبه في القراءة فسوف يجد نفسه يقضي وقتاً أطول في القراءة مع تراجع قدرته على الفهم. قد يجد في هذه الحالة أنه من الأكثر جدوى أن يضبط منبهه لكي يستيقظ ويستذكر في الصباح الباكر.
اضافةتعليق
التعليقات