هل جربت أن تتغاضى عن حيلة ما أو لعبة قذرة تُحاك على مرآى عيناك وأنت بكامل أناقتك الهادئة؟!
هل جربت شعور أن تكون وسط فوضى لا محدودة من الأكاذيب وتقف عاجزا عن البوح ولو ببنت شفّة؟!
هل جربت أن تحضر في مكان عملي وجدي أيضا لكنك تتفاجأ بأن الجميع يحترف التمثيل ويخفون به نواياهم المشؤومة؟!
حسنٌ، سأجيب بدلا عنك؛ الجميع في يوم ما مرّ بما ذُكر أعلاه ولكن بطرق مختلفة أي أن لكل إنسان كانت له طريقته الخاصة في استقبال ما يحدث معه وأيضا في التعامل مع كل برامج السوء التي كانت تمر منه ليشاهدها عبر نافذة الواقع!.
هذا العالم الكئيب كما يدعي البعض هو ليس سوى عالمٌ بسيط جدا لا يستحق المجازفات والتعب والمراوغة والتعمق فيه بل لو لاحظنا انطباعه سنجد أنه في أشد احتياجه للتعامل معه بسطحية لأن المُراد من هذا الوجود هو الإنسان.
الإنسان الذي بدأ يتحول إلى حاوية من الأنقاض لكثرة سوئه حتى انعكست هذه الرؤية على أغلبية البشر الذين بدأوا في مواجهات حمقاء لرغبات غير مُجدية..
أما زلت عالقا على جبل من الذهولِ منتظراً لعاصفة ما تُعيدك إلى رشدك بعد الأحداث الخبيثة التي مرت أمامك؟!
أرجوك لا تحزن على ذلك ودعنا نشهد حادثة التعجب بسلام داخلي فمن بين عشرات البشر وجدناك أنت النقي الوحيد في عتمة الأرض الذي يعرف جوهر نفسه ويعزز قيمته ويتواصل مع الآخرين للبناء الاجتماعي والمنفعة العامّة ولا يعرف طريقا للتسويف والمماطلة وضياع الفرص وكثرة الكلام..
وجدناك كيف مددت يد العون لعجوز وشاركت أحدهم بألمه ودفنت مع صديقك المقرب ذكرياته البالية وخدمت محبيك بطهارة، لقد رأيناك كيف ختمت على قلب أمك بالحُسنى وعلى قلب أبيك باليُسر..
كان يجب أن يبتدأ الحديث بعيدا عن التساؤلات أعلاه كأن يبتدأ على أساس: "كيف يحافظ الانسان على نقائه!".
لا بُدّ من أن يتابع البشر أنفسهم من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم والاعتناء بذواتهم وتقبل شخصيتهم وأفكارهم كما هي بالإضافة إلى مراقبة الحياة وأحداثها وحتى مواكبة تطورها بصمت مطبق، هدوء تام..
يجب أن يتعلم الانسان كيف يضع نفسه مكان غيره ليتعلم الصفح والتسامح وحتى كيفية التعايش مع التناقضات لتنمو نفسه وتتوسع مداركه العقلية وتنضج الإنسانية في قلبه، لعلّ هذا التبادل يمكنه أن يشرح ما يكنه الغير من سوء لمعالجته عبر المتاح لك ربما الانسان السيء لا يمكنه معالجة ذاته لعدم اتاحة الفرصة له أو لربما لا يجرؤ على اصلاح ما تراه عينيه منكسرا مهشما!، ولكن إن وضعت نفسك في محله ربما سيصلح ما فسد.
في الواقع يوما ما سيقف البشر ذات ليلة على شرفات أرواحهم متوجسين خيبتهم الكبرى التي أنهكتهم طوال حياتهم ليجدوها مجرد فقاعة مجوفة سلّبتهم الطمأنينة وحولتهم لمجازفين مشردين..
هذا العالم الكبير والذي يحتوي على كل ما هو مثير للثقافة والتطلّع والحب والبهجة وأمور أخرى هو ليس إلا عالم مظلوم بسببنا، لم نعطه الحق في ممارسة حقوقه وحرّياته لقد بعثرنا ونثرنا ما وجد لأجله!.
سرقنا الحكمة من فم الحقيقة وأضعنا العلامات المترقبة في جعل البشريّة بسلام حان الآن الوقت الذي يتوجب فيه انقاذ النوايا قبل ايقاع الانسان بنفسه وغيره.
لا للألعاب القذرة والتربص وايذاء من حولنا بأي شكلٍ من الأشكال، لا لخيانة ما ائتمننا الله "جل علاه" لا لهدر تضحيات الأنبياء والعلماء، لا لابتزاز أرواحنا ورميها في بحر من الضياع، لا لكل ما يجلب التشتت للإنسان.
ولا داعي أيضا لأخبرك بأن الحياة قصيرة للارتقاء ولكن إن كان بإمكانك اصلاح ومعالجة غيرك لا تبخل بذلك أبداً.
والآن ابقَ كما أنت على الطرف الآخر من الضفة وقدّس حتى السوء الذي حل بك وتابع ما يقومون به من أمورٍ تجدها غير لائقة بالواقع ولكن احترس جيدا من أن يلوح غبار السوء نفسك.
اضافةتعليق
التعليقات