إعلان؛ مسابقة قيّمة، تنادي ذوي الطموح المُتقّد، وتدعوهم لسباق شريف لأفضل طبق يُعد من قبل الشابات (عشرينيات العُمر)، والفائزة تحصل على تسويق مجاني لطبختها في الأسواق والمطاعم لمدة ثلاثة أشهر، ويوضع إسم المشتركة كعنوان للطبق المُعد، فعلى الراغبات التواصل معنا..
_أختي أختي..
_ماذا هناك؟!
_اقرئي هذا الإعلان.. أخبريني!. ما رأيكِ؟!
_لنشارك بهذه التحفة لعل طبخةً تطهى في الفرن تخبئ وراءها كل الآمال التي تتلألأ في قلوبنا، علنا نحصل على لقب الصدارة ونصل لما نرغب في هذه الخطوة.
_يا إلهي ماهذا الجمال.. ستكون آمالنا هي التي تُطهى وليس الطبخة.
في هذه الحياة نفشل أحيانا وننجح في أخرى، لا نعلم متى ستكون هي الضربة الموفقة والتي تخفي وراءها الأيام الجميلة والأهم من الأيام الجميلة هي الرحلة التي توصلنا لها، ويكمن سر الجمال في أن يبقى ملح الحياة معنا دائما نزوده لأيامنا كي لا تفقد لذتها ونستمر برش هذا الملح بعد الخطوات المُرهقة.
من يرغب بشراء هذا الملح الباهظ الثمن عليه أن يبحث في قلبه أولاً سيرى أنه يمتلك الكثير منه، سيجده مجاني بين خلجات قلبه وهو الأمل فهو اللون الرمادي الذي يتوسط الأسود والأبيض، هو فسحة الحياة الجميلة التي تسمح لنا بأن نتتفس بعمق بعيداً عن كل تشويش.
لولا الأمل لم نستطع العيش يوما اخر بسعادة، لولا الأمل لم نستطع المحاولة في حب أحد حولنا، ولولا الأمل لم نكن لنعمل كي نلقي الله بقلبٍ سليم. لذا ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: "الأمل رحمة لأمتي، ولولا الأمل ما أرضعت أمّ ولدها، ولا غرس غارس شجرًا".
بعض الفتيات أو النساء هناك ما يدغدغها في جوفها يدفعها للإبتسامة والضحك والتفاؤل وزرع الأمل لمن حولها. لو أصغيت الى جوف احداهن لسمعت قلبنا يأن بآهات تعِبة ويروي لك أسباب هذه القوة والصلابة.
فالأمل قد يأتي من الألم، أو ممن تعاشرهم ويتسمون بالإيجابية، أو مما تسمع وتقرأ، أو من أول جملة وقع ناظرك عليها دون غيرها كي يخزنها في قلبك، لا أحد يستطيع حد وإدراك ما يجلب لك الأمل عليك أن تسعى للبحث عنه بنفسك.
احتفظ بكلمات الأمل القريبة إلى روحك وقلبك دونها في ورقة وأعد النظر إليها بعد كل مغامرة، إشحن نفسك بنفسك وإستمر بالنهوض، ما أعنيه (كن كالماء اينما وضع يتخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه) لبروسلي.
(وَلَعَلَّ الَّذي أَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأُمُور) فجوائز الله مهما تأخرت ستصل يوما ما، ابقِ قلبك متصلا به لتتلمس جوائزه أسرع، من أهم سمات من يمتلك الإيجابية هو من يُفسر الأحداث فور وقوعها بالخير، فهذا التفسير هو ما يجلب لكَ الخير.
بمجرد خروج الكلمة من أفواهنا يكون لها وقع كبير في نفوسنا وطريقة تفكيرنا. وهذا لهُ علاقة وثيقة بما أُثبت علمياً تحت مُسمى قانون الجذب ((The Law Of Attraction) والذي يظهر بطريقة علمية كيفية تأثير ما نفكر به عن مايُجذب إلينا، فالذي تفكر به سيحدث لك، وهذا هو الحث على الأمل فلو فكرت كمتفائل ستجذب الخير لك وإن فكرت بالعكس ستجلب الشر لنفسك.
سلوكنا مع من حولنا يعكس مدى إيماننا بالله ومدى أملنا في هذه الحياة وإمكانياتنا للبقاء فيها بأسعد طريقة ممكنة فالسلوك أشبه بوقود الحياة، ربما نستطيع أن نغير فردا في هذا الكوكب بسلوكنا، بأحرفنا، بإبتسامتنا، أن نؤمن بداخلنا بأننا متفائلين يعني أن نبدأ بإبتسامة لمن نقابلهُ صباحاً وإن كان غريباً عنا، فالحياة تستمر رغم كل شيء.
إبليس عليه لعائن الله يحاول دوماً أن يبث في نفوسنا التشاؤم واليأس من رحمة الله، يمنعنا عن التوبة، يمنعنا عن الإستغفار، يمنعنا عن العودة إلى الله، ولكن يجب أن نقاوم ونصغي لصوت قلوبنا والتي ستخبرنا حتما بأن نعلّق آمالنا بالله وننتظر جوائزه، هناك من يوسس لهم بأن ذنوبهم عظيمة ليس من الممكن أن تُغفر ويجعلهم يؤمنوا بذلك حتى يُبعدهم عن طريق العودة، وفي المقابل يظهر الله لنا محبتهُ ورحمتهُ ويقول (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، أن تصبح متفائلا يعني أن تكون متأملا لوقوع الخير، أن تربط قلبك مع الله وتتحسس عطفه عليك، لا تنسى أن تشكر الله بعدأان اكتشفت ما أبعده عنك كان خير لك، لو ذهبتَ الآن بمخيلتك إلى أبعد أمنية طلبتها من الله ولم تتحقق بعد ستجد أن هناك منفعة بتأخيرها، الله أعلم منا بحالنا و(تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَٰلِكَ).
لا تحتاج لفنان يرسم لك خريطة الطريق للوصول إلى الله، فطرتك هي من سترسمها لك وتقودك إلى الطريق الأمثل، الله يراك الآن ويراك في كل وقت فلا تيأس من أي ألم تظن أنه استمر لأكثر من طاقتك فهو أرحم بكَ من نفسك.
ولابد من الاشارة بأن هناك إختلاف كبير بين الأمل والتخاذل أو التكاسل، يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا". فالأمل ليس الذي يجعلنا جالسين وننتظر حصول المسرة ولكن يجب العمل للحصول عليها. كمغامرين يجب أن نرفض الراحة الأبدية وأن نستمتع بالرحلة حتى نصل إلى ما نسعى وأهمها رضا الله وأهل البيت عنا.
الأمل، التفكير الإيجابي، التفاؤل، القوة، أو أي تسمية تطلقونها تنحصر تحت عنوان "حسن الظن بالله"، أي أن نحسن الظن بأن ما كتبه الله لنا هو لصالحنا. (كلُّنا يتكلَّم عن الحياة بثقةٍ، كأنَّما يعرفها حقَّ المعرفة، لولا وجود الله سبحانه وتعالى لكانت لعبة خاسرة لا معنى لها، من حسن حظِّنا أنه موجود، وأنه أعلمُ منّا بما يفعل) لنجيب محفوظ.
اضافةتعليق
التعليقات