"كل شيء مصنوع بالحب" شعارٌ أسست به سيماء سرمد (الطالبة الجامعية ذات العشرين ربيعاً) علامتها التجارية المميزة((candy's lady لصنع الدونات (نوع من المعجنات المحلاة).
كان هذا في البدء فقط، لتوسع بعدئذٍ عملها وتنمو تجربتها لتصبح (سيدة الحلوى) كما يلقبها البعض، خاصة مع اكتسابها الخبرة اللازمة لتقديم أنواع أخرى مثل: كيك الشوكولا.
وتعلل سيماء اختيارها لهذا الشعار بأنها تحب ما تصنعه، وكذلك تقدمه بحب واهتمام.
تلك الفتاة الخجولة أطلقت العنان لقوتها وأظهرت اعتزازها بنفسها لتتحدث عن طموحاتها وأهدافها المستقبلية عبر هذا الحوار:
إثبات الذات
تؤرخ سيماء بدايتها قائلة: كانت محاولتي الأولى في الثامنة عشرة من عمري، حين صنعت تلك الحلويات التي أحبها وقدمتها لأهلي وصديقاتي، وكان التشجيع والدعم أكثر من المتوقع، ومع أني كنت طالبة في الإعدادية حينذاك، حاولت إثبات ذاتي بالعمل على تطوير مهارتي في صنع الحلوى(الدونات) على وجه الخصوص.
حلوة بإتقان
وتواصل حديثها بشغف أكبر فتقول سيماء: بعد عام ونصف العام من العمل بمفردي على صنع الدونات في المنزل وتسويقها إلى الناس عن طريق صفحة "الفيسبوك" وخدمات التوصيل، قام والدي وهو الداعم الأول لأفكاري بفتح محل(candy's lady) في كربلاء، وبمرور الوقت انتقيت كادري النسوي الذي علمته طريقة صنع الدونات والحلوى خاصتي، لنقدمها لزبائننا بإتقان وجمال.
التفاصيل الصغيرة
تؤكد سيماء لنفسها ولكل النساء: إنك إن أردت تحقيق أفكارك على أرض الواقع، فلا بد لك من مواجهة بعض الصعوبات والتحديات، فلا يولد النجاح إلا من رحم المعاناة، خاصة ونحن نعيش في مدينة كربلاء المقدسة التي تحمل الكثير من الخصوصية والحساسية تجاه بعض الأمور، لكن مع قوة الإرادة والتوكل على الله تعالى، ما من شيء لا نستطيع تجاوزه.
ومن خلال تجربتي الخاصة، فوجئت بدعم كبير من نسوة كربلاء للمضي في مشروعي، مما جعلني أفتخر كوني وليدة مجتمع يحوي الكثير من النسوة العاملات القويات، لهن مني ألف تحية وتقدير واعتزاز، إنهن حقاً ملهمات بالفطرة.
سلسلة (candy)
عن طموحاتها المستقبلية تحدثت سيماء قائلة: بعد إنهاء دراستي في جامعة (ابن حيان/ قسم تقنيات التحليلات المرضية)، سوف أتفرغ تماماً للهدف الذي طالما ظل يراودني، ألا وهو توسيع مشروعي الحالي من محل صغير لبيع الحلوى إلى إنشاء سلسلة من محال(candy's lady) في كل أنحاء العالم، لتكون ماركة عالمية معروفة وقديرة يشار إليها بالبنان.
مرحباً يا سكر
حتى المستحيل بنظر سيماء هو ممكن، لكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت والعزم والمثابرة، لذا تنصح النساء بالجد والاجتهاد، والعمل على تطوير الذات وخلق الفرص؛ وتشدد: لا تنتظرن نجاحاً من دون مثابرة، ولا تضعن الأعذار وتعلقن على شماعة المجتمع والعائلة والحظ وغيرها، فكل شيء ممكن.
من أجل الحياة
وتتحدى سيماء الحظر الوقائي من فيروس كورونا بالحب أيضا وتستمر في عملها مستفيدة من خدمة التوصيل.. وتستذكر أفضل التجارب التي مرت بها خلال مسيرتها التي وصفتها بالمتواضعة فتقول: كانت مشاركتي في(بازار) يضم الكثير من الحرفيين والرسامين وأصحاب محال الحلوى للتبرع بريع أعمالهم دعماً لمرضى السرطان كانت تجربتي الأفضل، حيث يقوم فريق(for life)، المعني بهذه الشريحة من المرضى عبر جمع التبرعات من أجل تأمين المبالغ التي توفر لهم فرص العلاج، كما يقوم أفراد الفريق بزيارتهم في المشفى وتقديم الهدايا لهم، بهدف إسعادهم وتهيئتهم نفسياً.
بعد تنهيدة حارة تعبر عن حالة تداخل بين الحزن والفرح تعود سيماء للحديث عن تجربتها وتصفها بالمحببة وتختتم الحوار قائلة: كانت تجربة مفعمة بالشعور الإنساني وقريبة جداً إلى قلبي، إذ لبيتُ الدعوة على الفور لأسهم ولو بالقليل لتخفيف آلام أولئك المرضى ولإشعارهم بوجود أفراد ومؤسسات تفكر بهم وتهتم بشؤونهم..
اضافةتعليق
التعليقات