الخروج عن المألوف أسلوب غالباً ما يصنع طفرة نوعية بالنتائج على كافة المستويات والأصعدة وهذا ما نحتاجه غالباٍ في زمن تملأه النمطية والتكرار ومواكبة العولمة المدمرة في بعض الأحيان.
لذا خرجت حوزة السيدة خديجة (عليها السلام) في دولة الكويت بفكرة جديدة ذات أبعاد إيمانية وفكرية وتنموية عميقة بإنشائها رحلات سنوية للفتيات وكل عام تكون الرحلة تحت عنوان يميز هوية وهدف الرحلة وفي هذا العام كانت رحلتهم بعنوان "وحلني بحلة الصالحين".
ولقد كان لجمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية لقاء مع الست نجيبة مديرة الحوزة والرحلة، والفتيات للإطلاع على التفاصيل عن قرب وقد حدثتنا الحاجة نجيبة قائلة: استغرقت رحلتنا هذا العام حوال 22 يوماً، وكانت مخصصة للفتيات من عمر 10من إلى 21 عام. حيث كان برنامج الرحلة يتضمن زيارة لقم ومشهد والنجف وبغداد وسامراء وكربلاء وتتخللها حلقات نقاشية ومحاضرات دينية مكثفة للفتيات.
كما أضافت: كان البرنامج يتضمن قوانين صارمة الغاية منها تربوية بحتة، ومن تلك القوانين سحب الهواتف وعدم استخدامها طيلة أيام الرحلة والالتزام بنمط أكل محدد الأصناف وارتداء ثياب معينة والابتعاد عن العطور والسيشوار الذي يعتبر كشيء حياتي وأساسي لهذه الفئة، والاستيقاظ من ال5 فجرا لأداء صلاة الليل والفجر ودعاء العهد ودعاء الندبة وقراءة زيارة وارث وعاشوراء.
كما أن على كل فتاة القيام ببعض الواجبات التي تحول إليها كتحضير الطعام والتنظيف واختصار اللوازم ومن ثم بدء اليوم بالاعتماد على النفس في كافة المسؤوليات، وتفعيل روح التعاون والمشاركة فيما بينهم وكذلك قراءة بعض الكتب والالتزام بحفظ أربعين حديث عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مع الحوارات العقائدية والدينية التي تتخلل فترة زيارتهم لمراقد الأئمة (عليهم السلام).
كل ذلك من أجل تعويدهم على عدم التعلق بالدنيا والاعتماد على النفس ليستطيعوا التأقلم مع الظروف الصعبة، كي لاتضيع حياتهم بالترف والتسويف.
وعند سؤالنا الفتيات المشاركات حول آرائهم عن الرحلة أبدوا إعجابهم الشديد بالبرنامج ورغبتهم بالمشاركة في كل مرة وعزمهم على الالتزام بالنظام حتى حين عودتهم إلى أرض الوطن فقد ذكرت الفتاة كوثر علي غلوم: في بداية الأمر كنت في حالة توتر بسبب الشروط والممنوعات ولكن بعد مرور الوقت تعرفت على صديقات جديدات واستمتعت كثيرا في زيارتي للمراقد الطاهرة.
أما نرجس محمد حبيب فقد اعربت عن رأيها: كنت نوعاً ما خائفة من البيئة التي سوف أعيش فيها مدة 22 يوم وقد انتابني شعور الوحشة في البداية عند المطار لأن شعور الوداع صعب في بعض الأحيان لكن في أن فكرت في غرض الرحلة واهدافها الرئيسية تركت العواطف جانبا وفي قرارة نفسي قلت الآن حان وقت الجد.
وفي منتصف أيام الرحلة بدأت أتفاءل لأنني تعرفت إلى ذاتي أكثر وتعلقت بأخواتي التي لم تلدهن أمي وتفكرت في قول مولاي علي (عليه السلام): "الصديق أقرب الأقارب" وأقر بأني أشعر أنني تقربت روحياً أكثر إلى ربي وصارت عندي روح الايثار والمبادرة وتقدير الوقت والقناعة وعدم التعلق بالدنيا ونشر الحب حقا إن هكذا سفرات هي هادفة وقيمة أشكر جميع كادر الرحلة على جهودهم المبذولة.
أما رأي مكية بو شهري: كان هدفي من الاشتراك بالرحلة هو الاعتماد على نفسي وتحمل المسؤولية وقد استفدت كثيرا وتعلمت عدم التعلق بالأمور وتقوية علاقاتي الاجتماعية.
أما فاطمة الصراف فلقد قالت: استمتعت كثيرا بالرحلة وكانت هذه أول مرة لي أسافر فيها للعراق وايران صحيح أن الأمر في البداية كان صعب جدا ولكن الشكر لله فبعد حين أصبح كل شيء على مايرام كما وإني سأشارك في الرحلات القادمة إن شاء الله.
وأعربت فاطمة الزهراء حمد عن رأيها: صحيح انني التحقت بالرحلة في آخر أسبوع لكنني تعلمت الكثير كنت أتصور أنني لا استطيع العيش من غير هاتفي لكن في هذه الرحلة اكتشفت أن ملذات الدنيا هي ليست كل شيء وليس كل ما اعتدت عليه لاتستطيع العيش بدونه أجزم أن هذه السبعة أيام هي من أجمل أيام حياتي لا ارى أن في هذه الرحلة أي شيء سلبي يذكر فقد كانت ايجابياتها أكثر رغم أنني سافرت لأكثر من دولة في العالم ولكن كانت هذه من أجمل سفرات حياتي.
وجدير بالذكر أن حوزة السيدة خديجة قامت بأول رحلة تربوية لها والتي استغرقت 40 يوما وكان عدد المشاركات 40 نفر. وهذه الرحلة الخامسة التي تقوم بها.
اضافةتعليق
التعليقات
الكويت2019-02-25
الكويت2019-02-26