إن آلام الجسم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بآلام الروح، فلابد من اتخاذ القرارات للتحكم بالأهواء وإيجاد التوازن المطلوب، لذا لامفر من اعادة بناء وبرمجة الفكر، فلابد من مقابلة العنف والمخاوف التي لاتفتأ وسائل الإعلام تبثها، بالمعرفة والبحث عن السعادة والسلام والمحبة .
فكلما كان الذهن ينعم بالسكينة سَهُل التحكم بمخزونه من المعلومات وتنظيمها واستخدامها بوعي وادراك، فالقلق لايتعدى كونه فكرة ليس اكثر.
قبل ٣٠٠ عام كانت كلمة "فكرة" تعني باللغة الانكليزية "القلق"، إذ ان ٩٠٪ من الامور التي تقلقنا لاتحصل!، فالقلق والإكتئاب العصبي سموم تسمم حياتنا، فنحن نحطم أنفسنا ذهنياً وجسدياً بما نكنه من مشاعر التمرد والخوف والحسد والكبت والحقد والعداوة، اذ تحطم الافكار السلبية الدماغ وتمنع الحب والسعادة من الجولان فيه بحرية .
ان مصدر تشنج اجسامنا هو تشنج ارواحنا، فالقلق يمزق ويحطم الجهاز العصبي والغدي وكل هذه الانسجة المسؤولة عن طرح الفضلات وهذا يفسر لماذا لايستطيع بعض الاشخاص القلقين تنزيل وزنهم مع قلة تناولهم للطعام.
ويتعدى هذا التأثير على النوم ايضاً ويسبب مرض السكري وتجاعيد الوجه وابيضاض الشعر وشحوب اللون وتحطم القدرة على التركيز او اتخاذ القرارات وتثبط الحيوية وتعطل الاستقلاب، وفي الحقيقة ليست الهموم ليست إلا عادة نعتاد عليها!.
ان العيش دون إدراك لذاتنا وما نحن عليه يؤدي الى التدهور والخراب، فأفكارنا وظنوننا هي التي تصنع حياتنا فنحن عبارة عن خلجات بمقدورنا تغيير مجراها ومنح واقعنا معنى وفتح الابواب امام كل قدراتنا.
فنحن نعيش في سجن نفسي في ذاتنا واننا مقيدون بمعتقداتنا وآرائنا ودراساتنا وبتأثير الوسط علينا،
فإذا كان فكرنا مزدحماً بالأفكار فلن نتمكن من العمل على نحو طبيعي! إذ تجرفنا وتستولي علينا كثرة الاشياء وتضللنا وتمنعنا من التركيز، فكما ان غياب الاشياء يسهل الحياة فإن تصفية الافكار يترك محلاً لأفكار جديدة.
لو تأملنا نجد ان الحياة تغفر لنا عندما نجرح اصبعاً فتسمح لخلايا جديدة ان تتشكل لتبني جسراً يساعد في اندمال الجرح وهذا ما يحصل مع الأفكار فهناك فرصة لأصلاحها.
لاتعالجي المشكلات وانما تجاوزيها
فالتركيز على مشكلة ما يعني الحفاظ عليها حية ومن ثم منع انفسنا المضي قدماً، فلا حاجة للأفكار السلبية للتحليل والفحص والتدقيق والدراسة حتى لاتشتعل، ارفضي ان تسممي حياتك بأحقادك القديمة والإساءات التي لم تغفريها، ضعي سلة مهملات نفايات الماضي ولاتحتفظي الا بالذكريات السعيدة.
لاتواجهي الأوضاع الصعبة إلا بالإسترخاء لان كل ما تعيرينه اهمية يكتسب اهمية وكلما زاد اصرارك على ما لا ترغبين، زادت هيمنته عليك.
التأمل راحة
عندما يتأمل المرء يغوص في حالة من الراحة تفوق تلك التي يمنحنا إياها النوم بمرتين، فهو غذاء روحي يسمح لنا بتجديد انفسنا والتأكيد على الأمور الأساسية، وهو اسمى شكل للنشاط قد منح للإنسان، ان عدم التصرف على نحو مستمر هي مهارة يتطلب تعلمها تفتح الذهن والوقت والصبر.
الصمت من ذهب
يكشف السكوت في الشخص الذي التزم به ويعرف الإنصات عن عمق وروعة ورزانة، درّبي نفسك على الأقتصاد في الكلام والحركات والكلمات التي لاجدوى منها عندما تكونين في رفقة الآخرين فسيكون لهذا اثر ايجابي على نفسك فتشعرين بحيوية خفية وستتركين اثراً طيباً على الآخرين.
لاتنتقدي احد وكوني مخلصة للغياب ودافعي عنهم
لان النقد عادة قبل كل شيء لذا دربي نفسك على ان لاتغتابي احداً مهما كان ومهما كانت مشاعرك نحوه، واغفري من اجل سعادتك، لأن الغفران لا يعني قبول ماقد حصل، انما يعني رفض البغضاء التي تسمم الحياة فما من احد بمقدوره ان يجرحنا إذا لم نساعده على ذلك، فالألم لايظهر إلا عندما تتم ترجمته في اذهاننا.
كوني بسيطة في كل شيء، لأن الشيء الوحيد الذي يمكننا تقديمه للآخرين هو مساعدتهم في التعلق بكل ما هو بسيط وعفوي وفي قلة التفكير بأنفسهم وفي تحجيم رغباتهم، فلا مكان لسارق في مجتمع لايرغب فيه احد بتكديس الممتلكات والثروات.
اضافةتعليق
التعليقات