روتين تسير به حياة الكثيرين مما يؤدي بهم إلى الضجر والملل ويقتل الإبداع بداخلهم. وللخروج من هذا الروتين وإضفاء التغيير في حياة المرأة خاصة ورسم الطريق الأمثل والأفضل لها لحياة يملؤها التميز والابداع، بادرت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية بإقامة ورشة تنموية بعنوان (14 إضاءة في حياتك) مع الاستاذة السعودية منى الأحمد الإدارية والمدربة في مركز البيت السعيد.
الورشة قُدمت للنساء بصورة عامة باختلاف مستوياتهن وقد رُتبت الورشة على يومين، يوم للنساء والجامعيات ويوم للشابات بعمر المتوسطة والاعدادية.
فكان يوم الأربعاء المصادف 29/11/2017 م للنساء والجامعيات، ويوم الجمعة المصادف 1/12/2017 م، بواقع ساعتين في اليوم.
بدأت الأحمد بسؤال الحاضرات عن مفهوم الشخصية والمعنى الذي يتبادر لذهنهن حول معناها.
ثم بينت لهن سمات الشخصية الناجحة ومقوماتها، بعدها أوضحت لهن أول خطوة للارتقاء وأهمها ألا وهي التصالح مع النفس، ارضي عن ما أنت عليه، تقبلي شكلك حالك واسعي للتطوير، فأجمل ما فيك هو أنك أنت.
اقبل نفسي بما فيها من العيوب والايجابيات واطورها وأغير للافضل
اتقبل المرض واتحدى واجعل الامراض تزيدني قوة فإن مت وانتقلت للعالم الآخر. ماذا تركت من بصمة؟ ماذا قدمت؟. وبعد التصالح أرى ماذا أريد أن افعل.
وفي حديثها لهن أشارت لهن بقولها: لم تخلقي لتكوني رقم فقط، ستسألين فيما بعد عن عمرك فأنت مسؤولة انك تحسنين نفسك وتضعين بصمة.
وإذا أردتي النجاح فللنجاح فنون واتجاهات..
بعض يسعى للنجاح في الآخرة وبعض للنجاح في الدنيا، وآخرين يسعون للنجاح في الدارين وهذا أفضل النجاحات.
تطرقت بعد ذلك الأحمد لخطوات النجاح والتميز والتي أولها التخطيط، وقبل التخطيط أشارت لأهمية معرفة الوضع الحالي للشخص ووضع نظرة مستقبلية لما يكون عليه.
ثم أوضحت أنواع الخطط (اليومية والاسبوعية والشهرية والسنوية وخطة لمدى الحياة) وكلما اهتم الفرد بالخطة اليومية كلما أثر ذلك على حياته وازدهارها.
فمقدار فعالية ونجاح الخطة اليومية سيؤثر طرداً على نجاح وفعالية الخطط الأخرى.
فالعمل بدون تخطيط تخطيط للفشل كما وصفت الأحمد ذلك.
وأكدت الأحمد أيضاً على أهمية النوايا وتأثيرها وقالت نية المؤمن أفضل من عمله، ونية العقل هي المهمة.
فغير ممكن أن نربط نيتنا بالعاطفة بل يجب أن اوقفها على عقل منطق مرتبط بحبل الله المتين.
فلو ارتبطت النية بالعاطفة يكون فيها نفاق شوائب وبهذا أشارت الى أهمية تزكية النفس وترويضها وزيادة المعرفة فنحتاج للمعرفة كثيراً لنحدد أمنياتنا وأولوياتنا ونقاط الضعف فنتغلب عليها.
وذكرت ان التقليل من الأمنيات أفضل فقليل دائم خير من كثير منقطع، وبينت لهن أهمية التركيز على نقطة واحدة لتُحصد ثمارها.
وقالت الأحمد من اجل اختبار نجاحنا في التغيير لا بد من التفاعل والاختلاط مع الأشخاص المختلفين عنا.
فحينما نفكر في تغيير شخصيتنا يجب ألا نحصر ذلك بحبنا لأنفسنا فقط بل لنُسعد الاخرين، لنعيش مع الاخرين في سعادة وسلام.
ثم عرضت عليهن الأحمد رسائل في الايجابية تمحورت في نقاط:
• التمسك بحبل الله
• حسن الخلق
• التفاؤل
• لاتجعل المشاكل تسيطر عليك
• خذ الحياة بهدوء وبساطة
• استعمال الدعابة
• الذكر والشكر الدائم لنعم الله
• تفعيل الجانب الإيجابي والجيد
• ممارسة التمارين (الجسدية والروحية والعقلية).
بعدها تطرقت لمعنى النفس وأنواعها. ومن ثم ذكرت مظاهر وسمات الشخصية الناجحة والتي منها (الثقة بالنفس،عدم تصغير النفس (النظرة الإيجابية والتخطيط للمستقبل)، الدفاع عن النفس، مسامحة الغير، تقبل النقد).
ولا بد من بذل الجهد والرغبة للنجاح، وأعطتهن الأحمد اضاءات لتحقق النجاح فأكدت على امتلاك الإرادة والعزيمة والرؤية الواضحة ومن الاضاءات التي ذكرت أيضاً: (مالم يقتلك فهو يجعلك أكثر صلابة، حاول دائماً استخدام سلاح جديد، الإصرار والرؤية الواضحة يضمنان لك النجاح، وان النجاح لا يعني الحصانة من الفشل والفشل لا يعني استحالة النجاح).
ثم ذكرت الأحمد بعض النقاط التي تساعد على التوازن بين الواقع والأمنيات والتي سَلسلتها بدءاً بـ:
(الصدق - البساطة - التركيز على الرضا الداخلي - أهمية العقل اللاواعي في برمجة النفس والرضا الداخلي - المعتقد - التفريغ - التجديد - طاقة الجذب).
وختمت حديثها معهن بقولها (وأخيرا تذكري أن السعادة كل السعادة حين تصنفين ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه).
وفي نهاية الورشة أبدن البعض آرائهن حول الورشة من النساء والشابات، حيث قالت الست جنان آل ماجد مدربة تنمية بشرية وخبيرة في التخطيط الاستراتيجي: الموضوع مهم جداً نحتاجه دائماً للتذكرة لأن كلنا لديه رغبة بتطوير نفسه، لكن متى يكون هذا القرار حتى يبدأ التغيير. والله سبحانه أودع بنا كلنا طاقات، قدرات، مهارات لكن هي كامنة لا نعلم بما نملك من الامكانيات، فالنقطة الاساسية أولاً أن نعرف وضعنا أين كما ذكرت الاستاذة منى الأحمد حتى نبدأ على أساس ذلك بالتغيير. وذكرت الاستاذة أيضاً نقطة مهمة فعلاً وهي إننا لدينا نعمة إلهية وهي مناسبات ولادات المعصومين ووفياتهم وكل مناسبة نأخذها كتذكرة للاقتداء بهم فكلما نكون قريبين منهم نحقق السعادة.
وقالت منار قاسم خريجة قسم السياحة: الورشة كانت تثقيفية تربوية مفيدة نحتاجها كثيراً وخصوصاً الشابات وكانت بشاشة المدربة ولطفها من العوامل المساعدة لانجاح الورشة وتفاعل الحضور معها.
ومن جانب آخر من الشابات قالت فاطمة باقر طالبة اعدادية:
شي مميز وجداً غريب ليس فقط ورشة تنموية إنما جعلتنا نعيش بعالم روحاني عالم به ربط بالله عز وجل، ربط باهدافنا، وبه ربط بالمستقبل، أعطتنا طاقة ايجابية وتفاؤل بالحياة ونتمنى دائماً تقام هكذا وُرش ودورات.
وقالت أخرى: الورشة حلوة واستفدنا منها معلومات جميلة، صحيح كانت قصيرة لكن استفدنا كثيراً للتغيير في حياتنا ومعلومات جديدة أضيفت لنا.
وعلقت أفراح مهدي طالبة جامعية بقولها: كانت مبادرة جميلة استفدنا منها كالبقية ونتمنى تعاد هكذا وُرش لأننا بحاجة لهذه الورش والدورات خصوصاً بهذا العمر تُنمي القدرات وتكشف الطاقات.
جدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها واعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشؤون الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل واع، وتسعى الجمعية لتحقيق اهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات