في السنوات الأخير اخذت المواقع والبرامج الالكترونية حيزا شاسعا من حياتنا اليومية وبلا شك كان للأطفال حصة كبيرة في عالم الألعاب الالكترونية.
تقول صاحب المدونة النفسية inspire قبل بضعة أسابيع، خرج ابني وابنتي من جلسة للعب على جهاز الكمبيوتر الخاص بهما، وكلاهما مستاء للغاية. لقد كانا يلعبان لعبة متعددة اللاعبين، حيث يمكن لكل لاعب وضع صورة لنفسه، وإنشاء عوالم افتراضية خاصة به، واستكشاف هذه العوالم الخيالية، والتفاعل مع لاعبين آخرين من جميع أنحاء العالم، وتكوين صداقات معهم.
في المرات القليلة التي لعبا فيها من قبل، كانا سعيدين بالدردشة مع الأصدقاء الذين تعرفا عليهم، لقد فوجئت تماما - على سبيل المثال - أنهما كانا يتواصلان مع أصدقاء من مدرستهم القديمة، وكذلك كونا أصدقاء جدد من بلد آخر... لكن في هذه المرة، كانت ابنتي تبكي. سألتهما ما الذي حدث؟ ابنتي لم ترد كانت مستاءة للغاية، ولم تتمكن من الرد بشكل متماسك، بينما أوضح ابني أن بعض اللاعبين الآخرين - وعلى الأخص لاعب معين - كانوا يضايقونها في اللعبة. لقد كانوا يتابعونها، ثم يعلقون على ملفها الشخصي في اللعبة مطلقين عليها أسماء خبيثة، ويخبرونها بأنها تبدو قبيحة، وأنها ليست مرغوبة في العالم الحقيقي أو الافتراضي.. حاول ابني الدفاع عنها، لكن ذلك لم يوقف الإساءة. لقد كنتُ مستاء للغاية، لأنه في غضون نصف ساعة فقط تمكن بعض اللاعبين من جعل ابنتي تشعر بهذه الطريقة.
لكنني كنتُ أكثر خجلا من أنني لم أكن أعرف ما يكفي عما يفعله أطفالي على الإنترنت لحمايتهم. وفي الحقيقة، لم أكن أراقب استخدامهم للشاشة عن كتب كما ينبغي. ماذا كانوا يفعلون في Minecraft؟ هل كانت Fortnite أو Town of Salem مناسبة حقا لابني؟ ألست تعلم أن أكثر من ٦٥ من الأطفال واليافعين تعرضوا للإساءات الإلكترونية؟ ألست تعلم أن استخدام الشاشات الإلكترونية بات يُشكل شخصيات إدمانية؟ وبأن متوسط جلوس اليافعين على الشاشات بات بمعدل ٦,٥ ساعات يوميا!.
ألست تلاحظ تغير سلوكهم الذي أصبح معظمه ينحصر في التحقق المفرط من الرسائل؟ واضطراب روتين نومهم؟ وقلة أنشطتهم؟ وتراجع مهاراتهم الحياتية والاجتماعية؟ وتدني تحصيلهم الدراسي؟ ألست تع الضغوط الهائلة الموجودة على الإنترنت؟ ألم تقرأ الإحصائيات المرعبة للإساءات الجنسية الموجهة للأطفال واليافعات؟ انتهت موجة الأسئلة التي تجلد هويتي كأب بشعوري بالهلع عندما اكتشفت أن هناك ما يدعو للقلق أكثر من مجرد المسيئين عبر الإنترنت، وذلك عندما أخبراني بأنه كانت هناك حالات تم فيها استدراج الأطفال إلى غرف الجنس، أو تعرضهم للاعتداء الجنسي في العوالم الافتراضية، فعلى سبيل المثال، تمت دعوة الصورة الرمزية لفتاة تبلغ من العمر ست سنوات من جهة "صديق" إلى غرفة الجنس ولحسن الحظ، كانت والدتها تجلس بجانبها وأخذت اللعبة على الفور.
يمكن للمتحرشين عبر الإنترنت الذين يتظاهرون بأنهم أصدقاء لطيفون أيضًا إغراء الأطفال، وذلك من خلال دعوتهم للقاء على منصات أخرى مثل Facebook و Snapchat و Skyp .
تنفست الصعداء لأنني علمت أن أطفالي ليس لديهم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي هذه. لكنني أعلم أيضًا أنه ستكون هناك ألعاب جديدة سيرغب أولادي في لعبها، وسيكون معها الطلب المعلق لشراء هاتف محمول وجميع الأشياء الأخرى التي ستأتي تبعاً له من خلال هذه الحكاية وغيرها.
لذا سيكون من المهم جدا أن نضاعف حذرنا تجاه أطفالنا ونكون على اطلاع بطبيعة المواقع والبرامج التي يستخدمونها ونكون حريصين في متابعتنا لهم.
اضافةتعليق
التعليقات