• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بوتقةُ المعنى بين ثنايا المنقذ

نرجس العبادي / الأحد 20 آذار 2022 / اعلام / 2476
شارك الموضوع :

نشأت حواسُ الإنسان بين الجزئيات المادية التي شكّلت بصورة طبيعية العالم الذي يحيطه ويترعرعُ به

لقد اختلفت عوالم الرب مُنذُ بدء الخليقة بين الملموس والمحسوس حتى وصل البشر إلى العالم الأرضي، الذي اقتضى منهم نسيان المحطات السابقة وامتلاك إدراكٍ واحد وهو إدراك عالم "هنا والآن".

فنشأت حواسُ الإنسان بين الجزئيات المادية التي شكّلت بصورة طبيعية العالم الذي يحيطه ويترعرعُ به، فكان هذا المنطلق الأقوى الذي يعزز استباقية البشر إلى الإيمان بالمادة قبل أي مفهومٍ معنوي، ولكن الفطرة البشرية خُلقت لتنمو وتتطور حتى ترتفع بالإنسان إلى مستويات فكرية وروحية تترجم المرحلة التي يقف عندها وتكشف لهُ الروابط الحقيقية لهذا العالم وهي روابط المادة بالمعنى، تلك التي تحتاجها البصيرة حتى تكتمل بها الصورة الكبيرة لرحلة البقاء والفناء .

ولكن هذه الروابط كانت ولا زالت قيد التكذيب والتسويف والعمل على إحلال متانتها من قبل القوى الداخلية (التي تمثّل صراعات النفس) إضافة إلى قوى العالم الخارجي، لكي تغدو أفكاراً من نسج الخيال ولا يمكن للعقل أن يتفاعل معها، هذا ما أرادته كل الحركات الإلحادية والمادية التي ظهرت منذُ الأزل، فقد تعالت أصوات الإلحاد للتنكيل بفكرة الخالق بغض النظر عن صحة المذهب الذي يدعو إليه، فقد سجّل التاريخ أول حركة إلحادية ظهرت في الهند قرابة 1000 عام ق.م والتي يمكن اعتبارها كأبجدية للإلحاد؛ والتي تمردت فيها على إحدى المخطوطات الدينية في الهند وهي ما يدعى ب Rig-Veda" "، فكانت بمثابة الحلقة الأولى لسلسلة الانفصال عن عالم اللاورائيات.

وقد تواترت بعدها الانتفاضات المتمردة بأشكال متعددة، قد تنتمي بعضها إلى المدرسة العلمية المادية وقد تكتسي الأخرى أوشحة الدين المتجدد، فقد ظهرت فلسفات متعددة جابت بقاع العالم بأريحية علمية تامة، كفلسفة ديموقريطيس التي جردت عالم المادة من وجود إله عظيم، إضافة إلى فلسفة إبيقور الذي ضعّف فيها فكرة القدرة الإلهية وضلالة تدبيرها مما آل بحشر واسع من الناس إلى الانخراط  في تلك الفلسفة مستفيدين من منطق الضحية والجلاد.

أما ما حملهُ الجلباب الديني المعاصر هو مزج المنطق الركيك الذي لا يستند على الأسس القويمة مع نكهاتٍ إلحاديةٍ مُسيّسة لكي يخرج الركن الديني إلى العلن وكأنه ينخرُ بعضهُ بعضاّ، فمنهم من أسقط قضايا دينية ثابتة وآخرٌ انتهج لنفسهِ خط ذهابِ وإياب ليغدو بين يدي المتلقي كمرجعٍ مستقيم، كمنهج "أحمد الكاتب" وغيرهُ من المروجين للعولمة المدسوسة.

فيأتي السؤال الأكبر.. إلى ماذا تُمهّد فكرة إحلال روابط المعنى والتمسك بالغيبيّات؟

قد يتهّمنا البعض بإيماننا اللامتناهي بمنطق المؤامرة والذي ينمُّ بمنظورهم عن تخلّفٍ ملحوظ وإحالةٍ إلى سوداوية مطلقة، ولكن .. لكل فعل دافعٌ خاص ولكل فكرةٍ منهجٌ يستحثُّ بزوغها، فلماذا قد تهتمُّ النزعات البشرية السياسيةُ منها والفلسفية إلى دحض فكرة الخالق وارتباط عوالم المادة بمعانيها ما لم تتحتم هذه المعاني في فكرة عظيمة كفكرة المنقذ الذي يحملُ مرآة يخافها أشاوس الغرب وحكّامها؟ وإن كانَ المعنى السماوي ليس لهُ مكانٌ على الأرضِ كما يزعمون فلماذا يجنّدون جيوش الأرض لمحاربة اللاشيء؟

إن خوف المجتمع المتمدّن قد آل به إلى منهج إنكار ما لا يُرى بالعين المجرّدة، وكان هذا الميدان الأنسب للتنكيل بأي فكرة قد تُخرجهم من دائرة الراحة كما يسميها العلم الحديث، فكانت ولا زالت فكرة وجود إمام وحجة يقود الأرض ويعمل على توازنها هي فكرة تُخلخل توازنهم وتكشف لهم فداحة المنهج الذي اتبعوه والذي بدأ انحرافهُ منذ أن أعلن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ثبات الإمامة السماوية، فضغينة البعض آنذاك قد آلت بهم إلى جرأة هدم فكرة الخالق لئلا تؤدي بالأمة إلى النصرة التامة للحجة على حساب مصالحهم الدنيوية، ومن هنا نستدل على أن الإلحاد والعمل على طي صفحة المعنى هي خطوةٌ احترازية قد قام بها من الأقدمون الذين تيقنّوا من زوال المادّة.. لكي ينتزعوا هذا اليقين من مجتمع الحاضر، فالخوف من الزوال قد أودى بهم إلى إنكار أعظم وجودٍ خالد .. وهو الحجة المنتظر(عج).

الامام المهدي
الانتظار
التاريخ
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    آخر القراءات

    أنفاسُ النور

    النشر : الأحد 29 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف أكون شخصا عاديا؟

    النشر : السبت 07 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    أول امرأة سوداء متحدثة باسم البيت الأبيض

    النشر : السبت 07 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    البلسم الشافي لأمراض شبابنا المعاصر في فكر الامام الشيرازي

    النشر : الخميس 06 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    صحتنا وسعادتنا بيد نظامنا الغذائي!

    النشر : الثلاثاء 09 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    مصابيح الضوء الأزرق خطيرة للغاية.. تجنبها فورا

    النشر : الأثنين 17 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 603 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 406 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 400 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 387 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 353 مشاهدات

    حلالٌ لهم.. حرامٌ علينا

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3629 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1484 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1297 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1164 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1104 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 931 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محرّم في زمن التحول
    • منذ 24 ساعة
    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع
    • منذ 24 ساعة
    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟
    • الثلاثاء 01 تموز 2025
    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • الأثنين 30 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة