• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حذوة الإرهاب المعاصر من التأريخ الإرهابي

ليلى قيس / السبت 12 آذار 2022 / اعلام / 1655
شارك الموضوع :

لن يعد بمقدور أفراد تلك المجتمعات التفريق بين المناضل والمجرم، ولربما عدّوا الإرهابي بطلا ومقدسا فيهم

يبدو الإرهاب في نشأته قديما قدم التاريخ الإنساني كما جاء في القرآن الكريم، ليمثل الحسد والحقد والأعميان، دافعا وراء أول حادثة عنف واعتداء كما جاء في قصة ابنيّ آدم أبو البشر، وما كان من قتل قابيل لأخيه البريء هابيل فيصف القرآن الكريم قابيل بصفات عدة منها الإثم والظالم والخاسر.. وغيرها، وأخيرا فما جاء في القرآن يروي عن جزاء قابيل في الآخرة وهو عذاب الجحيم، ويدعو الناس أيضا إلى لعنة قابيل، بغية تعريف الأجيال الإنسانية في كل زمان من حلول غضب الرب على كل من يحاول التشبه بظالم أو إرهابي أو من إتخاذ أمثالهما قدوة، لأن مصيره سيكون كمصير قابيل (عليه اللعنة).

ولعل بعد عرض نموذج صريح من أعظم مرجع عند المسلمين، والذي يبرز موقف الإسلام من العنف والظلم والإرهاب فإن سؤالا فطريا قد يعترض القارئ، مفاده هو أن ابن لادن وجماعته ما لم تخفى عليهم حرمة الإعتداء على الأبرياء فلماذا لم يلتزموا بتعاليم الإسلام من نبذ للعنف واسالة الدماء؟.

أما عن التربية والتوجيه لشخصية الفرد المسلم فقد يفرض الإسلام على أتباعه إقصاء أي شعور (وإن قل) لكل أنواع التعدي والتجاوز على حقوق الآخرين، لا بما يختص بالشأن البشري وحسب، بل وسائر الأحياء من غير مبرر أو بتعمد، وهو ما نبه إليه أهل البيت عليهم السلام في سير حياتهم، ومثال ذلك نجد الامام علي عليه السلام يوضح مثل هذا التلاق بين إرادة الخالق العظيم وبين كدح مخلوق صغير، وذلك لما رأى نملة تنتقل إلى مخبئها قطعة من الشعير فالتفت إلى أصحابه من المسلمين ليعلمهم كما تعلم هو من نبي الإسلام محمد عن مواضع غضب الرب قائلا بما معناه، لو ملكت الكون على أن أعصي الرب بسلب هذه النملة قطعتها من الشعير، لن أفعل.

إذن فالدنيا بسماواتها وأرضها لا تساوي عند المؤمن شيئا إذا ما تعارضت وإرادتها الرب والتي تتجسد في حقوق كل مخلوق بريء، فضلا عن الإنسان البريء.

وبطبيعة الحال فإن المجتمعات التي تضطرب فيها مقاييس العطف والرحمة ولا يضع تأريخها حدودا بين الحق والباطل، فلن يعد بمقدور أفراد تلك المجتمعات التفريق بين المناضل والمجرم، ولربما عدّوا الإرهابي بطلا ومقدسا فيهم، فلا ينتظر من مجتمع كهذا سوى انتاج الجور والإرهاب، إذ أن تاريخ مثل تلك المجتمعات يشكل الظلم والإرهاب جزءا من مثالياته ومقدساته ويرتبط به ارتباطا عضويا.

ومثال أول ما ذكرنا، المجتمع الذي ينشأ أفراده على قصص بطولات أجداده الأوائل في إيذائهم وظلمهم والمؤامرات التي حاكوها لسيدنا المسيح للتخلص منه فهل نعجب أن يختار المجتمع الإسرائيلي اليوم قادة له من أول سماتهم التعدي وصناعة الموت والمجازر بحق الأطفال والنساء والرجال مثل (دير ياسين) ومرورا بغيرها مثل (صبرا وشاتيلا) وليس انتهاءا بالمذابح المتوالية في قانا وغزة؟ ذلك لأن المجتمع الإسرائيلي هو ابن تأريخه وهو بالضرورة يقلد تاريخه العدواني.

وأتباع التطرف في كل إتجاه ديني يمارسون نفس السلوكيات وحتى فرقة المتشردين عندنا في الدين الإسلامي والذي يعرف عن أتباع تلك الفرقة بين المسلمين اليوم بالخوارج الجدد من حذوهم لقناعات مشبوهة والذي أنتجها لهم تراث تأريخي مشوه، حتى أن من طبيعة أفكار متشدديها أنهم لا يجدون أي ضير في ظلم وإرهاب تأريخيين لخليفتين مجرمين مثل يزيد ومعاوية بالرغم مما تشهد مصادر التأريخ بذكر مجازرهم ومهاجمتهم للأبرياء والصالحين أو ما مارسوه بحق أحرار العرب والمسلمين وقتذاك، فلا عجب اليوم أن تمتد أيادي أشقياء تلك المجموعات لتفتك بأرواح مئات الأبرياء والمدنيين سواءا في مسيرات عاشوراء أو قطارات مدريد إذ إن أولئك الأشقياء هم أبناء تأريخهم الدموي، ومن الطبيعي أن يقلدوه.

المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب (the target) لمؤلفه نبيل رضا
الانسان
الارهاب
الفكر
المجتمع
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    تصفح الإنترنت وأثره على العقل الباطن للإنسان

    النشر : الأحد 25 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اليقظة الذهنية القائمة على التأمل.. مهارة اليابانيين في الحياة

    النشر : الأثنين 01 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ما سر اشتهاء المرأة للحامض أو الحلو أثناء الحمل؟

    النشر : الخميس 25 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف يتم علاج الصدمات النفسية عند الأطفال؟

    النشر : الأحد 06 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    كتب تَبْنِي مجتمعات

    النشر : الأربعاء 12 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    أقلُ الحُسنَيين نصراً وشهادة

    النشر : الأثنين 29 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 825 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 433 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 403 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 387 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 346 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 326 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1268 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1189 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1120 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 825 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 662 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • منذ 24 ساعة
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • منذ 24 ساعة
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • منذ 24 ساعة
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة