عندما يعجز العدو عن السيطرة على شعب ما وتحقيق أهدافه عن طريق القوة العسكرية, يلجأ الى القوة الناعمة, وهو مصطلح قديم جديد تستخدمه كل الأطراف المتقاتلة في أي صراع يقوم في العالم.
وفي مجتمعنا العربي والاسلامي ايضا, استخدمت قوى التكبر والظلم كل أشكال الحروب المباشرة والغير مباشرة, المادية والمعنوية, ومنها الحرب الناعمة والتي استخدمتها بأشكال مختلفة وصيغ عديدة لتواكب متطورات العصر, واستهدفت بها كل شرائح المجتمع, كبارا وصغارا, رجالا ونساءا.
ماهي القوة الناعمة؟
لم يكن هذا المصطلح سائدا في بلداننا, فقد كنا نستعمل عبارت الحرب النفسية والدعاية و غسل العقول وغيرها, وهي تشبهها الى حد كبير, الا ان هذه المصطلحات تستخدم بشكل أكبر للتأثير على القيادة والرأس من الحكومة والجيش والمنظومات العسكرية والامنية والى ذلك, وتركز على تحطيمهم بشكل شبه مباشر عن طريق الضغوطات فإن ضعفت هذه المنظومة ضعف بقية الناس.
أما القوة الناعمة فهي تركز على أساليب الجذب ومن دون ان يلتفت اليها احد ولاتترك وراءها اية بصمات وهي تستهدف الجميع وبوسائل يستخدمها اغلب الناس.
ونحن نذكرها هنا ونقدمها بمعناها السلبي ومصدرها الاعلام الغربي المناوئ, فهي حرب تشن من أعداء الدين والقيم والمبادئ الاسلامية, وإلّا فان الانسان يستطيع ان يوظفها لفعل الخير والتبشير لدين الحق فهي تعتمد على العلم و تستخدم مفاهيم نفسية مدروسة ومجرّبة تساهم في تغيير الشخص المقصود.
وأبرز من عرّفها جوزيف ناي وهو من أهم الشخصيات الامريكية الذين كتبوا عن هذا الموضوع وله كتاب بإسم القوة الناعمة ويعرّفها بقوله:
القدرة على الحصول على ماتريد عن طريق الجاذبية بدلا من الارغام.
اذن, للقوة الناعمة أساليب ووسائل وتتمثل في وسائل الاعلام والاتصال والتكنولوجيا المختلفة من قنوات فضائية ومواقع الكترونية ومجلات ومراكز ثقافية.....الخ.
وبالتالي فإن كل ما نتعرض له ونراه ونستخدمه في وسائل التواصل الاجتماعي ماهو الا جزء من هذا المفهوم.
علاقة المرأة ودورها في الحرب الناعمة
يعتمد الاعداء على عدة أدوات في هذه الحرب, وأهمها على الاطلاق المرأة, فهي أساس المجتمع ومكونه النصفي وعنصر رئيسي في التربية والتنمية والتطور الأسري والمجتمعي.
لذلك فإن القوى المعادية للاسلام تستخدم الوسائل الاعلامية والتجارية التي تستمد قوتها من تأثيرها العاطفي الموجود بشكل أكبر عند المرأة.
وبعد اسقاط المرأة وتقويض مكامن قوتها الدينية والعقائدية,فبعد ذلك يسهل اسقاط الاخرين بنفس الفخ المنصوب بدقة وحرفية عالية.
وعليه فإن كل مسلسل اوبرنامج او مقالة اوكتاب اوتغريدة او بوست يروّج للفكر الغربي ومبادئه وافكاره وتظهر المرأة فيه بصورة المتحررة الحضارية ذي العلاقات المفتوحة التي لا تحدها دين ولا عرف, فذلك هدف تحقق ونجح و له قوة تأثير تعادل بل تفوق مايحدثه الرصاص والقنابل والتفجيرات.
وهذه الحرب قد شنّت منذ القدم لكنها اليوم تُقدم بشكل مغري وجميل وأخطر على العقول والقلوب , ف رسول الله (ص) قد أشار اليها في الكثير من الاقوال والاحاديث ومنها قوله:
كيف بكم إذا فسدت نساؤكم , وفسق شبابكم , ولم تأمروا بالمعروف , ولم تنهوا عن المنكر.
فقيل له: ويكون ذلك يارسول الله؟
فقال: نعم وأشر من ذلك, فكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف.
فقيل له: يارسول الله ويكون ذلك؟
فقال: نعم , وأشر من ذلك فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروف.
نعم فالنبي محمد(ص) قد كشف جهود الاعداء في قلب المبادئ وطمس الهوية الاسلامية وقد بدأ بفساد النساء فهم المقدمة لفساد المجتمع.
وهذه الحرب الشعواء قد استخدمها إبليس وجنوده منذ فجر التاريخ فهو يخاطب الله عزو وجل بعد طرده من جنان الخلد بسبب ابو البشرية آدم ويذكره القرآن الكريم قال ربي بما اغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم اجمعين. الا عبادك منهم المخلصين.
وتأسيسا على كل ذلك, لا سبيل لمواجهة هذه الحرب سوى بالحرب المضادة وكما يقول القانون الفيزيائي ان لكل فعل رد فعل يساويه بالقوة ويعاكسه بالاتجاه وكذلك يجب ان نقاوم المد الفكري المستورد وذلك يتم بطريقتين:
1. تعريف الناس بأدوات التخريب والفساد فالكثير منهم يجهل غاياتها, ونلفتهم الى خطورة هذه الاساليب والقيم التي يقبلها العقل اللاواعي نتيجة الكثافة والتكرار المتعمد في بثّه ولاسيما على النساء والاطفال.
2. كما ان الامراض تنتشر وتتكاثر في كل مكان وفي كل بيئة, لكنها لاتصيب الا الانسان القليل المناعة والبيئة الاكثر تقبّلا , وهنا تأتي أهيمة الوقاية والتحصين ويتم ذلك بإشغال الناس وخصوصا المرأة بقضايا دينية واجتماعية وانسانية تغنيها عن المعروض في وسائل الاعلام المناوئ.
و اما بالنسبة للمصاب فان ارادة الشفاء نصف الشفاء, فيجب ان يشعر بفداحة ماهو فيه لكي يتغيّر و الجميع مطالب بتحمل مسؤولية التغييرو الدفاع عن مفاهيمنا الاسلامية في وجه هذا الغزو عن طريق التوعية والتثقيف ف كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
وكما تسلّح شبابنا الباسل وانطلق الى ساحات الوغى مدافعا عن الأرض والاهل في وجه الارهاب ومموليه وراعيه, حري ببقية المجتمع ولا سيما النساء بالمقاومة والصمود و التسلّح الثقافي والديني وبذات الادوات والوسائل الاعلامية والثقافية التي استخدمت ضدنا وكذلك تنمية الاعلام النسوي وتفعيله, فيفشل العدو بتحقيق أمله الاخير في الوصول الى مآربه بالحرب الناعمة بعدما فشل بتحقيقها بالقوة.
اضافةتعليق
التعليقات