كانت ولا زالت الضفة الغربية من العالم تلعب دورًا رئيسيًا في إسقاط الشرق، لما لها من مصالح اقتصادية وسياسية تكمن في ثنايا هذه الارض سواء من موروث مادي كالنفط وغيره من الخيرات، او موروث معتقداتي كالدين الاسلامي..
ولما يشكله قوة الاقتصاد بالاضافة الى القوة الكبرى المتمثلة بالاسلام خطرًا كبيرا على مصالحهم تمركز هدفهم الاول على تهديم المبادىء الاسلامية والاستحواذ على العقول بجانب الاستحواذ الاقتصادي الذي يعد الطريق المبلط للوصول الى مبتغاهم.
ولتخريب أي أمة يبدأ العدو ضرباته من الداخل، فيرسل عملاءه وشخصياته الخبيثة المنمقة بشكل ينسجم مع الأمة ويتناغم مع اوتارها ثم يدخل أفكاره المنحرفة الى الأمة بعدما يصبح واحدًا منهم ظاهرًا وباطنا يحمل التكفير والتخريب.
فبعد السنوات السوداء التي خيمت على العراق بحكم الجائر صدام حسين وما لقاه الشعب العراقي من الظلم والتعذيب والتدمير الكامل لشخصية الانسان في حكمه تخلص من ذلك النظام الدكتاتور واسترجع كرامته بعدما انتهكت واغتصبت على يد الحكم البائد..
فعاد العدو مرة اخرى بغرز اظفاره السامة في كبد المجتمع محاولًا بذلك زعزعة الوضع السياسي بدءًا من اهم شريحة في المجتمع الا وهي مجتمع الشباب الذين لا يتذكرون تاريخ صدام وجرائمة او لم يعاصروا حكمه حتى، عن طريق مكائنه الإعلامية الخبيثة في تشويه حاضر اليوم ليبدو الأمس ابيضًا نقيا!.
من خلال استخدام أقدم وأقذر اداة الا وهي تهذيب صورة الطاغية صدام في الاعلام والواقع المجازي لكسب الشباب من خلال سوء الوضع الاقتصادي والسياسي والخدمات لتبيان بأن الوضع في زمن صدام كان افضل من هذا الواقع وتحريف الوضع السياسي الذي كان في زمن صدام، هذا كله بهدف تخريب الوضع وفتح المجال للعدو لاسترجاع الحكم من ذلك والسيطرة على اوطاننا سياسيًا مرة اخرى واكتناز الثروة والسلطة وتهديم الاسلام الذي يشكل الخطر الاول على دولتهم الملعونة..
هذا ما يفعله العدو مع شهداء أمس ولو التزمنا الصمت سيفعلون ذات الشيء مع شهداء اليوم وكيفما زوقوا صورة صدام ووضعوا على اسمه الإكليل سيفعلون ذات الشيء مع داعش وسيصبح داعش المظلوم المكافح وشهداء الحشد والجيش هم الظالمون والسفاكون للدماء ولو حكموا بلادنا داعش لكان الحال افضل! مثلما يحصل اليوم تجاه النظام البائد كما يقولون احفاده الادعياء (الف رحمة على صدام والله ياريت لو يرجع وكته)!.
والطريقة الوحيدة للوقوف بوجه ما يحصل اليوم هو رد الضربة بالضربة نفسها ولكن بيدٍ اخرى عن طريق تفعيل الاعلام الاسلامي وتكرار فواجع الشهداء والحرق والقتل والتعذيب وانتهاكات العرض الذي استمر عشرات السنين من قبل صدام واحياء تاريخ المجاهدين والمقاومين بوجه الطاغوت وتخليد المواقف المشرفة لشهداء العقيدة، من خلال المعارض والمهرجانات وتعظيم المناسبات الخاصة بالانتصار، وإصدار الكتب وتخليد قصص الشهداء وانجازات الجيش وتكرارها على مر العصور وتذكير الأجيال بما حصل..
وادخال الحادثة في المناهج الدراسية وتذكير العالم بذلك دائما وابدا، لأن السكوت يميت الضمائر والذاكرة تنسى ما لم يصعقونها ويذكرونها بالأحداث بين فينة وأخرى لتستوعب فواجع العدو ومجازره مع الأمة، اذ ان السكوت هو الذي جعل العدو يستفحل على الأمة والدين، بينما تفعيل الاعلام الاسلامي هو الذي سيقوّم هيبة الأمة، ويهبط مساعي العدو للنيل من المجتمع الاسلامي، لان المجتمع الذي ينسى عدوه حتمًا سيستعبد وينتهي على يده!.
اضافةتعليق
التعليقات