اليكِ ايتها الجميلة... هذه الرسالة من والدة "عباس المحمداوي"، الشاب الذي ضحى بنفسه من اجل عينيكِ البنيتين، الشخص الذي لم يرضَ ان يقترب أحد من حاشية عفتك...
انا اُم ذلك الولد الذي عندما سمع بأن داعش تغتصب اخواته العراقيات فزَّ من مكانه وارتدى زيه العسكري وحمل السلاح وهبَّ الى العدو رافعاً راية الله أكبر.
ولأني أخاف عليك وعلى طهارتك قلت لولدي وحبيب فؤادي:
اذهب برعاية الله، شرف اخواتك أولى من حاجتي اليك... وذهب الى المعركة واشترى بدمه حياءك...
وبعد استشهاده وجدنا لكِ من ولدي عباس رسالة خاصة أرى ان من واجبي نقلها لكِ:
"اخيتي في الله، دافعت عن شرفكِ بدمائي، لخاطر الزهراء لا ترخصي دمي بسوء الحجاب".
هذه كانت الرسالة الاولى.
الرسالة الثانية:
ألف سلام على طهارة روحكِ... وجمال قلبك، معكِ زوجة الشهيد "محسن"، ذو السبعة وعشرين عاماً.
الشاب الذي تركني وترك ابنه البالغ من العمر سنتين والتحق بالجهاد، كي نعيش انا وانتِ بعزة وكرامة..
لقد كان زوجي يحب العلم كثيراً، واوصاني بإكمال تعليمي حتى بعد استشهاده لأصبح خير مثال للمرأة الزينبية المتعلمة.. وأكسر قواعد الجبت واجلس على كراسي العلم بحجابي الزينبي رغماً عن انف كل من قال بأن التطور وطلب العلم مربوط بالسفور والبهرجة..
سأحقق مناه والبي وصيته.. سأثبت بأن دماءه في صون الوطن والعرض لم تذهب هباءا، سأكمل المسيرة الجهادية التي بدأها بعلمي وقلمي وحجابي..
ماذا عنكِ انتِ؟
هل سترضين ان يصنع الغرب منك العوبة؟، ام ستكسرين انوف الكفر والعصيان مثلي؟.
الرسالة الثالثة:
سلامُ وألف محبة لك يا صديقي... كيف حالك؟، انا من أقارب الشهيد "إبراهيم حسين"، الذي استشهد دفاعاً عن هذه الأرض الزكية، هل تعرف يا صديقي بأن الشهيد إبراهيم كان ضعيف النظر ويلبس النظارات الطبية على الدوام؟، لكنه كان يخلعها في حال إذا خرجنا لزيارة المراقد المقدسة ليلاً، ويطلب مني ان انتبه لشكل نعليه كي لا يشتبه عليه، وعندما سألته لماذا لا تلبس النظارة عند الخروج؟، هل تعرف ماذا قال لي؟
قال:
"اخلعها عندما اخرج، حتى لا ابتلى بنظرة محرمة".
الرسالة الرابعة:
السلام على روحك الدافئة يا رفيق... كيف حالك وكيف الزمان معك؟ كيف حال الناس؟، هل لازالوا لطفاء ام غيرتهم كدورة الأيام وظروف الحياة؟.
أتمنى ان تكونوا بألف حبٍ وسلام... انا أحد معارف الشهيد "جاسم شبر"، الذي استشهد وهو يدافع عن هذه الأرض المقدسة.. الشهيد الذي هزته الغيرة عندما سمع بأن أبناء بلده يتعرضون للمهانة والقتل!.
ويذكر عندما كان يعمل الشهيد في بناء مقر المديرية، اقترب منه أحد وسأله هل انت مدير هذا المكان؟، فأجابه: نعم.
فقال له بلهجةٍ عراقية: (انت مو مدير شو تشتغل عماله؟)
فقام سيد جاسم بقطع قطعة من كيس الاسمنت وكتب عليها الكلمات الآتية:
"إنما المؤمنون أخوة"
الرسالة الخامسة:
اهلاً يا رفيق... كيف هي ايامك مع هذا الشتاء البارد؟، أتمنى ان يكون قلبك دافئاً، وضميرك كذلك...
انا من معارف الشهيد "حسين عماد الحجاج"، الذي ترك كل شيء خلفه والتحق بالحشد الشعبي للدفاع عن ارضه من التكفيريين الدواعش.
لقد كان حسين مهندساً في شركة نفط، ورجل اعمال ثري، يمتلك شركات عديدة ويجيد ٧ لغات وقد زار اغلب دول العالم.. كان يمتلك الكثير من المال!، الاّ انه استبدل ترافة الحياة الزائلة بنعيم الآخرة...
في هذا الجو البارد كان يقاتل "حسين" خلف سواتر الحرب دفاعاً عن الأرض والاهل نيلاً للثواب، فهل تستطيع ان تجازي نفسك بالقليل من ثوابه، وتدخل الدفيء على قلوب الفقراء؟.
-"صديقتي العزيزة، وصديقي الحبيب، تذكر دائماً ان كل شهيد يترك خلفه ومضة هداية، تسعى بقدرة الله على انقلاب الحال بين الكاف والنون.
ابحث عن هذه الومضة المباركة بين دواخل نفسك، علَّ الرحمة الإلهية تلتمس الحال وتنير بها عتمة روحك."
اضافةتعليق
التعليقات