هل عمليات التجميل هي إخفاءً للقبح وطمساً لهوية لم نعد نحتمل مواجهتها في المرآة؟، أم أنها حق مشروع لتعديل المظهر ولتحقيق صورة ذاتية تعكس رؤية للجمال نطاردها في عيون الآخرين؟
لقد طرأت على مجتمعنا الكثير من الأمور التي غالبًا ما تكون غير مقبولة، ولكننا نكون مجبرين أحيانًا على تقبلها ولكن بعضها قد يزيد عن الحد المعقول.
إن تطور الزمن والطب خاصة قد يكون من الأمور الجيدة التي يتفاءل بها الإنسان كونهُ تطور في صالح الناس وفرصة للإستمتاع بالحياة وبعض الأحيان يكون إمتداد لعمره؛ ولكن ما وصل إليه الطب الآن يجعلنا لا نرتضي التطور فقد اصبح طمسًا للهوية.
فقد اصبحنا في زمن يَصلح ان نطلق عليه زمن فقد الهوية ، كما أصبحنا لا نميز الفرق فهم عبارة عن نُسخ متطابقة من الوجوه لصالح قوالب جاهزة وغابت بصمة الهوية ولا فرق بين الوجه والوجه الآخر!.
فعمليات التجميل تُعَد ظاهرة متزايدة في عالمنا المعاصر، حيث يسعى الكثيرون لتحسين مظهرهم الخارجي وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. ومع ذلك، فإن هذا التوجه قد أدى إلى ظاهرة ملحوظة وهي تشابه الوجوه بشكل كبير بين الكثيرين.
في هذا المقال، سنتناول أسباب هذه الظاهرة وآثارها على المجتمع.
فقد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا المعاصرة، وقد يُقَصر البعض في مأكلهِ وتوفير بعض الأمور المهمة في حياته لغرض تحقيق الهدف والهوس الذي أصابه ، حيث يلجأ الكثيرون إلى المراكز بحثًا عن تحسين مظهرهم الخارجي وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. ولكن، هل هذه العمليات مجرد وسيلة لتحقيق الجمال المثالي، أم أنها تحمل في طياتها مخاطر صحية ونفسية؟
واحدة من الدوافع للجوء لعمليات التجميل هي الرغبة في إخفاء العيوب الخُلقية أو المكتسبة، لغرض زيادة الثقة بالنفس فألإعتقاد بأن المظهر الجذاب يساهم في تحقيق النجاح في الحياة لدى الكثير من الناس ساد مؤخرا.
كما مواكبة الموضة فإن الرغبة في الظهور بمظهر عصري يتناسب مع الزمن اصبح من المعايير الجمالية السائدة.
تشمل عمليات التجميل مجموعة واسعة من الإجراءات الجراحية وغير الجراحية، مثل المناطق، وزراعة الشعر ، وشد الوجه، وتجميل الأنف والذقن وغيرها الكثير. الجراحة: شفط.
غير الجراحية: مثل البوتوكس، الفيلر، الليزر.
أما المخاطر فكثيرة وحسب نوعية العملية ، على الرغم من الفوائد التي توفرها عمليات التجميل، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر عديدة، منها المضاعفات الجراحية كالنزيف، العدوى، التندب وقد تحصل نتائج غير متوقعة وقد لا يحصل المريض على النتيجة التي كان يتوقعها خصوصًا المخاطر النفسية كالإدمان على العمليات، والاكتئاب، واضطرابات القلق.
ولا ننسى أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي تفرض علينا معايير جمال محددة تعتمد على ملامح معينة، مما يدفع الكثيرين إلى السعي لتحقيق هذه المعايير من خلال الجراحة التجميلية تقليدًا للمشاهير إذ يرغب العديد من الأشخاص في أن يصبحوا نسخة طبق الأصل من المشاهير الذين يُعجبون بهم، مما يؤدي إلى انتشار ملامح معينة متشابهة بشكل واسع.
وهنا لابد من توعية المجتمع والشعور بأهمية القبول الذاتي واحترام الاختلافات الفردية، كما لوسائل الإعلام دور هام إذ يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا إيجابيًا في تشكيل صورة إيجابية عن الجمال، بعيدًا عن المعايير الضيقة التي تُطرَح في الساحة الآن.
ولا ننسى الأطباء، فالأطباء لهم دور كبير فيجب على الأطباء التجميليين أن يشجعوا المرضى على اتخاذ قرارات مدروسة، وأن يركزوا على تحسين مظهر المريض بشكل طبيعي وقبول شكلهم والعمل على التشوهات الخُلقية التي يكون إجراء عملية لها من صالح المريض.
فظاهرة تشابه الوجوه نتيجة لعمليات التجميل ظاهرة مقلقة، حيث تفقد المجتمعات تنوعها وتفردها لذا يجب علينا جميعًا العمل على تغيير هذه المعايير والتركيز على الجمال الطبيعي والقبول الذاتي.
فلو كان المجتمع يهتم بتجميل افكاره كما هو مهتم في تجميل شكله ومظهره الخارجي لما وصلنا إلى ما عليه الآن من تردي في العقول.
اضافةتعليق
التعليقات