إن الزواج أحدُ النعم التي امتنّ الله تعالى بها على عباده، وجعلها أمراً محبّباً ومرغوباً من قِبل الإنسان لتكون وسيلةً لاستمرار النسل البشريّ. وقد حثّ الإسلام على الزواج وجعله واجباً في حقّ مَن يقدرُ عليه وخاف على نفسِه الوقوع في الحرام، كما جعلَه سُنّة في حقّ من قدر عليه حتى لو لم يخشَ على نفسِه. البعض يفكّر في العزوف عن الزواج هرباً من مسؤوليّاته ومتاعبه، لكن لو علم ما فيهِ من فوائدَ دينيّة ودنيوية لأقبل عليه بلا تردّد.
في هذا الملف سنتحدّثُ عن فوائد الزواج.
فوائد الزواج للزواج فوائد عديدة منها:
١- امتثال لأمر الله تعالى في إعمار الأرض.
٢- اكتساب الأجر في تطبيق سنّة النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-، فبالنيّة الصالحة يتحوّل كل عمل حلال إلى عبادة.
٣- حصن منيع من الوقوع في الحرام، وسبب لعفة النفس.
٤- استقرار للنفس ومصدر للأمن والطمأنينة، هذه فطرة البشر، فالرجل بحاجة للمرأة، والمرأة بحاجة للرجل، وإن بقي أحدهما بلا زواج مع قدرته على ذلك سيفتقر لكثير من الحاجات التي ستنعكس عليه إيجاباً لو حصل عليها.
٥- المحافظة على نسل البشر بإنجاب الأطفال الذين يزيدونَ عدد المسلمين، وبالتالي المساهمة في صلاح الكون.
٦- اكتساب الأولاد الصالحين الذي يدعون لآبائهم في حياتهم وبعد مماتهم، وهم صدقة جارية لهم.
٧- سبب للغنى والتخلص من الفقر.
٨- التعاون بين الزوجين للقيام بأعباء الحياة، فتقوم الزوجة بما يناسب طبيعتَها من تدبير المنزل والاهتمام بالأطفال وغير ذلك، كما يقوم الرجل بوظيفته في السعي من أجل لقمة العيش، والإشراف على البيت والعون في تربية الأولاد.
٩- حصول الجسم على كثير من الفوائد لصحّتِه ونشاطه.
وكذلك وجد الباحثون أن الزواج مفيد للصحة النفسية والجسدية، وأن الأزواج يحصلون على مقدار أكبر من السعادة مقارنة بغير المتزوجين، وفوائد أخرى نعرض أبرزها هنا.
1- نمط حياة صحي
تؤكد منشورات كلية الطب بجامعة هارفارد أن الزواج مفيد للصحة، فالمتزوجون يتمتعون بصحة أفضل من أقرانهم غير المتزوجين، وتحديدا الرجال، كما تقل نسبة الوفيات بين الرجال المتزوجين مقارنة بغير المتزوجين.
وتعود الأسباب إلى أن احتمالات التمتع بصحة بدنية أفضل ترتفع في حالة الزواج، فغير المتزوجين والمطلقين والأرامل لا يحصلون على رعاية غذائية مثل المتزوجين، كما أنهم أقل عرضة لممارسة الرياضة وأكثر عرضة للتدخين بشكل مفرط والانخراط في سلوكيات خطرة أخرى.
في المقابل، من المرجح أن يحصل الرجال المتزوجون على رعاية طبية منتظمة، وأن يستفيدوا من مستوى معيشة أعلى، حيث تميل الزوجات إلى عدم التشجيع على التدخين، والمجازفة غير الضرورية، وأيضا تحسين النظام الغذائي لعائلتها.
2- الرعاية الطبية
يتأثر الزوجان بخيارات بعضهما، ويكون لديهما مصلحة في تبادل الاهتمام وتشجيع الخيارات والسلوكيات الصحية.
كما يحصل المتزوجون على رعاية طبية منتظمة، ومن ثم مستوى معيشة أعلى. ووفقا لموقع "فوكس أون ذا فاميلي"، فإن المتزوجين هم أكثر عرضة للتعرف على الأعراض والسعي إلى العلاج الطبي وتجنب السلوك الخطر والتعافي بشكل أسرع.
3- الدعم العاطفي
يساهم الشعور بالوحدة والاكتئاب والعزلة الاجتماعية في زيادة معدل الوفيات المرتبطة بالفجيعة أو الطلاق أو عدم الزواج مطلقا. وبحسب دراسة أجريت في جامعة هارفارد، فإن نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب المميتة ترتفع بنسبة 82% عند الرجال المعزولين اجتماعيا مقارنة بمن لديهم علاقات شخصية قوية.
بينما يساعد الدعم العاطفي من شريك الحياة على الشفاء من أمراض عديدة، بسيطة وكبيرة.
4- السعادة والرضا
توجد صلة كبيرة بين الزواج والسعادة، ويكون رضا المتزوجين أكبر بكثير مقارنة بغير المتزوجين.
وبحسب دراسة منشورة في "مجلة دراسات السعادة" (Journal of Happiness Studies)، فإن للزواج تأثيرا إيجابيا على مدى رفاهية الأشخاص، بما في ذلك مساعدتهم على تجاوز فترات السخط وأزمات منتصف العمر. واستنادا إلى بيانات من المسح السكاني للأسر في المملكة المتحدة، كشفت الدراسة أن السعادة كانت أعلى بين الأزواج، وأنهم ما زالوا أكثر رضا في حياتهم.
وتشير الدراسة إلى أن الصداقة التي تنشأ خلال الزواج بين الطرفين، يمكن أن تساعد في تفسير العلاقة السببية بين الزواج والرضا عن الحياة، ووجد الباحثون أن السعادة الزوجية تأتي بشكلها الفريد من الصداقة التي تستمر مدى الحياة.
5- مزايا اقتصادية
يعتقد كثيرون أن الزواج عبء مالي أكثر منه فائدة، وقد يبدو ذلك صحيحا ظاهريا، لكن واقع الأمر مختلف. ففي عدد كبير من الدول، يدفع المتزوجون ضرائب أقل من غير المتزوجين، وهم أكثر اهتماما بالحصول على تأمين صحي.
فضلا عن أن عمل الزوجين يرفع مستوى الحياة إذا تعاونا في دفع النفقات الأساسية، مثل إيجار المنزل ومستلزمات البيت.
ويعد الطعام جزءا رئيسيا من الميزانية، يحصل فيه المتزوجون على مزايا بفضل إعداده في المنزل بشكل مستمر، على نقيض الشخص غير المتزوج الذي يميل أكثر إلى شراء الوجبات الجاهزة التي تستهلك جزءا كبيرا من الميزانية.
6- إنجاب الأطفال
ميزة أخرى يمنحها الزواج وهي إنجاب الأطفال. وبقدر ما يشعر كثيرون أن الأطفال مزعجون، فإنهم ضروريون ومهمون في الحياة ويضيفون للآباء الكثير.
ففضلا عن إشباع عاطفة الأمومة والأبوة بإنجاب الأبناء، فإنهم يجددون مشاعر الرغبة في المعرفة عند آبائهم، بأسئلتهم الكثيرة والمتنوعة التي يكون بعضها مدهشا حتى للكبار، ويدفعهم للبحث عن إجابات شافية، أو البحث عن طريقة لكيفية الإجابة الآمنة، كما يساعد الأطفال آبائهم أيضا، على اختبار تجارب جديدة واستكشاف أشياء لم يجربوها قط، أو توقفوا مبكرا عن أدائها.
وفي المجمل، فإن إنجاب الأطفال يجعل الأزواج أكثر سعادة ورفاهية ممن لم يمروا بالتجربة، بحسب مجلة "تايم".
-7تطور للمجتمع
يعتبر الزواج من أكثر الأشياء المفيدة للمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان والأمة التي ينتمي إليها، فأساس المجتمع القوي والذي يرتكز إلى قاعدة صلبة هي الزيجات الناجحة والقوية التي تحصل فيه، فالأسر هي العامل الأكثر تأثيراً في تطوّر المجتمع وتحسين إنتاجيته على كافة الأصعدة، وهذا التأثير يمتد على مدى أجيال كثيرة تتأثر بالمنظومة الأسرية التي يصنعها الزواج إيجاباً أو سلباً، فكلما كانت عملية الزواج في مجتمع ما ناجحة أكثر، كان المجتمع أفضل من جميع النواحي، وكان أقدر على بلوغ التميز والتفوق على المجتمعات الأخرى التي قد تنهار فيها بعض المنظومات نتيجة لانهيار منظومة الزواج كالمنظومة الأخلاقية وغيرها، ما يعني ارتفاع معدلات الممارسات السلبية التي تقع في المجتمع.
-8 جعل الإنسان أكثر نضجًا
يسهم الزواج في جعل الإنسان أنضج وأكثر وعياً بالحياة من حوله، ففكرة أن يكون الإنسان مسؤولاً عن شخص آخر ومن ثمّ عن أطفال تجعله واعياً أكثر بالاشياء التي تحدث من حوله وبتصرّفاته كذلك، وتجعله أيضاً محباً للاطلاع واكتشاف ودراسة الطرق الحديثة في تربية الأطفال ورعايتهم، وهذا ما يساعده على أن يكون شخصاً أفضل في الحياة وأن يبلي بلاء جيّداً في كلّ شيء يقوم به، كما أنه يجعله قادراً على مواجهة الحياة العملية والنجاح فيها بصورة جيدة، وخاصة إذا ما كان الزواج إيجابياً، يسعى فيه كلا الطرفين لدعم الآخر وإمداده بالطاقة اللازمة له لخوض الحياة بالطريقة الإيجابية.
كيفية الحصول على فوائد الزواج الصحية
للحصول على كافة فوائد الزواج الصحية السابقة، يجب تحري الدقة في اختيار شريك العمر الذي يرافقك ويتحمل معك مختلف المواقف، فالحب وحده لا يكفي لإقامة علاقة زوجية متكافئة وسعيدة، بل هناك العديد من المقومات الأخرى التي يجب البحث عنها في الشريك، وأهمها:
١- البحث عن شخص يمكنك التواصل معه بسهولة.
٢- اختيار شريك له نفس الاهتمامات أو اهتمامات متقاربة.
٣- الاهتمام بعقلية الشريك وليس شكله فحسب.
٤- اختيار شخص تتبادل معه الثقة.
٥- اختيار شخص طموح ولديه أهداف يريد تحقيقها.
٦- الشعور بقبول تجاه الطرف الآخر ورغبة في البقاء معه طوال العمر.
اضافةتعليق
التعليقات