بيَدَيْ المرأة أن تكون شوكة تجرح من يقترب منها، أو تكون زهرة جميلة تجذب الانظار، بريق لونها وعبق عطرها، أيهما تختار؟ لا شك انتِ زهرة، فلماذا تتحولين في بعض الأحيان إلى شوكة حادة وقاسية في تصرفاتكِ، في تعاملكِ مع زوجك، واطفالك وكل من حولك، تصرفات ينفر الزوج منها، ويبغضها فلا أحد منا يُحب أن يمسك ما يؤلم يده أو يجرح جسده، ويُكدر صفو حياته، ويحاول الابتعاد عن الاذى، تصرفي كزهرة، تصرفي وفق ما تشعرين به وما تعتقدين أنه يناسب عمركِ ومكانتكِ، فالسلوكيات الخارجة عن إرادتك تنقص من قدركِ، وتجعلكِ تصغرين في عين من حولكِ، كموقف تتعرضين له فتكون ردة فعلك هي الصراخ أمام الناس، أو ضرب طفلك، فهذه التصرفات منافية لكونك امرأة رقيقة شفافة، تنفسي بعمق وفكري في ما يقوله الناس عن هذه السلوكيات، كما قالوا "انّ المرأة والزهرة توأمان يضيفان السعادة على الكون بأكمله".
كوني كزهرة الرندا لها رائحة طيبة، وقد كانت رمزاً للنصر قديماً، أظهري قوتكِ في الوقت المناسب، و تحدي الانتقادات السلبية، وضعي في قائمة أفكارك انكِ زهرة فذلك يُحفزكِ.
أظهري قوتِك ولا تخشي من السلبيات فكلنا بشر ولنا الجانب السلبي، فعندما يقولون عنك أنكِ بدينة أو ضعيفة، فإن كنتِ بدينة لا تقولي أمامهم شيئاً وحاولي أن تُدلعين نفسك وتظهرين علامات الرضا عن جسدك، وإن كنت رشيقة اتركي الأخريات يلاحظون ذلك كزهرة الزنبق: وهي زهرة تعني الجمال، منها اللون الأبيض، والأصفر، والزهريّ.
كوني كزهرة لوسين: وهي زهرة نادرة جداً لا توجد إلا على الجبال العالية، ما أجمل أن تكوني مثلها امرأة قوية ومستقلة نادرة، يفوح عطرها فيملأ المكان ريح طيبة، افتحي قلوب من حولك بابتسامتك، شاركيهم افراحهم وأحزانهم وتقربي من ذوي القربى، كوني البلسم الشافي لجراحهم وليس الجرح الذي ينزف ألماً من عثرات الكلمات، احملي الناس على سبعين محملاً، واجعلي لكل موقف عذر، حتى لا تدخلين في عالم الظنون والمتاهات، فتسْوَدْ صفحتك من رماد الذنوب.
سيدتي انتِ من تجعلين عالمكِ عالم من الورد أو من الشّوك، فعندما قالوا انّ المرأة والزهرة توأمان لم يقولوها عبثاً او مجاملة، بل لأنك حقاً زهرة وتنطبق عليكِ أوصاف الزهور، ولأن الزهور تعني الحب والحياة اطلقوا عليك ِ كوكب الزهرة، تمنحين التّفاؤل للعالم، تحافظين على أوراقكِ من المتطفلين، ترتدين ثوب العفة وتظهرين بعطر محمدي كل من رآه صلى على الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، صلبةً كالجذور في العقيدة، وخشنةً كالساق في المحرمات، باقة تتزين قبر شهيد، لا باقة تُعطى للحبيب، تتلون من الخجل لا من المساحيق، كل من حولها يتمنى أن يقطفها، لحُسن جمالها و رِقة أوراقها، وسعيداً من تكن في داره زهرة لا شوكة.
اضافةتعليق
التعليقات