كانت تحلم بحياة وردية رومانسية مليئة بالحب والمشاعر، حين تقدم لخطبتها ذاك الشاب الوسيم شعرت أن كل هموم الدنيا لملمت مشاكلها ورحلت وانه فارس الأحلام الذي كانت تنتظره امدا.. لكن للأسف حين تزوجت لم تكن سوى فترة بسيطة حتى صدمت بالواقع المرير..
وجميع احلامها وخيالاتها تبخرت في الهواء فالزوج لم يكن نهاية الهموم انما هي بدء مرحلة جديدة مليئة بالتناقضات والصراعات النفسية فزوجها له اطباعه الخاصة الذي تربى عليها، فالرجل الشرقي ليس كما تخيلته في احلامها ذاك الفارس الرومانسي الذي سيمطرها بالمشاعر والحب والكلمات المعسولة.. والحياة الخيالية كما ترى في المسلسلات التركية وغيرها..
انه حتى حين يحب يترجم حبه افعالا من حيث الاهتمام والعطاء المادي والخوف عليها يكون هذا الخوف عبارة عن مشاجرات وخلافات لاتنتهي ليصل الأمر فيما بعد لطريق مسدود واحباط لاينتهي لدى الزوجة.. فلم يعد بينهما سوى انه زوج لها واب لأبنائها له حقوق وواجبات وكذلك الزوج (وهو مايسمى بالطلاق العاطفي) وما أكثره في مجتمعاتنا العربية..
تأخذهما طاحونة الحياة دون الالتفات لأمور يظنون انها لم تعد مهمة او لنقل كل يراها من زاويته ومع ذلك لاتحدث.. انها العاطفة والمشاعر التي لو وجدت لانتهت اغلب الخلافات والمشاجرات، فحين تفعل طاقة الحب بين الزوجين تكون سعة التحمل لديهما أكبر ..
وأهم اسباب الطلاق العاطفي بنظري هي عدم تفهم حاجيات كل من الزوجين لبعضهما وادراك ترتيب الأمور والاولويات عند كل منهما.. فالزوج مثلا لايشعر انه من المهم جدا أن يعبر بالحديث عن شعوره وحبه لزوجته فهو يعتبر اهتمامه وقيامه بكل متطلبات الاسرة وشؤون زوجته والحديث عن المشاعر امر ثانوي.. بينما الزوجة تعتبره من اولويات الحياة الزوجية، وفي مقدمتها..
وفي نهاية الحديث اتمنى أن نرجع لتعاليم ديننا التي تحثنا على المودة والرحمة اللتين هما مبطنتين بالحب والمشاعر، ولنتخذ من سيدة النساء فاطمة (سلام الله عليها) قدوة ومثل في المحبة والمودة والاستقرار الأسري..
قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون).
فالحب والمودة مطلب اساسي لاستقرار الأسرة ولتربية الابناء.. ولايخفى على أحد أهمية ذلك وفاعليته على الفرد ونجاحه على الصعيدين الشخصي والأجتماعي..
(الحب مهم في كل شيء، والالتقاء عند حب الشيء مهم جداً للارتباط، لأنه يوجب التلازم بين الإثنين والزواج رحلة تلازم طويلة)، (سوزان طه حسين).
ولا ننسى الحديث المعروف.. قَولَ رَسُولُ اللَّه (ص):
(قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً).
اضافةتعليق
التعليقات