يجد الكثير من الأزواج متعة خاصة في تهديد زوجاتهم بالزواج من أخرى بسبب أو بدون سبب، ويتصورون خطأً أن في ذلك ردعاً وتأديباً لهن، إذا ما كانت سلوكيات مزعجة تصدر عنهن!.
كما يظن البعض أن هذا التهديد يمكن من خلاله أن تعرف زوجاتهم المقصرات واجباتهن ويلتزمن بأدائها!.
وهناك من الأزواج من يشعر بنقص في ذاته أو يشعر بعدم قبول زوجته له لعيب فيه، فيعتقد أن تلويحه بالزواج من أخرى تأكيد على أنه مرغوب من قبل الأخريات..
ومنهم من يظن أن التهديد بالتعدد وسيلة مناسبة لأشغال الزوجة وإشعال نار الغيرة بداخلها، وحثها على بذل المزيد من العطاء له، أو الانشغال عنه وعدم الوقوف على أخطائه أو التدقيق فيها..
وأحياناً يجد بعض الرجال في هذا التهديد تنفيساً عن غضبهم لعدم تمكنهم من ترويض زوجاتهم، خاصةً إذا كُنَّ ذوات شخصيات قوية، وهم بذلك ينتقمون لضعفهم!.
ولا يدرك هؤلاء الرجال أن هذا التهديد شكل من أشكال سوء العشرة ولا يمت للرجولة أو المروءة بصلة، لما له من آثار سلبية خطيرة على حالة الزوجة النفسية، حيث يفقدها الشعور بالأمان الذي هو من أهم احتياجاتها الفطرية الأساسية، ويجعل حياتها دائماً في مهب الريح غير مستقرة، ويشعرها أيضاً بالنقص والتقصير حتى وإن كانت تؤدي واجباتها على أكمل وجه، كما يجعلها تشعر بعدم إحترام وتقدير زوجها لها وأنها صارت غير مرغوب فيها ويمكن التضحية بها في أي وقت..
فمن الزوجات من يستشطن غضباً بعد هذا التهديد المؤلم، ويبدأن في الدخول مع أزواجهن في خلافات ومشكلات، ما تلبث أن تنتهي إلا وتتجدد وتشتعل مرة أخرى، ومنهن من يتجاهلن ذلك التهديد تماماً ولا يُعِرن له اهتماماً كيداً بأزواجهن ومحاولة منهن للحفاظ على كرامتهن وكبريائهن..
وفي هاتين الحالتين دليل دامغ على سوء وسلبية هذا التهديد وعدم جدواه للطرفين..
لذا يجدر بالأزواج الذين لا ينوون التعدد أو غير قادرين عليه لأي سبب ألا يرهقوا زوجاتهم دون داعٍ، ولا يحملوهن مالا طاقة لهن به، أو يجعلوهن في قلق وتوتر دائم بسبب حدث غالباً لن يحدث، فلديهن من المسؤوليات والاعباء الجسام ما يكفيهن وزيادة، فليكن الأزواج عوناً لهن لا عبئاً عليهن، ولا يكونوا بسبب هذا الأسلوب أساس هم وغم زوجاتهم لأن ذلك سينعكس ويلقي بضلاله عليهم في المقام الأول وعلى الأبناء أيضاً.
لم يشرع الله تعالى التعدد للأزواج ليتخذوه وسيلة لعقاب الزوجات واذلالهن والضغط عليهن لسبب أو لآخر، وإنما أباحه سبحانه لأهداف سامية نبيلة فيها صلاح ونفع لعباده.
اضافةتعليق
التعليقات