بدأت تنتشر ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج بشكل ملحوظ ودقيق وقد يكون لكل شاب او فتاة أسباب تختلف من شخص الى اخر، وهذا ما لا يناسب الطبيعة البشرية التي تنص على التزاوج لإكمال نصف الدين..
ولمعرفة الأسباب التي أدت الى ذلك قمنا بأخذ عينة من آراء الطلاب..
الطالبة سلوى عباس الشريفي قالت: يعتبر أول سبب هو فهم الانفتاح بشكل خاطئ وعدم الثقة بالطرف الآخر، أما بالنسبة لباقي الأسباب فإن تركيز واهتمام البعض بالحالات المادية جعل من الطلاب لا يفكرون بالزواج فمثلا "البعض يبحثون عن الشخص الغني غير مفكرين بالأخلاق!"؛
فكون الطلاب منشغلين بالدراسة الجامعية يكونون غير متمكنين من الناحية المادية لبناء أسرة وإن غلاء المهر في السنوات الأخيرة قد خيب آمال بعض الشباب بشكل كبير فعلى مايبدو أن الناس بدأوا يتناسون القيم التي عاشوا عليها أئمة وانبياء الله تعالى من قلة في المال وغنى في الخُلق والأخلاق وهذا مايجب أن يضع نصب الأعين، ولو أراد الشخص التخلص من العزوف عن الزواج عليه ان يُزكي ويطهر نفسه من الأفكار الدنيوية ويدعو الله ان يرزقه بشريك حياته الصالح ليصبح من نصيبه شخص مؤمن بالله، فالمؤمن لا يتعدى الحدود التي تُغضب جل جلاله...
أما هيثم الصافندي فكان رأيه: إن عزوف الشباب له أسباب عديدة منها الوضع المادي الذي يعتبر أول حجر عثرة بطريق العلاقة الزوجية فشباب اليوم يعانون من قلة فرص العمل الجيدة التي تؤهلهم للبدء بحياة زوجية، حتى وإن حصلوا على عمل قد لا يكون مورده كافٍ للشخص ذاته وبذلك فإنه لن يتمكن من بناء أسرة.
وإن تعدينا مرحلة الوضع المالي نجد أن الثقة بين الشباب الجامعي شبه معدومة بسبب مايحدث خلف جدار الجامعة من فشل بعلاقات الطلبة والعلاقات غير الشرعية التي لا يقبل بها الشرع الإسلامي وهذا بسبب عدم فهم الواقع الديني والحياتي بالشكل الصحيح والمطلوب، بحيث أن الطلبة المنغمسين بجمالية أيام الشباب والجامعة يكونون أكثر ابتعادا عن الله "جل اسمه" وأيضا أكثر عرضة للعزوف عن الزواج، وحلا لهكذا مواضيع يجب أن يدرك الجنسين أهمية احترام الذات المسلمة والحفاظ على الكرامة الشخصية والعائلية..
وفكرة بناء علاقة زوجية صحيحة للطالب الجامعي ليست بالسهولة التي يظنها البعض لأنها بحاجة الى توافر المساندة والمساعدة من الطرفين وكذلك القبول بمهر عادي بلا تزلف أو مبالغة من قبل أهل الفتاة فالعلاقات تُبنى على الحب وليس على الأموال..
أما الطالب علي كان له رأي مشابه حيث قال: إن الانفتاح بالجامعة له الدور الأكبر فالإختلاط المفاجئ بين الجنسين يلعب دورا مهما في بناء الجسد الفكري لدى الشباب والأخطاء التي تحدث بين الطرفين تكون عواقبها وخيمة في تسيير حياتهم مستقبلا لأنهم لم يدركوا الأخطاء بسبب انشغال عاطفتهم بملذات الدنيا..
أما بالنسبة لأغلب الطلبة فإن الحالة المادية لها يد في العزوف وما يجب أن يدركه الجنسين هو أن المال لا يمكنه بناء السعادة وإنما المحبة والمودة بين الزوجين يبنيان حياة مترفة بالحب والسعادة وحتى الرضى الإلهي يُنير لهم عشهم الزوجي..
من هنا يتضح أن العزوف عن الزواج كما تداوله بعض الطلاب بسبب الثقة المعدومة والمال من الأسباب الأساسية في اتخاذهم هكذا قرار..
ربما مسألة الثقة والالتزام بحدود الله يمكن ان تعالج بعدة طرق من خلال ندوات ومؤتمرات جامعية يفهم من خلالها الطلاب كيفية السيطرة على عواطفهم وأن يكونوا أكثر تركيزا في بناء حياتهم الشخصية، لكن قضية المال هي قضية خارجة عن سيطرتنا أحيانا وتقبع تحت ظل الحكومة بحيث يتطلب من الحكومة استثمار الاموال العائدة في بناء مصانع وشركات وغيرها لاستخدام الطاقات الشبابية بالعمل عليها وللتخلص من شبح البطالة الذي يقف عائقا في تكوين بيت وعائلة..
اضافةتعليق
التعليقات