هكذا يقول أحد المشاركين في استطلاع رأي لبي بي سي في شوارع الكويت والقاهرة، وهو رأي يشاركه فيه كثيرون.
ربما يكون هؤلاء محقين، وهم يرون أن البلاستيك مفروض عليهم في حياتهم اليومية من الأكياس إلى الزجاجات و العبوات البلاستيكية، فلماذا يتعين علينا التفكير في التخلص من البلاستيك؟" أو لماذا يصبح أي كيس أو قنينة من البلاستيك أمرا خطيرا على حياتنا؟ . الإجابة عن هذه الأسئلة تكمن في بعض الإحصائيات.
•يُنتًج 5 تريليون كيس بلاستيك في السنة الواحدة وفقا لإحصاء قامت به شركة فاكتوري دايركت. ويلزم الكيس الواحد 1000 عام ليتحلل
•في الدقيقة الواحدة يستخدم البشر أكثر من مليون قنينة بلاستيكية، ويتم إعادة تدوير 10 في المئة فقط من تلك الزجاجات.
•أما في المجمل، فيتم انتاج 380 طنا من البلاستيك سنويا، وفقا لإحصاء أجرته منظمة بلاستيك أوشن. وحتى الآن تم إنتاج 9 مليار طن من البلاستيك، وهو رقم يشابه تقريبا وزن كل البشر الذين مشوا الأرض حتى الآن.
•يستغرق البلاستيك آلاف الأعوام ليتحلل، معنى ذلك أن كل قطعة بلاستيك لا تزال موجودة على سطح الأرض منذ اختراعه قبل 122 عاما فقط.
البلاستيك داخل أجسامنا
لكن البلاستيك ليس فقط في كل مكان حولنا، فهو يتسلل إلى أجسامنا، حسب دراسة جديدة لجامعة بوليتكنيكا ديلي ماركي الإيطالية.
أثبتت الدارسة التي نشرت نتائجها بمجلة بوليمرز وجود جزيئات صغيرة من البلاستيك في لبن الأمهات. ووضحت عينات لبن من 34 أما بعد أسبوع من الولادة أن البلاستيك في 75 بالمئة منها.
وأثبتت دراسات أخرى أن جزيئات البلاستيك تتسبب في موت الخلايا البشرية ومن أحد أسباب الإصابة بمرض السرطان، بينما يتم إجراء دراسات أخرى عن مدى إمكانية وصول هذه الجزيئات إلى المخ أثر ذلك.
فما هو مصدر جزيئات البلاستيك التي تدخل إلى أجسامنا؟
تأتي هذه الجزيئات من الهواء الذي نتنفسه، حيث يمثل البلاستيك 20 إلى 40 في المئة من العوالق الهوائية في المنازل. ويأتي بدوره من الأثاث، والمفارش، والملابس، التي يدخل البلاستيك في صناعة أغلبها.
أما الغذاء الذي نتناوله، فهو أيضا مليئ بالبلاستيك الذي يأتي مما تبقى من التغليف أو البلاستيك الذي ابتلعته الدواجن والمواشي والأسماك.
في جامعة رويال هولواي بلندن، يقضي بروفيسور ديف موريت وقت عمله في دراسة جزيئات البلاستيك في الأسماك في بريطانيا.
يتحدث البروفيسور إلى فريق عمل بي بي سي وهو يقوم بتشريح سلطعون ويقول "جزيئات البلاستيك التي نجدها في الأسماك غالبا ما تكون واضحة، هذه مثلا يبدو أنها من منديل مبلل".
في كل عام، يُلقى أكثر من 13 مليار طن من البلاستيك في البحار والمحيطات. والذي يتفكك ويتحول إلى قطع وجزيئات تبتلعها الكائنات البحرية.
وتختلف أحجام قطع البلاستيك الموجودة في الأسماك التي يعمل عليها مورت، من أحجام كبيرة ترصدها العين المجردة، وأخرى تحتاج إلى مجهر.
في الدول العربية الأمر لا يختلف
في دراسة نشرت في دورية ام بي دي أي، قام بها مجموعة من الباحثين على مدى شهور على عينات من أسماك نهر النيل، وجدت النتائج أن 75 في المئة من الأسماك تحتوي على جزيئات البلاستيك.
في حواره مع بي بي سي، يقول شادي خليل، مؤسس مشارك لمشروع "غرينش" المصري الذي يعمل على حلول للمشاكل البيئية، أن مشاكل البلاستيك تختلف حسب نوعه والقيمة الاقتصادية لكل نوع. "هناك أنواع أقل خطورة من أنواع أخرى".
مثلا القنينات البلاستيكية، رغم أنها مشكلة، فهي أقل خطورة من الأكياس البلاستيكية، فالأولى قيمتها الاقتصادية أعلى.
"فبينما يبحث العاملون بحي الزبالين في منشية ناصر، القاهرة، عن القنينات لإعادة تدويرها، وهي عملية بدورها تخلف العديد من البلاستيك. لا يتم تجميع الأكياس البلاستيكية" فيحملها الهواء وتصل إلى المسطحات المائية.
فهل أصبح البلاستيك أمرا واقعا لا يمكن التخلص منه؟
يقول خليل "قبل 50 عاما لم يكن البلاستيك موجودا في حياتنا". حيث تم انتشار استخدام البلاستيك في خمسينيات القرن الماضي. وقبل ذلك كان الاعتماد الرئيسي على العبوات الورقية والزجاجية.
يمكن للناس التأقلم على عدم وجود البلاستيك كما كان عليه الحال من قبل، "ولكن السؤال الأهم هو هل الحكومات والشركات المنتجة البلاستيك مستعدة أن تتوقف؟"
يرى شادي أن الإجابة لا، "الشركات التي تستخدم البلاستيك كبديل رخيص للتغليف ليست مستعدة للتغير". كما يطلب شادي من المسؤوليين الحكوميين أن يراجعوا النفقات العلاجية للمشاكل الصحية الناتجة عن انتشار البلاستيك "والتي هي أعلى بكثير من تكلفة الإنتقال إلى بدائل البلاستيك". حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات