قال خبراء إن النساء "يخسرن حياتهن بسبب الجهل" لأن الأطباء والمصابات بالمرض لا يتعرفون الأعراض الرئيسية لسرطان المبيض، حسب ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية.
تُظهر الأرقام أن الوعي بالأعراض التحذيرية للإصابة بهذا المرض "منخفض بدرجة مخيبة للآمال"، وغالباً ما يُخلط بينه وبين أمراض شائعة مثل التهاب المثانة أو متلازمة القولون العصبي.
جهل أعراض سرطان المبيض
كشفت الأبحاث التي أجرتها مؤسسة Target Ovarian Cancer الخيرية، أن 79% من النساء لا يعرفن أن الانتفاخ أحد أعراض مرض سرطان المبيض، وأن 68% لا يعرفن أن آلام البطن واحدة من علاماته المحتملة أيضاً.
بينما تعتقد حوالي 40% من النساء في المملكة المتحدة خطأً أن فحص عنق الرحم يكشف الإصابة بسرطان المبيض، ارتفاعاً عن 30% في استطلاع أُجري عام 2016.
فيما ذكرت العديد من النساء أن الأطباء العموميين لا يعيرون الأعراض التي يصبن بها الاهتمام الكافي، وهذا يؤدي إلى تفاقم إصابتهن بالسرطان بحيث يتعذر علاجه. وتشهد بريطانيا حوالي 7500 إصابة جديدة بسرطان المبيض كل عام.
يدعو نشطاء إلى التحرك السريع لرفع الوعي بسرطان المبيض بين أطباء الأُسرة. ويُشار إلى أن حوالي نصف الأطباء العموميين يعتقدون خطأً أن الأعراض لا تظهر إلا في المراحل المتقدمة من سرطان المبيض، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته مؤسسة Target Ovarian Cancer.
إذ تكشف بيانات دائرة الصحة الوطنية التي تعود لعام 2020 أن نسبة النساء اللائي شُخصت إصابتهن بالمرض في مرحلة مبكرة- المرحلة الأولى والمرحلة الثانية حين يكون قابلاً للعلاج- تتراوح بين 21.8% و62.9%، حسب المكان الذي يعشن فيه.
جائحة كورونا فاقمت الوضع
أدت الجائحة إلى تراجع حالات تشخيص الإصابة بالمرض على مستوى بريطانيا. ويحث برنامج "Target Ovarian Cancer" الناس على توقيع خطابات مفتوحة إلى السلطات على مستوى بريطانيا تدعو إلى حملات توعية مخصصة لخبراء الرعاية الصحية والجمهور.
فقد وصفت أنوين جونز، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة Target Ovarian Cancer، الأرقام بأنها مخيبة جداً للآمال. وأضافت: "معرفة الأعراض أمر بالغ الأهمية للجميع. من الضروري أن نحوّل حملات توعوية قوية وشاملة ومدعومة من الحكومة إلى حقيقة واقعة".
كما أضافت: "إذا فعلنا ذلك، فستتراجع أعداد النساء اللائي تُشخص إصابتهن في وقت متأخر، وستتراجع أعداد من يحتجن للتدخل الجراحي، وفي النهاية ستتراجع أعداد النساء اللائي يخسرن حياتهن عبثاً لإصابتهن بسرطان المبيض".
من جانبها، قالت الدكتورة فيكتوريا باربر، الطبيبة العامة في نورثامبتونشاير والداعمة للتشخيص المبكر لسرطان المبيض في الرعاية الأولية: "تظهر الأعراض مبكراً في سرطان المبيض ومن الضروري أن يعرف طبيبك العام إذا كنتِ مصابة بأي منها، لو أنها جديدة عليكِ ولا تتوقف".
قالت أيضاً: "بالمثل، من الضروري أن يكون الأطباء العموميون على دراية بالمرض والطريقة السليمة لتقديم المشورة للمريضات القلقات. ومبادرة Target Ovarian Cancer تقدم برنامجاً توعوياً للطبيب العام سيساعده على ذلك". حسب عربي بوست
لماذا يعرف سرطان المبيض بالقاتل الصامت؟
تعود تسمية سرطان المبيض بالقاتل الصامت إلى اكتشاف العديد من النساء إصابتهن به بعد بلوغه مراحل متقدمة يستحيل معها العلاج.
ويرتبط تأخر اكتشاف الإصابة بهذا المرض أساسا إلى تجويف الحوض الكبير، مما يجعل الورم يستغرق وقتا طويلا ليصبح كبيرا بما يكفي لظهور أعراض المرض أو مؤشراته.
وقالت كورين ميلر في تقريرها على موقع "سيلف"، إن المرض عادة ما ترافقه بعض الأعراض المزعجة التي تشير إلى وجود خطب ما. لكن لسوء الحظ، قد لا تظهر أية أعراض في المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان المبيض.
وللموقع ذاته، صرح إيلويس تشابمان ديفيس الطبيب المتخصص في علم الأورام النسائية بمستشفى "نيويورك بريسبيتيريان" والأستاذ بكلية ويل كورنيل الطبية، بأن سرطان المبيض يُعرف باسم "القاتل الصامت" لأن العديد من النساء لا يعانين من أعراضه إلا بعد انتشاره على نطاق واسع في الجسم. فتجويف الحوض كبير نوعا ما، لذا قد يستغرق الأمر وقتا قبل أن يصبح الورم كبيرا بما يكفي للتسبب في ظهور الأعراض.
ووفقا لجمعية السرطان الأميركية، يجعل ذلك نسبة اكتشاف وتشخيص حالات الإصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة لا تتعدى 20%.
عموما، يحيل اكتشاف الإصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة إلى أن الورم موجود في المبيضين أو في قناتي فالوب (وهو المكان الذي تبدأ فيه العديد من سرطانات المبيض بالنمو). وللأسف، ترتبط صعوبة اكتشاف هذا المرض في وقت مبكر ارتباطا وثيقا بكونه أكثر الأمراض المميتة.
وأضافت الكاتبة ميلر أن المشكلة لا تكمن فقط في ظهور الأعراض عادة مع بلوغ سرطان المبيض مراحل متقدمة جدا، بل وحتى عندما تظهر في وقت مبكر، إذ غالبا ما تكون مبهمة مما يدفعنا إلى تجاهلها.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور ديفيس أنه حتى إذا عانت سيدة ما من أعراض الإصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة، فقد تراها عادية. ويعد ذلك منطقيا عندما تنظر إلى الأعراض الأكثر شيوعا لسرطان المبيض في المراحل المبكرة، مثل:
الانتفاخ.
الشعور بألم في منطقة الحوض أو المعدة.
فقدان الشهية.
الشعور بالشبع بسرعة.
كثرة التبول.
ونقلت الكاتبة عن الدكتورة شانون ويستن الطبيبة والأستاذة المساعدة بقسم الأورام النسائية والطب التناسلي في مركز "أم.دي أندرسون" للسرطان، أن ظهور هذه الأعراض عشوائيا لا يعني أن عليكِ القلق بشأن سرطان المبيض.
وتوضح جمعية السرطان الأميركية أن هذه الأعراض قد تصبح مثيرة للقلق عندما تصبح دائمة. وفي حال ظهورها أكثر من 12 مرة في الشهر، يتوجب عليكِ حينها زيارة الطبيب.
وعلى الرغم من أن الأعراض المذكورة هي أكثر أربع علامات شائعة لسرطان المبيض في المراحل المبكرة، فإن هناك أعراضا أخرى أقل شيوعا، مثل:
الإعياء.
اضطراب المعدة أو انتفاخها.
الشعور بألم في الظهر.
إمساك.
وحسب ما أفادت به جمعية السرطان، يمكن أن تعيش قرابة 94% من المصابات بالمرض لفترة تزيد عن خمس سنوات إذا اكتشفت الإصابة به مبكرا. ويمكن أن ترتفع فرص الكشف المبكر من خلال إجراء فحص على الحوض والرحم، كما يجب إخبار طبيبكِ عن أية أعراض غريبة تعانين منها.
ولسوء الحظ، ليس هناك اختبار فحص معياري لاكتشاف سرطان المبيض. لكن واحدا من أكثر الاختبارات شيوعا لفحص هذا المرض يتمثل في إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، لفحص المبيضين وقناتي فالوب والرحم.
مع ذلك، وحتى إذا ما التقطت الموجات فوق الصوتية نمو كتلة داخل المبيض، فذلك لا يخبرك هل الورم خبيث أم حميد.
وهناك خيار آخر شائع ألا وهو إجراء فحص دم لقياس كمية بروتين "125-CA"، ذلك أن الكثير من المصابات بسرطان المبيض لديهن مستويات مرتفعة من هذا البروتين في الدم.
في المقابل، قد يكون ارتفاع مستويات هذا البروتين نتيجة للإصابة بالتهاب في بطانة الرحم أو الحوض. لذلك، لا يوصي الأطباء عادة بإجراء هذه الفحوصات.
وتنصح الكاتبة أنه إذا كنتِ معرضة لخطر الإصابة بسرطان المبيض (بسبب تاريخ عائلي لهذا المرض أو رلسطان الثدي)، فمن الضروري أن تتحدثي إلى طبيبك حول الخيارات المتاحة أمامك.
وأضاف الدكتور ديفيس أن طبيبك يمكن أن يطلب منك إجراء الفحوصات التي ذكرت آنفا، ويُحتمل أن يجعلك تخضعين أيضا للفحص الجيني. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات