يعاني الكثير من الأشخاص من شعورهم بالدوار عند الوقوف بشكل مفاجئ، وهو أمر طبيعي، إلا أن تكرر هذه الحالة أو استمرارها لأكثر من بضعة ثوان، يؤثر بشكل كبير على حياتهم، مما دفع أطباء للبحث عن حل سريع للمشكلة.
وتعد الدوخة عند الوقوف ظاهرة شائعة، سببها الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم، الذي يسمى انخفاض ضغط الدم الانتصابي أو الوضعي.
وتحدث هذه الحالة عندما تنتقل من الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف، كون الدم يتجمع في ساقيك بشكل مؤقت، بينما تكون هناك استجابة متأخرة لهذا التحول في الدم، ويجب على الجسم أن يعمل بجد لإعادة الدم إلى القلب.
ورغم أن هذه الحالة بسيطة وبالكاد تحدث لكثيرين، فإن أبحاثا ربطتها بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض، مثل أمراض القلب والخرف.
ويميل الأطباء إلى تشخيص انخفاض ضغط الدم الانتصابي، إذا انخفض ضغط الدم لديك أكثر من 20 ملم زئبقي في الضغط الانقباضي، و10 ملم زئبقي في الضغط الانبساطي، في غضون 3 دقائق من الوقوف.
ودرس البحث، الذي نُشر في مجلة "Heart Rythm"، نحو 24 امرأة تعرضن للإغماء بشكل متكرر عند الوقوف، وأجرت كل مشاركة 3 تجارب؛ الأولى وقفت فيها بشكل طبيعي، فيما مارست تمارين معينة قبل الوقوف في التجربتين الثانية والثالثة.
ووجد الباحثون أن تحريك عضلات الجسم السفلية، يقلل من احتمالات ظهور أعراض الدوار عند الوقوف، وقد ثبت ذلك بتحليل مختلف مقاييس الدم والقلب.
وتضمنت إحدى الطرق تقاطع الساقين أثناء الجلوس، متبوعا بشد وإرخاء عضلات الفخذ والأرداف فور الوقوف.
أما التمرين الآخر، فهو عبارة عن رفع الركبتين عند الجلوس، حتى لا تصبح القدمين ملامستين للأرض، مع تكرار العملية بضعة مرات قبل الوقوف.
يذكر أن الجهات الطبية تنصح بالذهاب إلى المستشفى في حالات معينة متعلقة بالدوخة، مثل أن تجد صعوبة في السمع، أو أن يكون هناك رنين أو أصوات أخرى في أذنيك (طنين الأذن)، أو لديك رؤية مزدوجة أو عدم وضوح بالرؤية، أو تغيرات أخرى في بصرك.
كما تشمل الحالات التي ينبغي مراجعة الطبيب بشأنها، أن تشعر بالخدر في وجهك أو ذراعيك أو ساقيك، أو إذا كانت لديك أعراض أخرى مثل الإغماء والصداع والشعور بالغثيان.
يذكر أن الدوخة يمكن أن تكون كذلك علامة على فقر الدم أو انسداد الشرايين أو ورم في المخ أو مشكلة في الأذن الداخلية أو أحد الآثار الجانبية للأدوية. حسب سكاي نيوز
إلى ماذا تشير الدوخة المفاجئة؟
يمكن أن تشير الدوخة إلى مشكلات عديدة في الجسم. فما هي أسبابها وبماذا ترتبط، وهل تستدعي استشارة الطبيب فورا.
يشير الدكتور ألكسندر بوديك، أخصائي فيزيولوجيا الأعصاب، إلى أن البعض يشكو من الدوخة، عند النهوض من وضعية الجلوس. ويقول هذه حالة فسيولوجية ولا داعي للقلق من هذا الشعور القصير بعدم الاستقرار، مع أنه غير مريح.
ويقول، "سبب هذه الحالة، هو هبوط الضغط الانتصابي. وعند نهوض الشخص من وضعية الجلوس، يبقى الدم تحت تأثير قوة الجاذبية في نفس الوضعية، في حين الرأس ارتفع بالفعل، والقلب يحتاج إلى بعض الوقت لضخ الدم إلى الرأس. لذلك يمكن أن يشعر الإنسان بتأرجح خفيف إلى أن يتعود الجسم على الحالة الجديدة".
ولكن أحيانا يظهر شعور بالدوران خلال الدوخة، وهذا يشير إلى مشكلات في الجهاز الدهليزي.
ويقول، "إذا توقف الدماغ عن إدراك المعلومات بصورة صحيحة بسبب مرض ما، ويظهر الشعور بالدوران، فعلى الشخص استشارة طبيب الأعصاب".
ويحذر بوديك من أن الدوخة قد تكون إشارة إلى أمراض خطيرة وحالات تهدد الحياة، حيث تكون مصحوبة بأعراض خطيرة، ما يتطلب فورا طلب المساعدة الطبية.
ويقول، "إذا تحدثنا عن الحالات التي تهدد الحياة فنشير إلى الدوخة المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة وصداع وتقيؤ واضطراب عمل الأطراف العليا والسفلى والضعف العام. وهناك دوخة تستمر فترة طويلة، إذا لاحظ الشخص أن وجهه ليس متناظرا ويوجد بعض الانحراف، فيجب فورا مراجعة طبيب الأعصاب".
ويضيف، كقاعدة يجب عند الشعور بالدوخة الشديدة، استدعاء الطبيب فورا. حسب روسيا اليوم
اضافةتعليق
التعليقات