يشكو كثيرون من زيادة الوزن، خلال فصل الشتاء، عندما يدفعهم انخفاض الحرارة إلى تناول الطعام بكميات أكبر من المعتاد لمنح الجسم شعورا بالدفء، الأمر الذي يجعلهم يخسرون لياقتهم، لا سيما أن ممارسة الأنشطة البدنية في الخارج تصبح أمرا صعبا، بسبب الطقس.
وتثار التساؤلات في فصل الشتاء حول السبل الممكنة ليحافظ الإنسان على وزنه، دون أن يتأثر بالفصل الذي تصاحبه مشروبات وأطعمة خاصة، فما هو النظام الغذائي الأمثل للحفاظ على اللياقة البدنية في هذه الأشهر؟.
يقول استشاري السمنة والنحافة وخبير التغذية، هاني جبران، إن الشتاء يصاحبه نهم أكبر لتناول الطعام، وبعض الأشخاص يصابون بـ "الاكتئاب الموسمي" ويحاولون التغلب عليه من خلال الأكل، وهذا الأمر يزيد احتمال زيادة الوزن.
ويوصي جبران في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالحرص على ممارسة الرياضة خلال فصل الشتاء بشكل منتظم، لتجنب زيادة الوزن، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي غني بالمواد التي تسهم في تدفئة الجسم، دون أن تكون مرتفعة السعرات الحرارية.
وينصح الخبير أيضا بتقسيم الوجبات الأساسية إلى 6 في اليوم، أي وجبة كل ثلاث ساعات، فيما أشارت بعض الدراسات إلى أن متوسط زيادة الوزن في فصل الشتاء بالنسبة للكثيرين يتراوح بين ثلاثة وخمسة كيلوغرامات.
وعلى مستوى المشروبات، يقول خبير التغذية إن مشروبات يجري استهلاكها في الشتاء تتسبب في زيادة الوزن، مثل السحلب الذي يحتوي على النشاء والحليب والمكسرات، في حين يمكن استبداله بمشروبات أخرى به، مثل القرفة والزنجبيل، فهي مشروبات ساخنة تعطي شعورا بالدفء كما أنها قليلة السعرات الحرارية، إضافة إلى الليمون الساخن، أو "حمص الشام"، لكن باعتدال.
وحذّر جبران من الإكثار من الحساء الذي يحتوي على "الكريمة"، كما نبه إلى الإفراط في تناول حساء الدجاج واللحم، ناصحا بتناول العصائر الطبيعية ذات السعرات الحرارية الأقل.
ويشير خبير التغذية إلى أهمية تناول الفواكه الحمضية، خصوصا البرتقال، لأنها تمنح الجسم شعورا بالشبع، وينصح بأن يتم أكلها وليس تناولها كعصائر، وذلك من أجل الاستفادة من الألياف لأجل الشعور بالشبع.
كما ينصح أيضا بتناول أطعمة خالية الدسم، والابتعاد عن الخبز الأبيض، والاعتماد على الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، مع الإكثار بشكل أكبر من الخضروات التي تساعد على الشعور بالدفء، على أن تكون منخفضة السعرات.
ممارسات خاطئة
وعن الممارسات الخاطئة التي يتبعها البعض في الشتاء، مثل الإكثار من تناول السكريات، على غرار الحلويات الشرقية والغربية وغير ذلك من المأكولات والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية من السكريات، لا سيما أنها تساعد على منح الجسم شعورا بالدفء، قال جبران: "تساعد السكريات على الشعور بالدفء مؤقتا، لكنها في الوقت نفسه تتسبب في زيادة الوزن بشكل كبير، لذا ينصح بالاعتماد على الفاكهة بشكل أكبر".
ويوصي استشاري السمنة والنحافة بأهمية الابتعاد عن مصادر الاكتئاب الموسمي في الشتاء، والحرص على التواجد مع الأهل والأصدقاء للشعور بدفء التجمعات، وحتى الخروج من المنزل والتعرض للشمس التي تمد الجسم بفيتامين"د".
وكانت دراسة قد أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة "ألبيرت" الكندية قد ربطت بين قلة التعرض إلى الشمس في فصل الشتاء وزيادة الوزن، على اعتبار أن قلة التعرض إلى أشعة الشمس تتسبب في تخزين الجسم لمزيد من الدهون. حسب سكاي نيوز
8 أطعمة تمنحك الدفء في فصل الشتاء
ينصح الخبراء بعدم الاقتصار على نوع واحد من الأطعمة في فصل الشتاء، والتنويع بين أكبر عدد ممكن من الأطباق، من أجل الحصول على نظام غذائي متنوع ومتوازن.
عندما يشتد برد الشتاء ويبدأ الجسم بالارتعاش، نفكر مباشرة بتناول أو شرب شيء ساخن، ثم الخلود إلى السرير تحت الغطاء.
ويقول الكاتب فالاك هنيف -في هذا التقرير الذي نشره موقع "هيلث شوتس" (Health Shots) الهندي- إن هذه الفترة من السنة يميل فيها الجميع للاختباء تحت الغطاء من أجل الحفاظ على دفء أجسامهم. ومن الطبيعي في فصل الشتاء أن نشعر برغبة زائدة في تناول الطعام الساخن، الذي يجعلنا نشعر بالدفء في الخارج.
وينصح الكاتب بتناول الوجبات التي تستغرق وقتا أطول في الهضم، باعتبار أن درجة حرارة الجسم ترتفع أثناء عملية التمثيل الغذائي.
ويقدم الكاتب 8 أطعمة يجب التركيز عليها لتجنب برد الشتاء:
1- الحبوب
يفضل بأن تبدأ نهارك بدقيق الشوفان أو العصيدة، أو أي أطباق مصنوعة من القمح. ورغم أن كثيرين يميلون في هذه الفترة لتناول البيتزا والمعجنات، فإن الأطباء ينصحون بالتقليل من هذه الأطعمة.
كما تنصح الأمهات بالإقبال على تناول العصيدة والأطباق المحضرة من دقيق الشوفان مع إضافة بعض الخضراوات لتعزيزها بالفيتامينات. وينصح الأطفال بعمل شطائر بخبز القمح الكامل.
2- الشوربة
يمكن للوجبات السائلة مثل الشوربة والحساء أن تمثل خيارا جيدا لأنها تحتوي على كمية مهمة من الخضار تجعل الجسم دافئا من الداخل. والشوربات التي تحتوي على البقول والقرع والشعير ممتازة لأنها غنية بالكربوهيدرات. وعند إضافة رشة من الكمون والقرفة والزنجبيل، تحصل على وجبة لذيذة ومتكاملة. ويمكن للأمهات والأطفال التمتع بالشوربة في أي وقت في الليل، كوجبة مغذية دون أي إزعاج للمعدة.
3- الفواكه
تتميز الفواكه التي تنمو محليا بكثرة المنافع في فصل الشتاء. وينصح بالإقبال على تناول الموز والفراولة والكيوي والتفاح والخوخ والرمان. ويعتبر الموز مصدرا مهما للمغنيسيوم الذي يساعد في تعديل حرارة الجسم.
4- الفواكه المجففة والمكسرات
يعتبر اللوز والكاجو والجوز مصادر غنية بالدهون الصحية، تساعد على تعديل حرارة الجسم. كما أن التين والتمور والزيتون هي أيضا من الخيارات الممتازة في البلدان التي تشهد موجات صقيع حادة.
5- البهارات
تعتبر البهارات وسيلة فعالة لتوليد الحرارة في الجسم. ومن أبرز هذه البهارات هنالك الزنجبيل والكمون والفلفل والسمسم والقرفة.
ويمكن استخدام الزنجبيل على سبيل المثال لتحضير الشاي أو مع الشوربة أو حتى في تتبيل الكاري. أما الكمون فهو يساعد على حفظ دفء الجسم لفترات أطول، ولذلك يفضل الإكثار منه قدر الإمكان. أما القرفة فهي تضاف عادة إلى الشكولاتة الساخنة والسلطات والقهوة بالحليب، لأنها تعزز النكهة وتنشط التمثيل الغذائي.
6- اللحوم
بالنسبة لمن هم ليسوا نباتيين، يفترض أن يشكل اللحم جزءا مهما من النظام الغذائي، باعتبار أنه يرفع حرارة الجسم أثناء الهضم، وهو مصدر ممتاز للبروتين والحديد. كما يمكن التركيز على اللحم في الحمية الغذائية للحوامل، لأنه يوفر احتياجات الأم من الحديد.
7- العسل
يمكن تناول العسل منفردا، أو إَضافته إلى السلطات. وهو مفيد جدا في فصل الشتاء.
8- المشروبات الساخنة
يسمح تناول المشروبات الساخنة بتدفئة الجسم من الداخل في فصل الشتاء. وتعد القهوة خيارا ممتازا بشرط عدم تناول أكثر من كوبين في اليوم. كما أن الشوكولاتة الساخنة والشاي والحليب الدافئ كلها مفيدة لمقاومة برد الشتاء. ولكن تنصح الأمهات الحوامل والمرضعات بالابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
وفي الختام ينصح الكاتب بعدم الاقتصار على نوع واحد من الأطعمة في فصل الشتاء، والتنويع بين أكبر عدد ممكن من الأطباق، من أجل الحصول على نظام غذائي متنوع ومتوازن. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات