يتجنب كثيرون تناول وجبة العشاء، خاصة في أوقات متأخرة، في محاولة لتقليل أوزانهم، إلا أن نتائج دراسة جديدة شكلت مفاجأة، لتكشف أن هذه الخطوة قد تؤدي في الواقع إلى زيادة الوزن على المدى الطويل.
وراجع باحثون في جامعة أوساكا اليابانية، السجلات الصحية لـ17 ألفا و573 رجلا و8860 امرأة (ممن هم فوق الـ18 عاما)، على مدار 3 سنوات، ووجدوا أن المشاركين في الدراسة الذين تخطوا وجبة العشاء بانتظام، كانوا أكثر عرضة لأن يزيد وزنهم أو أن يعانوا من البدانة.
ووجد الباحثون أن تخطي العشاء كان عاملا مشتركا رئيسيا بين 10.8 بالمئة من المشاركين الذكور في الدراسة الذين اكتسبوا الوزن، و17.1 بالمئة من الإناث المشاركات في الدراسة اللواتي اكتسبن الوزن.
ووفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في "Multidisciplinary Digital Publishing Institute"، فإن الإقلاع عن العشاء كان أكثر ارتباطا "بزيادة الوزن/السمنة" لدى الرجال والنساء، مقارنة بوجبتي الإفطار والغداء.
كما لعبت عوامل أخرى دورا في زيادة الوزن لدى الرجال والنساء المشاركين في الدراسة، إذ زادت أوزان من تخطوا وجبة العشاء وكانوا أكبر سنا، أو من يعانون أصلا من زيادة الوزن، أو ينامون لساعات أقل، أو يشربون الكحول أو يدخنون أكثر، ويتخطون وجبات أخرى بشكل متكرر، مقارنة بأولئك الذين تناولوا العشاء بشكل منتظم.
ولا يفهم الباحثون تماما سبب مساهمة تخطي العشاء في زيادة الوزن، إلا أنهم وضعوا نظرية تقول إن العلاقة بين الاثنين يمكن أن تكون بسبب "زيادة استهلاك الطاقة" التي يمكن أن تحدث مع شهية غير منظمة، وفق ما ذكر موقع "فوكس نيوز".
بمعنى آخر، قد يؤدي تخطي العشاء إلى زيادة الشعور بـالجوع، مما قد يؤدي إلى تناول الشخص طعاما أكثر مما يفعل عادة. حسب سكاي نيوز
4 أضرار لتأخير وجبة العشاء لقبل النوم
ينصب تركيز العديد من الباحثين على فهم تأثير تناول الطعام في وقت متأخر من الليل على صحة الإنسان، وما إذا كان أحد العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالسمنة وبعض الأمراض.
وفي تقريرها الذي نشره موقع "إف بي ري"(FB.ru) الروسي، سلطت الكاتبة ناتاليا لوكينوفا الضوء على الأضرار الذي يمكن أن يسببه تناول الطعام في وقت متأخر من اليوم.
ويمكن تلخيص أضرار الأكل المتأخر في التالي:
1- السمنة.
2- زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، نتيجة زيادة احتمالية السمنة.
3- صعوبة الهضم.
4- رفع نسبة السكر في الدم.
لغز محير
ولاحظ العلماء على مدى عقود علاقة وثيقة بين أوقات تناول الوجبات وطبيعة تأثير الطعام على الجسم، وتشير معطيات إلى أن الأكل في وقت متأخر من اليوم يسبب الكثير من الأضرار الصحية، من أبرزها السمنة، كما أن العمال المناوبين ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
لكنه -حسب الكاتبة- ما زالت أسباب هذا التأثير السلبي لتناول الطعام في وقت متأخر لغزا يعمل الباحثون عن حله، رغم الاهتمام بهذه المسألة منذ فترة طويلة. وتبقى الإجابة عن هذا السؤال في غاية الأهمية، لأن الناس في حاجة إلى معرفة أفضل أوقات الجلوس إلى المائدة للاستفادة من الطعام بالشكل الأمثل.
أضرار الأكل في وقت متأخر
أظهرت الدراسات العلمية أن جسم الإنسان يعالج الغذاء بشكل أفضل خلال النهار، ومن المرجح أن تكون هناك علاقة وثيقة بين استهلاك الطعام والوقت الذي تستطيع فيه المعدة هضمه بشكل أفضل.
وتضيف الكاتبة أن الباحثين لم يتأكدوا من سبب أداء بعض أعضاء الجسم وظائفها بشكل أفضل أثناء النهار أو الليل، غير أن عددا من التجارب التي أجريت على القوارض أظهرت أن فترة النوم تسمح بتجدد الخلايا، أو ما يعرف بالإصلاح الذاتي. وعند تناول الطعام قبيل فترة الراحة والاسترخاء، تؤجل الخلايا تلك العملية، لأن الجسم يركز على الهضم، وهو ما يلحق ضررا بالجسم.
كما يشكل تنظيم نسبة السكر في الدم مثالا آخر لهذه الأضرار الصحية، وثبت أن تناول وجبة العشاء في وقت متأخر من الليل يرفع نسبة السكر في الدم أكثر من الوجبات في الأوقات الأخرى، ولا يعتمد ذلك على المكونات التي يحتويها الطعام، كما أن الجسم يعجز أثناء النوم عن معالجة تلك الكميات من السكر في حال تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
اختلاف الساعة البيولوجية
تؤكد أدلة علمية عديدة اختلاف إيقاع الساعة البيولوجية بين شخص وآخر، لذلك فإن استجابة الجسم لأوقات الوجبات تختلف أيضا.
في الآونة الأخيرة، أجريت تجربة طلب فيها من مجموعة من المتطوعين المحافظة على جدول نومهم المعتاد، لكن طُلب من البعض تناول الطعام في السادسة مساء، ومن الآخرين في العاشرة.
وأثبتت النتائج أن مستويات السكر في الدم ارتفعت لدى المتطوعين الذين تناولوا الطعام في وقت متأخر، وذهبوا إلى الفراش بعد ذلك بوقت قصير. أما أولئك الذين تناولوا الوجبة في وقت متأخر لكنهم لم يذهبوا للنوم مباشرة، لم يواجهوا مثل هذه المشكلة.
وتظهر نتائج هذه الدراسة -وفقا للكاتبة- أنه لا يمكن تحديد ساعة موحدة لكل الناس بشأن آخر توقيت يمكن فيه تناول الطعام لتجنب الأضرار الصحية، لأن كل شخص له ساعته البيولوجية وعاداته اليومية، ومنها توقيت النوم.
ورغم كل الأضرار التي يمكن أن يسببها الأكل في وقت متأخر، فإنه لا يعتبر العامل الأساسي في تطور عدد من الأمراض الخطيرة، إذ إن هناك عوامل أخرى مثل السمنة وقلة الحركة والتغذية الغنية بالدهون غير الصحية. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات