مع التطور المتسارع الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، حذر أكاديميون من الآثار الاجتماعية التي يمكن أن تترتب على ذلك. فهل يمكن أن تسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي "انقسامات اجتماعية كبرى"؟
قد يعتقد الأشخاص الذين يطورون علاقات وثيقة مع برامج الدردشة الآلية أو تجسيدات الذكاء الاصطناعي لأحبائهم المتوفين أن هذه البرمجيات تشعر كالبشر. ففي نقاش يشبه أحداث أفلام الخيال العلمي، يتخوف أكاديميون من "انقسامات مجتمعية كبرى" في المستقبل القريب حول ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي واعية وقادرة على الاحساس.
وتوقعت المجموعة، المكونة من عشرة أساتذة بجامعات أمريكية وبريطانية، ما وصفوه بـ "فجر الوعي في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، وفقًا لموقع صحيفة الغارديان. ويمكن لهذا أن يؤدي لتقسيم البشر إلى مجموعتين تنظر كل منهما للأخرى "باعتبارها ترتكب أخطاء فادحة حول ما إذا كانت برامج الكمبيوتر تستحق حقوق رعاية مماثلة للبشر أو الحيوانات".
ويوضح أستاذ الفلسفة في كلية لندن للاقتصاد، جوناثان بيرش، أن المطلوب من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي أن تبدأ في أخذ هذا الأمر على محمل الجد وتحديد مدى حساسية أنظمتها وتقييم ما إذا كانت "قادرة على السعادة والمعاناة وما إذا كان من الممكن تحقيق الفائدة لها أو الإضرار بها".
ويقول بيرش: "تريد شركات الذكاء الاصطناعي التركيز بشكل كبير على الموثوقية والربحية، ولا تريد أن تشتت انتباهها هذه المناقشة حول ما إذا كانت قد تخلق أكثر من مجرد منتج، بينما في الواقع تخلق شكلاً جديدًا من أشكال الوجود الواعي".
ورفضت شركات كبري تعمل في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل مايكروسوفت وميتا وأوبن إيه آي وغوغل، التعليق على أو الاستجابة إلى دعوة الأكاديميين.
فعلي الجانب الأخر، لا يوافق خبراء على احتمال تكوين أنظمة الذكاء الاصطناعي لوعي يشبه الموجود لدى البشر، حيث يوضح هؤلاء ضرورة التميز بين مفهومي "الذكاء" و"الوعي".
ويتوقع الخبير في علم الأعصاب الحاسوبي، تيرينس سيغنوفسكي، أن تؤدي التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى الكشف عن حقائق جديدة بشأن المقصود بالذكاء، وفقًا لموقع ناتشر Nature العلمي.
ويري سيغنوفسكي أن الذكاء الاصطناعي يقوم على التعاون بين التخصصات المختلفة، كعلم الأحياء وعلم الأعصاب وعلوم الكمبيوتر. ويتوقع بالتالي أن المبادئ الأساسية للذكاء، مثل القدرة على التكيف والمرونة والقدرة على استخلاص استنتاجات عامة من معلومات محدودة، من شأنها أن تحفز الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي.
ومازالت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بعيدة عن تحقيق الوعي العاطفي الحقيقي ولكن مع التقدم الهائل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تُثار احتمالات واعتبارات أخلاقية كثيرة. ويوكد موقع مجلة فوربس علي ضرورة "التفكير في هذه الاحتمالات والاستعداد لمستقبل حيث قد يصبح الخط الفاصل بين المشاعر البشرية والآلية غير واضح بشكل متزايد".
ومن المقرر اجتماع هيئات سلامة الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية مع ممثلي شركات التكنولوجيا هذا الأسبوع بهدف تطوير أطر سلامة وحواجز وقائية أقوى وأكثر فاعلية تتماشى مع التقدم السريع بتطبيقات الذكاء الاصطناعي. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات