الأسرة هي البيت الأول الذي ينمو ويترعرع فيه الأبناء، فهم ثمرة فؤاد الأم لأن الطفل يمكث في رحم أمه تسعة أشهر ويمتص من ذخائر بدنها ويتغذى على أعصابها وجسمها وروحها، أما الأب فهو الذي يوفر ما يحتاج اليه الابناء من مأكل وملبس حلال، ويشترك بعملية التربية مع الأم من اجل تكوين جيل سليم للمجتمع، ومن هذا المنطلق سوف نوضح مفهوم الاسرة وبعض الاساليب المهمة في عملية التربية من أجل الحفاظ على استقرارها .
الاسرة : ٚهي جماعة اجتماعية، تربط افرادها روابط الدم والزواج ، يعيشون معا في حياة مشتركة ويتفاعلون على نحو مستمر للوفاء بالمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية لبقاء الاسرة .
ويعرف بوجاردوس الاسرة بانها : جماعة اجتماعية صغيرة تتكون من الاب والام وواحد او اكثر من الاطفال ، يتبادلون الحب ويتقاسمون المسؤولية بتربية الاطفال ، حتى تمكنهم من توجيههم وضبطهم ليصبحوا اشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية.
حقوق وواجبات ينبغي التعرف عليها من قبل أفراد الأسرة ..
اكد ديننا الاسلامي على حق كل فرد داخل المجتمع ، وواجباته اتجاه الاخرين فإذ كلنا نريد اسرة سعيدة ، وحياة تخلو من المشاكل علينا ان نوضح هذه الواجبات لأفرادها ولا نجهلها ، لكي تعم روح المشاركة والتعاون والتآلف داخلها ، وتكون هذه الواجبات والحقوق قاعدة ثابتة ، ومن هذه الحقوق :
1- الحقوق التربوية للزوجين :
- الاحترام المتبادل .
- الثقة المتبادلة .
- التقدير ، الحب ، المساعدة ، الثناء ، المديح المرتبط بإنجاز ما ، المرافقة اثناء الازمات ، التشاور ... الخ .
فقد بدأنا بحقوق الزوجين لان نجاح العلاقة الزوجية هو سعادة الاسرة واستقرارها من جميع النواحي وبالتالي تحقيق بيئة تربوية امنة ، كما انهما القدوة للأبناء في جميع سلوكياتهم.
2- الحقوق التربوية للأبناء :
- ينبغي على الوالدين الوعي بفنون التربية والتدريب عليها لان الابناء امانة رزقهما الله تعالى بها ، فليس العدد هو المهم ، وانما النوع الذي نقدمه للمجتمع عن النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) " اكرموا اولادكم واحسنوا آدابهم " مستدرك الوسائل 2:625 , لذلك دور الوالدين في عملية التربية ضروري ، خاصة في وقتنا الحالي دخول التكنولوجيا الى مجتمعنا فأصبحت عملية السيطرة على سلوكيات اولادنا صعبة جدا، فلا نكون اسرى لها، وعلينا بذل اقصى جهد من اجل بناء وتطوير قدرات الابناء وتنمية مهاراتهم، وذلك من خلال :
- تسمية الابناء بأحسن الاسماء، رعاية الام رعاية صالحة وتوفير حاجاتها اللازمة للتفرغ لرعاية الابناء.
- اشباع الحاجات المادية والمعنوية .
- الاصغاء لهم ، احترام انجازاتهم مهما كانت بسيطة ، التحفيز من اجل التقدم .
- تقبل الابناء كما هم ، وليس كما نريدهم ان يكونوا .
- بث روح الايجابية داخل الاسرة .
- التعرف على مراحل النمو وخصائص كل مرحلة للتعامل السليم مع كل مرحلة ، فما قد يعتقد الوالدين بأنه مشكلة قد لا يكون كذلك في مرحلة ما .
- تأمين البيئة المنزلية المناسبة للنمو : من نظافة ، هدوء ، جمال ، دفء ، طهارة ، ترتيب .
- ابعاد الابناء عن العنف وجو المشاحنات الذي يحدث بين الابوين .
- الثقة بالأبناء لكي نمكنهم من الثقة بأنفسهم .
- التركيز على نقاط القوة لديهم ودعمها .
- تقدير جهودهم وتشجيعهم دائما .
- مساعدتهم في اختيار الاصدقاء .
- التعرف على ما يعانون منه من مشكلات من اجل حلها .
- اكتشاف المواهب وتنمية قدرات كل شخص نسمع انه مشهور ولديه اهداف قد حققها فان هناك من كان يدعمه وينمي ما لديه من مواهب ، فنسعى دائما ان يكون الداعم الاول للأبناء هما الابوان.
فوائد تربية الأولاد ..
1- صدقة جارية : عن النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) " اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " مسترك الوسائل ج 12 ص230, فعندما نعلم ابنائنا الصلاة نثاب على صلاتهم كما يثابون وعندما يتزوجون يعلمون ابنائهم نثاب ايضا .
2- دعم استقلالية الطفل واعتماده على الذات وذلك من خلال تحسين التكيف والاندماج من قبل الوالدين وبالتالي زيادة القدرة على التفكير ، وتحسين الأداء الاجتماعي للطفل.
3- الشعور بالأمان بين الطفل والوالدين وذلك من خلال العلاقة الايجابية التي تبنى بين الطفل واسرته .
4- صبغ المجتمع بالصبغة الاسلامية الصحيحة : تربية الابناء تساهم بشكل فعال في انشاء جيل صالح يصلح المجتمع بصلاحه ، وينشر الفضيلة فيه .
أسس مهمة لبث السلوك الايجابي من قبل الوالدين داخل الأسرة..
1- تحديد السلوك والمهارات التي يحتاج اليها اطفالنا و استبدال السلوكيات موضع الشكوى .
2- نضع اهدافا لتغيير سلوك اطفالنا وتحسين حياتهم وحياة اسرنا بصفة عامة .
3- نجمع المعلومات من اجل فهم افضل عن لماذا يتصرف ابنائنا على النحو هذا .
4- وضع استراتيجيات لمنع السلوك الذي يحدث مشاكل داخل الاسرة ، وتعليم السلوك السليم مع مراقبة النتائج .
5- مراقبة النتائج لكي نضمن ان الاستراتيجيات تعمل وان التعديلات الجديدة قد حدثت .
دور الوظائف والواجبات الوالدية في ارتقاء الحياة الأسرية...
1- التزام الوالدين بالأوامر الدينية : الابناء عادة ما يتعلمون ادآب المعاشرة ، النظام ، الصدق ، الكذب ، الخير الشر ، جميع ذلك يكتسبوه من عائلتهم ، فعندما يولي الوالدين الاهمية الكبيرة خاصة للأوامر الدينية ويكونان اهل العبادة ( الصلاة ، الصوم ، تلاوة القرآن ) فانهما سيتركان أثرا بالغا في الابعاد الروحية والدينية عند الابناء .
2- الوظائف والواجبات التربوية : الوالدان لهما دور اساسي في توجيه ابنائهم نحو المسائل الاخلاقية وتعاملهم مع الاخرين فهما القدوة بأعمالهما وسلوكياتهما، فعن النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) " ان كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون ابواه يهودانه وينصرانه " بحار الانوار ج3ص281.
3- التوجيه نحو القدوة الصحيحة : ان اساس تشكيل شخصية الطفل يكون في مراحله السبع الاولى من حياته والتقليد والاقتداء هما بنيان التعلم في هذه المرحلة ، فالوالدان ، الاقارب ، الاصدقاء ، هم نماذج وشخصيات مؤثرة في تربية الابناء لكن يبقى دور الاب والام هو الاهم ، فيشجعوهم على اختيار القدوة الحسنة اذ يحضرون لهم الكتب المفيدة ، القصص ، حثهم على مشاهدة البرامج التعليمية السليمة .
4- الصبر وسعة الصدر على الاجابة عن اسئلتهم وفهمهم بدون اي عصبية .
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ينبغي على الوالدين ان يمزجا امرهما بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحبة ، العطف ، الاخلاق ، السلوك الحسن، لكي لا ينفر الابناء من اي موقف .
دور الوالدين في تنمية شخصية الأبناء ..
هناك طرق عدة تساهم في تنمية الشخصية منها :
1- القاء السلام والتحية : من السنن الحسنة التي ثبتها الرسول الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) واكد عليها هي القاء التحية على الاطفال لان ذلك يساعدهم على التفاعل مع المجتمع بكل احترام ، لكن مع الاسف في وقتنا الحالي يجهل الاباء هذه السنة المهمة ولا يعطون اهمية للأطفال وبالتالي ينعكس على تكوين شخصيتهم .
2- التشاور : هناك العديد من الامور يتم مناقشتها داخل الاسرة لذلك ضروري جدا زج الابناء في هذه الامور هذا يجعلهم يشعرون بثقة عالية وان لديهم اهمية كبيرة داخل الاسرة ، مع اخذ مشورتهم حتى وان كانت غير سليمة يتم تعديها بأسلوب الحوار واقناعهم بتصحيحها ، مع تجنب اهمالها ( المشورة ) لان ذلك يولد لهم الاحساس بالضعف .
3- مشاركتهم باللعب : ان مشاركة الاباء للأبناء باللعب يجعل روحهم مفعمة بالفرح والنشاط الدائم والقوة ، وينمي حس الاستقلال والثقة لديهم ، فمهما كانت مشاغل الحياة كثيرة لا نجعلها تؤثر على هذا الجانب المهم ، فعن جابر الانصاري انه قال "دخلت على النبي ( صلى الله عليه والله وسلم ) والحسن والحسين ( عليهما السلام) على ظهره ، وهو يجثو لهما ، ويقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان انتما " بحار الانوار ج 43, 285.
4- مراعاة شؤون الاولاد : ينبغي ان تراعي شؤون الاولاد ، وان يتعامل معهم بوصفهم افراد لهم استقلاليتهم ، فيتم تهيئة مقاعد خاصة لهم اثناء السفر ، عند الضيافة يضع لهم صحون وشوك وملاعق مستقلة ، اثناء النوم لهم فراشهم الخاص، فالأولاد يحاولون ابراز وجودهم ، ويحبون ان يلتفت اليهم الكبار، وان يتفاعلوا معهم بنحو مناسب .
بعض العوامل وانعكاساتها على تربية الأولاد :
1- العوامل الحياتية :
- احتمال ان يكون الطفل مريضا ويشكو من مرض داخلي يسبب له آلاما واذى .
- وضع الطفل البدني ، واحتمال وجود نقص بدني يجعله مدعاة لمسخرة الاخرين .
- مراحل نمو الطفل والتي لها دخل في سلوك الطفل كسن البلوغ (مرحلة المراهقة وما يصاحبها من اشكالات) .
- الجوع ، الارق ، التعب من العوامل المؤثرة على السلوك غير الطبيعي للطفل .
- اضطرابات المزاج والشعور بالآلام المزمنة تؤثر على أخلاق الطفل .
2- العوامل النفسية :
- عدم الشعور بالاستقلال الفكري الذي يرغب بتوظيفه في خدمة اغراضه.
- ابتلاء الطفل بأمراض نفسية .
- شعور الطفل بان حريته واستقلاله قد انتهك ويريد الدفاع عنه .
- غياب الوالدين او ابتعاد الطفل عنهما واحساس الطفل بنقص المحبة .
- احساس الطفل بالضعف عندما يريد القيام بعمل معين ، مثلا يريد الحصول على شيء ولا تصل يديه له ، او يريد ان يرسم منظرا ولا يقدر .
3- العوامل العاطفية :
- حدوث احباط في ميولات الطفل والاحساس بالفشل في الحياة.
- تعرضه للاستهزاء او الاستحقار من قبل الاخرين ، خاصة الوالدين .
- عدم الاستقرار العاطفي للوالدين يخلق للطفل ارضية للضجر وعدم الراحة .
4- العوامل التربوية :
- مشاهدة بعض التصرفات غير اللائقة للوالدين او من يحيط بالطفل يعتبر درسا سيئا له عندما يكبر .
- حرمان الطفل من والديه إذ يخلق عنده نزعة حب جلب نظر الاخرين اليه .
- دلال الطفل النابع من الافراط في محبته يؤثر على سوء اخلاقه .
- السلوك الخاطئ للام او الاب في التعامل مع الطفل مثل الضحك والاستهزاء منه في حالة غضبه .
- غفلة الوالدين واهمالهم لوظائفهم ومسؤولياتهم تجاه طفلهم.
- التساهل واللامبالاة في تعويد الطفل على النظم .
- ضعف كبير ناتج عن عدم مقدرة الوالدين على تربية اطفالهم بسبب انشغالهم المستمر بالكسب على حساب تربية اطفالهم فيحدث انحرافاا خلقيا وسلوكيا لدى الطفل.
5- العوامل الاجتماعية :
- النزاع والمشاجرة بين الوالدين وافراد العائلة .
- العيش في مناطق غير ملائمة يتصف اهلها بسوء الخلق .
- بعض الاوضاع غير الملائم التي يتبعها الاهل من حيث المراقبة الزائدة، الامر ، النهي ، الانضباط الشديد .
- الشعور بعدم الامان والاستقرار في محيط الحياة الاجتماعية .
6- العوامل الثقافية :
- الجهل وعدم الوعي .
- التعليم الخاطئ للقيم التي قد يتعلمها الطفل في المدرسة والعائلة والمجتمع.
- عدم تعلم السلوكيات التي لها ارتباط بالآداب والاخلاق .
- مشاهدة بعض البرامج التي تغير مسار تفكيرهم وينشؤون تنشئة خاطئة .
- نوع التربية العائلية التي تعتمد على مسارات خاطئة .
اضافةتعليق
التعليقات