هناك علاج سحري أو وصفة ناجعة، لتغيير هذا الواقع؟
في ١٠/٩/٢٠٠٥. كتبت أمينة خيري في الحياة تحقيقًا عن الطلاب والشاشات وإمكانية تشفيرها يبدأ الأهل في مناورات تشفير القنوات الأكثر مشاهدة من قبل الأبناء والبنات، تحسبًا لمارثون العام الدراسي الواقع تحت وطأة الإمتحانات والدروس الخصوصية والتحصيل والحفظ والتلقين، وهي الأنشطة التي تشتت الفضائيات شملها، وتعرقل سيرها ولأن السينما باتت وسيلة ترفيه بالغة الكلفة وارتيادها صعبًا، نظرا إلى صعوبة المواصلات وازدحام الطرق إضافة إلى القيود الإجتماعية المفروضة على تحركات الفتيات مثلا، أصبحت مشاهدة الفضائيات الوسيلة الرئيسية للترفيه في البيوت التي يتمكن أصحابها من حشر صحن لاقط إضافي إلى عشرات الصحون المركزة على سطح المنزل.
وعلى رغم عدم وجود إحصاءات عربية شاملة في شأن المشاهد الفضائية إلا أن إنتشار الأطباق اللاقطة يؤكد إن التلفزيون الذي يبث كل ما تشتهيه الأنفس والقلوب يحتل موقعًا مهما جدًا في البلدان العربية، وإذا كانت مشاهدة التلفزيون عمومًا في العالم أصبحت منذ الحرب العالمية الثانية النشاط الثالث الذي يقوم به الشخص بعد النوم والعمل، فالوضع لا يختلف في عالمنا العربي، أُستاذة الإعلام في جامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبد المجيد قالت: في دراسة أجرتها عن العلاقة بين الأطفال العرب من 12 سنة إلى 18 سنة والتلفزيون إن 5.98% من أفراد العينة يشاهدون التلفزيون وزادت نسبة الفتيات قليلا على الذكور.
ونجحت الفضائيات العربية في جذب المشاهدين الشباب الذين أعيتهم المتاعب المالية المقيدة لسبل الترفيه الأخرى فلجأوا إلى الترفيه الفضائي الخفيض الكلفة والمتمثل في قنوات الأفلام والفيديو كليب إضافة إلى برامج تلفزيون الواقع،
والملاحظ أن الصحن اللاقط يترأس الغالبية العظمى من أسطح البيوت القاهرية بمختلف مستوياتها الإجتماعية والاقتصادية، بل أن عددا من مقابر منطقة الغفير الشاسعة التي يقطنها أحياء ظهرت عليها بوادر الصحون اللاقطة وأختفى تمامًا الجدل الذي كان يجري قبل سنوات قليلة وقوامه هل نشتري صحنا لاقطا أم لا واستبدال السؤال بأي باقة نشترك فيها؟.
أما الآباء والأمهات فسلم الكثيرون منهم بأن مسألة التحكم فيما يشاهده ولا يشاهده الأبناء أمر غير وارد وغير واقعي فإذا كانت القنوات التي تعرض ما يصفونه بالمواد الإباحية سهلة التشفير فإن القنوات التي تعرض ما يصفونه بالماء فإن القنوات الغنائية متاحة للجميع في كل مكان بكل ما تحويه من مشاهد يعتبرها بعضهم غير لائقة بالنسبة إلى الأطفال أو المراهقين.
من جهة أخرى أثبتت الفضائيات العربية قدرة فائقة في القضاء على الجانب الأكبر من تذمر الطلاب من الملل أثناء العطلة الصيفية الطويلة فهي أرضت جميع الأذواق؛ أفلام عربية قديمة، أفلام اجنبية حديثة، تلفزيون الواقع، فيديو كليب، برامج فنية هابطة، أغاني طرب، مباريات كرة قدم ومصارعة حرة، حوارات عن المعارضة والحكومة، أفلام كرتون، وجميعها عوالم افتراضية تشبع جانبا من أحلام مشاهديها الصغار ولو إلى حين القدرة على تحقيقها أو تخزينها لأجل غير مسمى.
اضافةتعليق
التعليقات